يشارك السلفيون فى الانتخابات لثانى مرة فى تاريخهم السياسى. كمرشحين فى الانتخابات البرلمانية الماضية، استخدم السلفيون الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى الحشد والتصويت لمرشحيهم، لكن فى الانتخابات الرئاسية، ربما يصعب تحقيق نفس القدر من النجاح باستخدام الأسلوب ذاته، بسبب الانقسام بين الأحزاب السلفية على تأييد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة.
وتعتبر الدعوة السلفية، وحزب النور المنبثق عنها، أكبر كتلة تصويتة بين السلفيين، ولهما قواعد فى كل المحافظات، وتتميز بالقدرة على الحشد والتنظيم، والتى أدت إلى حصول السلفيين على 10 ملايين صوت فى انتخابات مجلس الشعب الماضية.
وتؤكد قيادات الحزب أن 90% من الهيئات السلفية سيلتزمون بقرار الحزب بتأييد «أبوالفتوح»، مؤكدين أنهم لن يستخدموا الدعاية الدينية فى جمع الناخبين، وإنما بالدعوة لتأييد مرشحهم باعتباره شخصية توافقية.
ورغم ضعف شعبية الأحزاب والهيئات السلفية المتمثلة فى «الأصالة» و«الفضيلة» و«الهيئة الشرعية» و«الجبهة السلفية»، التى أعلنت تأييدها لـ«مرسى»، إلا أن رؤساء تلك الأحزاب والهيئات أكدوا قدرتهم على الحشد وجمع ملايين الأصوات لصالح مرشح الإخوان، مؤكدين أنهم لعبوا دوراً كبيراً فى النجاح الذى حققه حزب «النور» فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى.
ويقول الدكتور طلعت مرزوق، عضو اللجنة العليا لحزب النور، إن الكتلة التصويتية لـ«النور» تتعدى الـ9 ملايين صوت، طبقاً للأصوات التى حصل عليها الحزب فى الانتخابات الماضية، وبالتالى فإن دعم «أبوالفتوح» سيكسبه قوة ويزيد من فرص فوزه بمقعد الرئاسة.
وقلل من تأييد حزبى الأصالة والفضيلة وغيرهما من الأحزاب والهيئات السلفية لـ«مرسى»، وأكد أنه لن يؤثر على قوة التيار السلفى فى دعمه لـ«أبوالفتوح»، لأن النور يمثل نحو 90% من السلفيين، ولديه قواعد فى كل المحافظات وجميعها سيخرج للتصويت للمرشح المدعوم من الحزب.
ويؤكد «مرزوق» أن عدد الأصوات التى سيحصل عليها «أبوالفتوح» من «النور» ستتجاوز الـ10 ملايين صوت، وقال: إن الكثيرين من السلفيين قاطعوا الانتخابات البرلمانية الماضية لعدم ثقتهم فى نزاهتها، وبعضهم كان يرفض المشاركة السياسية، لكن الأمر سيختلف فى تلك الانتخابات، إذ سيخرج غالبية التيار السلفى لتاييد «أبوالفتوح».
موضحاً أن تواجد الحزب كبير فى محافظات مثل الوادى الجديد ومطروح والإسكندرية والإسماعيلية.
ويقول محمد نور، المتحدث باسم «النور»، إن حزبه سيحشد الملايين إلى اللجان يومى الانتخابات، مؤكداً اكتسابهم خبرة فى إدارة العملية الإنتخابية بعد انتخابات البرلمان وأضاف: «سنخرج عقب صلاة الفجر، متجهين إلى اللجان بالتنسيق مع حملة «أبوالفتوح» لتأمين العملية الانتخابية بالتواجد داخل اللجان، وأيضاً أثناء عمليه الفرز.
أما الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، عضو اللجنة العليا لحزب «الفضيلة»، فيرى أن الجبهة والحزب سيحشدان الملايين للتصويت للدكتور محمد مرسى، مؤكداً أن جزءاً بسيطاً من هذا التيار هو الذى سيصوت للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
ويقول «سعيد» إن حزب «النور» لا يمثل إلا جزءاً من التيار السلفى، وإن الكتلة التصويتية التى حصل عليها فى الانتخابات البرلمانية الماضية جاءت بسبب وقوف كل السلفيين خلفه، مؤكداً أنه لن يستطيع توفير تلك النسبة لـ«أبوالفتوح»، لأن جميع المشايخ والقيادات السلفية خارجه أعلنوا تاييدهم لمرشح الإخوان.
ويضيف «سعيد»: لا أستطيع تحديد عدد الأصوات التى توفرها الجبهة للمرشح الذى نؤيده، إنما سيتجاوز المليون، مؤكداً أن قوة «الفضيلة» والجبهة السلفية فى 15 محافظة فى مقدمتها الدقهلية والفيوم والغربية وكفر الشيخ.
ويؤكد أن أعضاء الجبهة والحزب سيتواجدون داخل اللجان الانتخابية، وأيضاً للرقابة على عملية الفرز للتاكد من سلامة العملية الانتخابية. من جانبه، يقول الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، إن الشيخ محمد عبدالمقصود، المرجعية الشرعية للحزب، يتجول فى معظم المحافظات لحث أبناء التيار السلفى على تأييد مرشح الإخوان، مؤكداً أن جميع مؤيدى الشيخ وأعضاء الحزب سيؤيدونه.
وتابع «عفيفى» أن حزبه يضمن تصويت سلفيى القاهرة لصالح مرشح الإخوان، وتأتى بعدها محافظات الأقصر وأسوان والغربية.
ونفى «عفيفى» ما تردد عن أن أعضاء حزبه سيتواجدون بقوة يومى الانتخابات، وقال: سننزل للتصويت فقط والإخوان متميزون بالتنظيم والقدرة على الحشد، وبالتالى المشاركة معهم فى هذا اليوم لن تفيد.
أما الدكتور محمد هشام، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فيقول: إن الهيئة لن تحشد الناخبين للتصويت لـ«مرسى»، وقال: إن الهيئة علمية ليس لها مقار مثل الأحزاب والهيئات الأخرى، فهى هيئة دعوية، وعقدنا عدة مؤتمرات فى محافظات كثيرة لتأييد «مرسى».