آمال الإنجليز متعلقة بـ«المشاكس روني» في اليورو رغم غيابه عن دور المجموعات

فرض المهاجم الإنجليزي واين روني نفسه بقوة على ساحة كرة القدم الإنجليزية، قبل عشر سنوات، من خلال هدف الفوز لفريقه السابق إيفرتون، والذي قاد الفريق للفوز على جاره ومنافسه التقليدي العنيد ليفربول بعد 30 مباراة بين الفريقين فشل خلالها إيفرتون في تحقيق أي فوز.

وترك روني بهذا الهدف بصمة رائعة خاصة وأنه كان لايزال في السادسة عشرة من عمره، ولكن هذا الهدف لم يكن سوى بداية لمسيرة حافلة بالنجاح لهذا المهاجم الخطير الذي أصبح بمثابة علامة بارزة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، مما يجعل كل مهاجم إنجليزي شاب يحاول أن يكون النسخة الجديدة من روني.

وعلى مدار السنوات العشر منذ بزوغ نجمه، مر روني بالعديد من النجاحات والسقطات بشكل ربما يفوق الجميع منذ أن اعتزل لاعب خط الوسط الإنجليزي الدولي السابق بول جاسكوين الذي اشتهر بلقب «الولد الشقي» لكثرة مشاغباته.

وأحرز روني، البالغ من العمر 26 عامًا، لقب الدوري الإنجليزي أربع مرات مع فريقه الحالي مانشستر يونايتد، كما فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا ولقب كأس العالم للأندية بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب في بطولة كأس أندية الدوري المحترفة.

وخلال مسيرته مع مانشستر يونايتد، سجل روني 180 هدفًا في 362 مباراة خاضها مع الفريق، ولكنه مازال يثير الكثير من الجدل بشأن مسيرته مع المنتخب الإنجليزي.

وطرد روني من صفوف الفريق خلال مباراة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره البرتغالي في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، حيث أشهر الحكم في وجهه البطاقة الحمراء بعدما «داس» على اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان زميلًا له في صفوف مانشستر يونايتد في ذلك الوقت.

وطرد روني أيضا في عام 2011 عندما ركل يمودراج دجودوفيتش لاعب منتخب مونتنجرو «الجبل الأسود» خلال مباراة الفريقين في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة «يورو 2012» ببولندا وأوكرانيا.

وكان هذا الطرد سببًا في استياء شديد لدى مشجعي المنتخب الإنجليزي، لأن هذا التصرف سيعرض روني للإيقاف في البطولة التي تقام في الفترة من الثامن من يونيو إلى أول يوليو المقبلين.

ويغيب روني بسبب هذه الواقعة عن صفوف المنتخب الإنجليزي في أول مباراتين له بمجموعته في الدور الأول للبطولة، وذلك بعد تقليص عقوبة الإيقاف من ثلاث مباريات إلى مباراتين فحسب، وهو ما سيؤثر بالطبع على أداء الفريق خاصة وأنه أبرز لاعبيه.

وأشار سير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد إلى تصرفات اللاعب قائلًا «أقول دائما عن روني إنه اللاعب الذي يلعب على الحافة».

أما خارج الملعب، فقد أصبحت الحياة الخاصة للاعب مادة خصبة للصحف، ويرى فيرجسون أن وسائل الإعلام لا يمكنها ترك اللاعب.

وقال فيرجسون «واين روني، صانع لعناوين الصحف سواء كانت عناوين جيدة أو سيئة.. هذا هو الوضع الذي لازم بول جاسكوين قبل سنوات، أي أخطاء منه ستتشبث بها الصحافة، ستظل الأضواء الإعلامية مسلطة عليه دائمًا».

وبعيدا عن الموهبة الكروية الرائعة، التي ربما تكون التشابه الوحيد بين روني وجاسكوين، اشتهر جاسكوين بتناول الكحوليات بشراهة بينما اشتهر روني بالاجتهاد كثيرًا في التدريبات والإخلاص في اللعب.

ومع واقعة طرده في مباراة مونتنجرو، طالب البعض بضرورة استبعاد اللاعب نهائيا من قائمة المنتخب الإنجليزي في يورو 2012.

ولكن هاري ريدناب المدير الفني لتوتنهام، والذي كان مرشحًا لتدريب المنتخب الإنجليزي خلفًا للإيطالي فابيو كابيللو، وقبل أن يتولى روي هودجسون مؤخرًا تدريب الفريق، أكد أنه ما من شك في ضرورة ضم روني إلى قائمة الفريق في يورو 2012.

وأشار إلى أن المنتخب الإنجليزي يحتاج إلى تقديم عروض قوية للغاية للعبور من دور المجموعات في غياب روني على أن يعود اللاعب لقيادة هجوم الفريق في الأدوار التالية الفاصلة التي يحتاج فيها المنتخب الإنجليزي لخبرته.

وينتظر أن يكون روني في قمة مستواه البدني خلال يورو 2012، وأن يلعب دورًا بارزًا في مسيرة الفريق بالبطولة بعدما أخفق الفريق مرارًا في البطولات الكبرى.

وقال المهاجم الإنجليزي الدولي السابق ألان شيرر، أفضل مهاجم في جيله، إن روني لديه فرصة كبيرة للغاية لتحطيم رقمه القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في الدوري الإنجليزي حيث يستحوذ شيرر على الرقم منذ سنوات طويلة.

وأوضح شيرر «واين لم يظهر دائما كهداف طبيعي، ولكنني عانيت من عدم تسجيل الأهداف بانتظام أيضا في السنوات الأولى من مسيرتي الكروية، مازال روني في السادسة والعشرين من عمره، إذا استطاع الإفلات من التعرض لإصابات خطيرة. تعرضت لثلاث إصابات كلفتني عامين من مسيرتي الكروية، على مدار السنوات القليلة المقبلة، ستكون الفرصة سانحة أمامه بالتأكيد».

وقال ستيفن جيرارد، الذى يحمل شارة القيادة بالمنتخب الإنجليزي في يورو 2012 ، إن روني سيلعب دورًا بارزًا في نجاح المنتخب الإنجليزي بهذه البطولة.

وأوضح جيرارد أن وجود روني سيكون ضروريًا للمهارة التي يتمتع بها، وأشار إلى أن الفريق سيكون عليه عبور دور المجموعات على أن يستعين بعد ذلك بروني أفضل لاعبي الفريق حتى يقوده إلى النهائي.

وتلعب إنجلترا ضمن مجموعة تضم منتخبات فرنسا والسويد وأوكرانيا.