x

«ربيع» فقد عينه الأولى «ثائراً».. وانتخب بالثانية «مرشح الثورة»

الجمعة 25-05-2012 02:18 | كتب: وائل ممدوح |
تصوير : other

«النهارده بس اتطمنت إن عينى ماراحتش هدر».. هكذا أكد ربيع بابتسامة واسعة وهو يشير بإصبعه المصبوغ بالحبر الفسفورى، بعد أن أدلى بصوته للمرة الأولى فى الانتخابات، رغم أن اسمه مدرج بالكشوف الانتخابية منذ أكثر من 13 عاما.

ربيع محمد عبدالرؤوف، أو ربيع الأسوانى كما يلقبه أصدقاؤه، نسبة إلى المحافظة الجنوبية التى ترجع أصوله إليها، هو أحد جنود الثورة المجهولين، بالرغم من شهرته فى ميدان التحرير وبين المصابين وأهالى الشهداء، لكونه من أوائل المعتصمين بالميدان بعد اشتباكات جمعة الغضب 28 يناير، حيث فقد إحدى عينيه بخرطوش الأمن المركزى، بالإضافة إلى إصابته بعشرات الطلقات المطاطية فى أماكن متفرقة من جسده، ومع ذلك أصر «ربيع» على البقاء فى الميدان حتى تنحى مبارك، ومنذ ذلك اليوم لم يتأخر عن نداء «التحرير» مهما كانت الأسباب.

استعد ربيع للانتخابات الأولى فى حياته كما كان يستعد لأول أيام العيد. فى الصباح أخرج «الجاكيت» الذى صاحبه فى أيام الثورة الأولى، وألقى نظره على آثار طلقات الخرطوش التى أصبحت تزينه فى أكثر من موضع، وتحسس أكمامه التى مازالت تحمل دماء إصابات عينه ورأسه، ثم خرج من مسكنه البسيط بأحد الشوارع المتفرعة من شارع العشرين إلى بيت عمته القريب منه، حيث مر على جميع سكان الشارع ليتأكد من أنهم «هينتخبوا الثورة»، بغض النظر عن اسم المرشح الذى ستذهب إليه أصواتهم.

«كان نفسى أنتخب من زمان، لكن ربنا كتبلى أنتخب وأنا دافع تمن الحرية غالى».. قالها وهو يشير إلى عينه اليسرى التى فقدت الإبصار بعد أن استقرت فى قاعها طلقتا خرطوش أصيب بهما بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية بوسط ميدان التحرير.

فى طريقه للجنة الانتخابية يتبادل أطراف الحديث مع سائق «التوك توك» الذى ينقله إلى شارع العشرين التابع لمحافظة الجيزة، ثم يستقل ميكروباص آخر إلى كفر طهرمس، حيث لجنته الانتخابية، ولا ينسى أثناء ذلك أن يتحدث مع سائق التوك توك وركاب الميكروباص ليذكرهم بأن صوتهم أمانة، وأن الشهداء لم يضحوا بأرواحهم لننتخب رجال مبارك.

على أبواب اللجنة يتذكر الأحداث الدموية، ويدعو بالرحمة للشهداء، وتعاوده ابتسامته الكبيرة وهو يشير إلى اسم المدرسة التى تقع بها لجنته الانتخابية «الحرية».

يتوجه ربيع إلى اللجنة رقم «14» ويدلى بصوته فى سعادة بالغة عبرت عنها ملامح وجهه، قبل أن يرفع إصبعه المصبوغ بالحبر الفوسفورى قائلا: «الحبر دا غالى أوى، وتمنه اتدفع بالدم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية