في عام 2005 أعلن الرئيس المخلوع حسني مبارك ترشحه للانتخابات الرئاسية من مدرسة «المساعي المشكورة الثانوية» بالمنوفية، التي كان طالبا فيها، والتي استثناها المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، من عقد لجان انتخابات فيها، مبررًا ذلك بـ«خوفا من أي تفسيرات سياسية».
المدرسة التي تم بناؤها في عهد الخديوي توفيق على الطراز الإنجليزي، وحازت شهرة كبيرة طوال 30 عاما، تشهد حالة من السوء غير مسبوقة، فطرقاتها الداخلية غير مرصوفة، وكراسٍ بالية ومبعثرة في كل مكان، إلا أن المفاجأة كانت في حمام بني مخصوص في يوم واحد ليستعمله «مبارك» بتكلفة 65 ألف جنيه.
«هذه واحدة من أقدم 100 مدرسة في مصر».. بهذه الجملة بدأ محمد حسين، مدرس التاريخ، بالمدرسة منذ 20 عاما، تفاصيل العلاقة بين المدرسة والرئيس المخلوع، وقال «حسين»: «زار مبارك الفصل الذس يدرس فيه عندما كان طالبا فس المدرسة، ويومها لم يتأكد من أنه فصله، نظرًا لتغير أسماء الفصول أكثر من مرة».
وأضاف: «أبلغنا أن مبارك قادم لنا، فتم بناء حمام له خلال 24 ساعة بتكلفة 65 ألف جنيه، ولا يزال موجود بالمدرسة رغم تغير حالته للأسوأ، بالإضافة إلى تغطية فناء المدرسة كاملا بالقماش، خلال 12 ساعة، وتركيب 4 أجهزة تكييف، لتأمين الفناء، الذي تم تحويله ‘لى قاعة لللإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وتمت الاستعانة بصالون من جامعة المنوفية ليجلس عليه».
«حسين» سيكتب في مذكراته الخاصة أنه «مفيش حد كويس أو وحش طول الوقت، لأن العشر سنوات الأولى (من حكم مبارك) كانت جيدة، وكان يستمع فيها إلى المواطنين»، كما سيذكر منعه والطلاب في كل زيارة لمبارك لمدة يوم أو اثنين من الدخول لفصولهم، خوفا من أمن الدولة.
«حسين» الذي رأى مبارك خلال مرة واحدة في حياته أثناء رئاسته لاتحاد طلاب جامعة المنوفية، يرى أن مدرسة «المساعي المشكورة»، لم تحظ بأي اهتمام حقيقي من جانب مبارك ونظامه، وكل التغييرات التي كانت بها شكلية، وما حدث من تغيير فى مبانيها كان للأسوأ، وأفقدها قيمتها وشكلها، فالرسومات التاريخية التي كانت على جدران الحوائط ضاعت في ترميمها، كما أن مساحتها تقلصت مع الزمن.