x

«كريمة»: «معندناش إثباتات شخصية تخلينا نعيش في البلد بأمان»

الأربعاء 23-05-2012 07:36 | كتب: نيرة الشريف |
تصوير : other

«إحنا لا لنا شخصية ولا وجود فى أى حاجة فى الدنيا، الناس بتتكلم على الانتخابات الرئاسية، وبتتكلم على ثورة وإحنا مش واصلنا أى حاجة من الحاجات دى». هكذا بدأت كريمة سليمان-33 عاما- من محافظة مطروح، تتحدث كريمة من وراء نقابها بعين تملؤها الأمل أنها وجدت فرصة متاحة للتحدث، ومع كل جملة تُذكرها بحالها تمتلئ عيناها بالآسى والألم مرة أخرى، «إحنا حياتنا فى الصحراء كلها، عندنا محدش من البنات بيتعلم ولا حد يقدر يعرف الدنيا فيها إيه بره حدود البيت، وبننزل البلد للضرورات القصوى بس، غير كده مش بنشوف من الباب ولا الشباك غير رمل الصحراء، فى بيوت كتير من بيوتنا التليفزيون مدخلهاش بسبب الحالة المادية السيئة، ولا بنعرف حاجة من الجرايد عشان مبنعرفش نقرأ، الرجال عندنا لما بيتكلموا فى حاجة تخص البلد أو حاجة مهمة بيتكلموا عنها فى المربوعة، والمربوعة دى عبارة عن غرفة خارج البيت يجلس فيها الرجال ليتحدثوا بعيدا عن نساء المنزل، عندما يجتمع الرجال يتحدثون فى كل شىء، وبيقرأوا الجرائد، ولو حد عنده تليفزيون بيجيبه يتفرجوا عليه، ويعرفوا الدنيا فيها إيه، وإحنا جوه محدش بيشركنا فى شىء ولا بيهتم إنه يعرفنا شىء».

وصلت معاناة كريمة مع مجتمعها البدوى أنها لا تملك وثيقة زواج رسمية، حيث يسيطر الزواج العرفى على المجتمع البدوى، ورق ولا قسيمة زواج تعترف بها الدولة ولا وعدم وجود قسيمة زواج فرض على كريمة أيضا ألا يكون لديها بطاقة رقم قومى، فبالتالى لا صوت انتخابياً لها، ولا حق لها فى ترشيح أحد فى الانتخابات الرئاسية، تعقب «كريمة» على ذلك قائلة «حتى لو كان عندى صوت انتخابى، أنا معرفش حد عشان أرشحه، الستات اللى لهم أصوات انتخابية بيبقوا خاضعين لإرادة أزواجهم، رجال العائلة ياخدوا الحريم اللى لهم أصوات انتخابية فى عربة كبيرة ويحددون لهم الرقم أو العلامة التى سيختارونها، وهى الدالة على المرشح الذى يراه الأفضل من وجهة نظره، أما نحن لا نرى ولا نعرف شيئاً، وهما فى الحقيقة لا يظلموننا، يعنى لو الرجال سابوا لنا حرية الإختيار فإحنا مش هنعرف نختار مين، لأننا منعرفش حتى أسماء حد».

تستنكر «كريمة» الوضع كاملا قائلة: «لازم كل بنت يبقى ليها حياتها وشخصيتها، لأن الجواز مش هو الأمان التام زى ما كانوا بيفهمونا.. أنا متعلمتش خالص، ولا حتى دخلت الابتدائية، ومكنّاش بنخرج من البيت غير للضرورة، لو حد من أهلنا عيّان أو بيموت بنروح نزوره أو نعزى فيه، كنّا ماشيين على تقاليد مجتمعنا كاملبة وطول الوقت بنخاف من نظرة الناس، مكنتش عارفه إن تقاليده دى هتخلينى فى وضع صعب ومهين، وإنى يوم ما هخرج من بيتنا هخرج عشان أروح محاكم تثبت إنى اتجوزت واتطلقت وتوثق لى طلاقى وده بدأ يحصل وأنا عمرى 18 سنة».

«أنا بقيت فاهمه إن مينفعش أعمل أى شىء من غير ما يكون معايا بطاقة الرقم القومى، وأنا مش معايا غير البطاقة الورقية، وعشان اطلع بطاقة الرقم القومى لازم يبقى معايا قسيمة طلاق، عشان أقدر أكتب «مطلقة» فى الحالة الاجتماعية، فيه بنات كتير بيتجوزوا ويطلقوا من غير توثيق ولما بيحتاجوا بطاقة الرقم القومى بيكتبوا فى الحالة الاجتماعية آنسة، ورغم إن ده تزوير لكنه بيعدّى لو كانت البنت مجابتش من جوازها ولاد».

«إحنا أصلا معندناش إثباتات شخصية تخلينا نعيش فى البلد بأمان، المفروض نفكر إزاى بقى فى البلد والانتخابات والمرشحين والرئاسة؟ لما نعرف نحل مشاكل إثبات إننا عايشين نبقى نفكر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية