استمرت أعمال مراقبة المؤسسات والمنظمات الحقوقية الانتخابات الرئاسية وسير عمليات التصويت، الخميس ، لليوم الثانى على التوالى لرصد الانتهاكات والتجاوزات التى شهدتها العملية الانتخابية.
تلقى المجلس القومى لحقوق الإنسان، الخميس ، 284 شكوى حول تجاوزات العملية الانتخابية على مستوى القاهرة والمحافظات منها 35 شكوى عبر الهواتف ورسائلSMS.
واستقبل المجلس السفير حسين عونى، سفير تركيا لدى مصر، الذى زار غرفة العمليات المركزية، وقال «عونى»، فى تصريحات له الخميس: «إن الانتخابات فى مصر مهمة جداً لأنها تحدد المنطقة العربية كلها، ومصر تسير فى اتجاه الديمقراطية والانتخابات حتى الآن جيدة».
وتابعت غرفة العمليات المركزية بالمجلس مجريات عملية التصويت باليوم الثانى، مؤكدة أنها بدأت بمشاركة منخفضة إلا أنها تزايدت مع مرور الوقت فى يوم التصويت الثانى والأخير.
وقال المجلس، فى تقرير له الخميس ، إن أبرز التجاوزات تمثل فى ممارسة الدعاية الانتخابية أمام بعض مقار الاقتراع والتأثير على إرادة الناخبين من خلال توزيع أوراق دعائية تخص بعض المرشحين وتأخر فتح بعض مقار الاقتراع، ومنع وكلاء مرشحين من دخول اللجان وظهور الرشاوى الانتخابية أمام إحدى اللجان بمحافظة الإسماعيلية، وتعاملت قوات الأمن الموجودة أمام تلك اللجنة مع هذه المخالفة وقامت بمصادرة المبالغ المضبوطة والقبض على من يقوم بتوزيعها.
فى سياق مواز تابعت المنظمات الحقوقية أعمالها لليوم الثانى من عملية التصويت، ورصد مراقبو المنظمات عدداً من التجاوزات والانتهاكات الانتخابية، فقد رصد مراقبو «حرة نزيهة» الذى يضم تحالف اللجنة المستقلة وتحالف «شارك وراقب» الذى يضم 70 جمعية تراقب فى جميع أنحاء الجمهورية بعشرة آلاف مراقب و200 ألف مواطن إقبالاً شديداً من الناخبات السيدات مقابل إقبال محدود من الناخبين الرجال خاصة بمحافظة الإسكندرية والتى جاء الإقبال فيها متوسطاً أمام لجان الرجال، وجاء الإقبال شديداً أمام لجان السيدات خاصة أمام مدرسة إبراهيم بخيت الابتدائية المشتركة.
وأصدر التحالف بياناً مساء الاربعاء ، رصد فيه زيارة غامضة لوفد دبلوماسى أجنبى لمقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم.
وذكر البيان: «أثارت زيارة غامضة لوفد دبلوماسى أجنبى لمقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم دهشة المواطنين وكل من تواجد بالقرب من المقر، حيث وصل عدد من السيارات الدبلوماسية إلى المقر ونزل الوفد منها وانطلقوا مسرعين ليختفوا عن الأنظار مما زاد الدهشة، ولم يتم التعرف على هوية الوفد أو الجهة المرسلة له، ولم تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن أى تفاصيل للزيارة».
وتقدم التحالف المصرى لمراقبة الانتخابات، الخميس ، ببلاغه السادس إلى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة حول بعض الانتهاكات التى شابت اليوم الثانى من العملية الانتخابية، وتمثلت فى استمرار خرق فترة الصمت الانتخابى وتأخر فتح باب بعض اللجان الانتخابية أمام الناخبين.
وطالب التحالف اللجنة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة من أجل منع هذه الانتهاكات وعدم تكرارها، وسرعة التحقيق فيها بغية معاقبة مرتكبيها.
ورصدت شبكة «مراقبون بلا حدود» «راصد» فى اليوم الثانى للتصويت ارتفاع حدة الدعاية الانتخابية أمام غالبية اللجان وتوجيه الناخبين فى محافظات القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والغربية، والبحيرة، والشرقية، والدقهلية، والقليوبية، والمنوفية، وكفر الشيخ، والفيوم، والأقصر، وأسوان، وبنى سويف، بسبب اشتداد المنافسة الانتخابية بين أنصار المرشحين مما يزيد من فرص حدوث مشاجرات طوال اليوم وعنف انتخابى وتقديم الرشاوى الانتخابية.
ورصد المراقبون فى اليوم الثانى للاقتراع إقبالاً ضعيفاً بصورة ملحوظة على اللجان الانتخابية خلال الساعات الثلاث الأولى للتصويت وحضر معظم الناخبين بعد الساعة الثامنة صباحاً.
كما رصدوا تأخر فتح اللجان فى اليوم الثانى للاقتراع بين نصف ساعة وساعة وعدم حدوث مشاكل كبيرة فى عملية تخزين صناديق الاقتراع وإعادة فتحها فى اليوم الثانى، وشملت اللجان مدرسة الشروق الابتدائية، وفاطمة الزهراء الابتدائية بالوراق، والشهيد عبدالعزيز الابتدائية بفيصل، والشهيد أحمد عبدالعزيز الابتدائية بالجيزة، وأحمد عرابى، وأم المؤمنين، والتقوى بالمحلة الكبرى، والشيتى والرافعى، والسيدة عائشة بطنطا، والحامول الثانوية بنات بالحامول كفر الشيخ، والفنية التجارية بطلخا بالدقهلية.
وواصلت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى أعمال المراقبة والرصد لمجريات اليوم الثانى للانتخابات الرئاسية وانتهت عمليات الرصد فى الساعات الأولى من صباح اليوم الثانى إلى تلقى غرفة عمليات الجمعية من مراقبيها الميدانيين عدد 1899 انتهاكاً فى اللجان الانتخابية المختلفة.
رصد المركز المصرى لحقوق المرأة انتهاكات وتجاوزات اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية، وجاءت كل المخالفات والانتهاكات التى ارتكبها أنصار المرشحين ورصدها المركز لأنصار محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة حيث قال المركز إن أتوبيسات نقل جماعية «مجانية» تحشد المواطنين للتصويت لمحمد مرسى بملوى بأتوبيس رقم 81500 أمام مدرسة الكاشف، وأتوبيس رقم 8145 أمام مدرسة التجارة، وأتوبيس رقم 20016 أمام مدرسة التحرير.
وأكد المركز استمرار ظاهرة التأثير على إرادة الناخبين والناخبات، حيث حررت إحدى الناخبات محضراً بدار السلام برقم 3169 لسنة 2011 دار السلام إدارى، ضد إحدى السيدات لتوجيهها للناخبات أمام لجنة 7 بمدرسة أحمد عرابى الابتدائية، بدار السلام، لرمز الميزان، كما وجهت إحدى الناخبات باللجنة الانتخابية رقم 24 بمدرسة «ابن النفيس» الإعدادية، بمدينة نصر من قبل أحد الموظفين لاختيار مرشح بعينه، وهو ما أدى إلى تحرير محضر إثبات حالة ضده.
كما حررت ناخبة محضراً ضد رئيس اللجنة رقم (1) بمدرسة عبدالعزيز جاويش بمنطقة الشرابية بسبب قيامه بطرد الناخبات خارج مقر اللجنة بسبب تزاحمهن على الدخول، ورفضت الناخبة مغادرة اللجنة قبل التصويت.
فى سياق متصل، تلقى الخط الساخن، التابع للمجلس القومى للمرأة، 50 شكوى انتخابية من السيدات، تتعلق باختراق الصمت الانتخابى أمام بعض اللجان الانتخابية واستخدام الدعاية الدينية للتأثير على الناخبين، وحدوث مشادات بين أنصار بعض المرشحين ما أدى إلى تعطيل التصويت، وأحال المجلس جميع الشكاوى إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس القومى لحقوق الإنسان.
وشكت الناخبات من وجود بعض الدعاية الانتخابية أمام لجنة مدرسة عابدين الثانوية، وتوزيع دعاية لأحد المرشحين أمام مدرسة عمار بنى ياسر فى العباسية، كما شهدت بعض اللجان التوجيه لانتخاب مرشح محدد حيث شكت ناخبة بلجنة مدرسة الحرية بكفر طهرمس من محاولة بعض الناخبات فرض اتجاههن على السيدات بالقوة.
بينما اشتكت بعض السيدات من عدم القدرة على التصويت بسبب عدم وجود أسمائهن فى الكشوف الانتخابية.
من جانبها طلبت غرفة عمليات نادى قضاة مجلس الدولة، من اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الاستعانة بالقضاة الاحتياطيين، لبدء عمليات فرز الأصوات عقب انتهاء عملية التصويت مساء الخميس ، وذلك بسبب الإجهاد البدنى الذى تعرض له عدد من قضاة المجلس المشرفين على الانتخابات على مدار اليومين الماضيين.
وقال المستشار عبدالمجيد العوامى، المتحدث الرسمى لغرفة عمليات النادى، إن المستشار حمدى ياسين، رئيس نادى قضاة مجلس الدولة، رئيس غرفة العمليات، طلب من اللجنة العليا للانتخابات مخاطبة الجهات المسؤولة عن تأمين الانتخابات وهى القوات المسلحة والشرطة لتشديد التواجد الأمنى على عدد من اللجان فى بعض المحافظات، وذلك بعد إبلاغ بعض القضاة بوجود مشادات ومشاحنات بين أنصار بعض المرشحين فى لجانهم، وصلت أحياناً إلى حد التشابك بالأيدى، وأيضاً خشية امتداد تلك المشاحنات إلى القضاة ذاتهم.
من جانبه قال المستشار أحمد جلال، عضو مجلس إدارة نادى النيابة الإدارية، إن العملية الانتخابية تسير فى هدوء تام، وإن غرفة العمليات تلقت بعض الشكاوى بحدوث بعض المناوشات، منها مناوشات وقعت فى اللجنة رقم 53 فى حدائق القبة بين رئيسة اللجنة وأحد الناخبين، أثناء توجيهها له باتباع الإجراءات المقررة قانوناً بسير العملية الانتخابية، الأمر الذى رفضه الناخب فتم تحرير مذكرة بالواقعة، وإحالتها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشار إلى ضرورة تأمين اللجان، خاصة فى عمليات الفرز لمنع وقوع أى مشادات أو اشتباكات أثناء عملية الفرز بين أنصار المرشحين المتواجدين خارج اللجان فى انتظار نتيجة الفرز، ملتمساً أن تقوم القوات المسلحة ووزارة الداخلية بتأمين اللجان بشكل كاف.