x

وقائع اليوم الأول للانتخابات من «قصر العينى» مصابو الثورة: لا تجعلونا «صدى» لـ «أصواتكم»

الخميس 24-05-2012 08:45 | كتب: نيرة الشريف |

فى مستشفى قصر العينى شباب مصرى أقوى من الرصاص.. إرادتهم أمضى من السلاح الذى استهدف أرواحهم، حلمهم بالحرية يغالب الإصابة والجرح والوجع والكسر، فى قصر العينى شباب مصرى مازالوا يتلقون علاجا مكثفا على خلفية إصابات قاتلة طالت أجسادهم البريئة خلال الثورة. وما بين صعوبة الإصابات والإهمال الحكومى والطبى فى علاجهم فى كثير من الأحيان لايزالون رغم مرور نحو عام و4 شهور على الثورة يتلقون عناية طبية بدرجة ما، «المصرى اليوم» ذهبت إليهم فى عنابرهم داخل المستشفى يوم الانتخابات الرئاسية، لتسألهم عن أحلامهم عن الحرية، وعن تصورهم لغد كتبوا أمسه بدمائهم الطاهرة الزكية.

استطلعنا آراءهم ورؤاهم وأحلامهم، بينما لم يبرح أثر الرصاص أجسادهم بعد، وبينما لم يتوقف الوجع لحظة، لكن فى المقابل كان حلمهم بالحرية يتجسد من المجهول حقيقة لا لبس فيها بعد زوال مبارك ودولته، وعلى أعتاب مصر جديدة تنتظر أول رئيس منتخب فى تاريخها بإرادة حرة شعبية حقيقية، لا باستفتاء مزور ولا شرعية منقوصة. انقسم المصابون إلى فريقين، الأكبر منهما يرى أننا فى لحظة تاريخية تحققت عبر دماء الشهداء وأطراف وأعضاء المصابين من الشباب والآخر، ساخط بسبب إهمال الدولة وتجاهل الحكومة وتقصيرها فى علاجهم. والدة أحدهم - يرقد ولدها الصيدلى فى غيبوبة منذ نحو نصف العام لا هو حى ولا ميت - تقول: «البلد أخدت منى ابنى فى غيبوبة لا هو حى ولا ميت»، بينما أكد ثان أنه لن يشارك بسبب شكوكه حول نزاهة الانتخابات، إلا أنه لم يفقد الأمل تماما، معربا عن رغبته فى أن تمر بلا تزوير وإن اتفق معظمهم على متابعة ما يحدث عبر شاشات التليفزيون.

حسام الدين عبد المولي علي سريره

«حسام»: أتمنى الانتخابات متتزورش علشان رجلى ما تروحش هدر .. ونفسى مطالب الثورة تتحقق

«أنا معنديش ثقة فى شىء، وحتى لو ماكنتش فى المستشفى ماكنتش هروح أنتخب.. متابع كل حاجة بتحصل من بعيد لبعيد، ومتأكد إن الانتخابات دى هتتزور، مش قادر أصدق إنها ممكن تبقى انتخابات نزيهة بأى شكل من الأشكال».. هكذا بدأ حسام الدين عبدالمولى «35 سنة» موظف حكومى، أحد مصابى الثورة حديثه  المزيد

محمود فراج يتابع التصويت اليوم الاول من التلفزيون

«محمود»: أنا مصمم أنزل إسكندرية وأنتخب علشان حق البلد.. حتى لو هاروح وهمّه شايلينى

بمجرد أن فتح محمود عينيه انتفض سريعاً ليجلس على سريره ويحضر جهاز الكمبيوتر الخاص به ويبدأ مسرعاً فى فتحه، كان أحمد زميله فى الغرفة قد ترك التليفزيون يعمل على إحدى القنوات الإخبارية وهم نائمون، لتصل إلى أذن محمود أول ما تصل فى يومه كلمات حول اللجان والصناديق والمرشحين.. دخل محمود على المواقع الإخبارية التى قد تحمل أى خبر حول الانتخابات، وعينيه معلقتين بالتليفزيون، وبما ترصده الكاميرا من اللجان الانتخابية المزيد

أحمد شمس

شمس: إديت البلد إيدى ورجلى عشان أشوفها حاجة كويسة

فى غرفة صغيرة بمستشفى قصر العينى، كانت الساعة لاتزال الثامنة صباحاً، لكنه، على أى حال، ليس صباحاً سيمر كغيره، فاليوم هو أول أيام الانتخابات الرئاسية، لذا حرص أحمد شمس فى هذا اليوم على أن يترك التليفزيون يعمل على إحدى القنوات الإخبارية وهو نائم. أحمد هو أحد مصابى ثورة يناير، الذى مازال يتلقى علاجه بعد إصابته بخرطوش برجله اليمنى فى الثامن والعشرين من يناير، أدت لإزالة عصب من رجله، وإصابته فى محمد محمود أيضاً بضرب بآلة حادة على يده أدت إلى قطع العصب وأوتار اليد، قضى أحمد ليلة مؤرقة بين القنوات الإخبارية يتابع أى خبر يرد عن الانتخابات، يتابع مع أصدقائه بالتليفون ما يحدث فى الشارع، ومظهر الناس بالخارج كيف يبدون استعداداً ليوم الغد المزيد 

مصطفي أحمد

«مصطفى» المصاب بطلق نارى فى الظهر: «فقدت القدرة على متابعة اللى بيحصل» و«سعيد» المصاب فى رئته: «عائلتى دفعت الثمن لكن كله يهون فى سبيل اليوم ده»

سعيد

كان مصطفى أحمد متحمسا للمشاركة فى كل مظاهرة تحدث، حريصاً على المشاركة فى كل شىء يستطيع منه أن يعود بجزء من حق بلده من وجهة نظرة، الآن بعد كل صخب المظاهرات ومطاردات الأمن، ينام مصطفى بلا حراك على سرير فى حجرة صغيرة بمستشفى قصر العينى، يخيم عليها الحزن فقط. مصطفى حريص كل الحرص على ألا يفتح جهاز التليفزيون وألا يقترب منه أحد من قريب أو بعيد، وألا يدخل حجرته أى جريدة، ولا يحدثه أحد عما يحدث بالخارج.. أصيب مصطفى فى أحداث اعتصام مجلس الوزراء بطلق نارى فى العمود الفقرى، أدى إلى قطع فى الحبل الشوكى، ومنعه من الحركة تماما، حيث أصيب بشلل تام من صدره وحتى أصابع قدمه.المزيد 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية