x

بالمستندات: مصر بلا قدرات توليد احتياطية لـ«الطوارئ».. وسوء التخطيط وراء انقطاع التيار

الإثنين 21-05-2012 22:55 | كتب: هشام عمر عبد الحليم |
تصوير : اخبار

كشفت مستندات رسمية حصلت عليها «المصرى اليوم» عن تدهور محطات توليد الكهرباء فى مصر، ففى الوقت الذى بلغت فيه نسبة قدرات التوليد الفعلية للشبكة القومية للكهرباء 27 ألفاً و825 ميجاوات بلغت قدرة التوليد يوم 4 من الشهر الجارى 21 ألفاً و320 ميجاوات، وتخضع لأعمال الصيانة محطات إجمالى قدراتها حوالى 2500 ميجاوات، ومثلها خارج الخدمة بسبب الأعطال، أى بما يوازى 22٪ من إجمالى قدرات توليد الكهرباء فى مصر.

وقالت مصادر بوزارة الكهرباء إن الوزارة تحاول تبرير انقطاع التيار بسبب الصيانة وانخفاض ضغط الغاز، وهو «عذر غير مقبول»- على حد وصف المصادر، دون الإشارة إلى المشكلة الحقيقية وهى نقص قدرات التوليد بسبب سوء التخطيط وعدم دراسة نسبة ارتفاع الأحمال سنوياً، وكذلك بسبب تكرار الأعطال الجسيمة فى المحطات وإفراغ قطاع الكهرباء من المهندسين أصحاب الخبرة، وكذلك أخطاء الاستشارى وهو شركة «بيجسكو» فى تصميم وتنفيذ المحطات واختيار مواقعها.

وحذرت المصادر من مخاطر عدم وضع خطوات واضحة لمواجهة خطر نقصان الطاقة قائلة: «أخطر ما فى هذا الشأن هو مستقبل قطاع الكهرباء، وفى حالة تنفيذ برامج التنمية الصناعية وفى حال انتعاش السياحة فلن يقدر قطاع الكهرباء على تلبية الاحتياجات الإضافية من الطاقة، كما أن محطات الكهرباء تحتاج إلى وقت فى عمليات الإنشاء، فيجب من الآن الإسراع فى دراسة احتياجات مصر من الكهرباء ووضع خطة لعلاج النقص المتوقع قدر الإمكان وكذلك الإسراع فى بدء العمل فى المشروع النووى وإلا لن نقدر على تنفيذ أى خطط للتنمية». وبررت مصادر رسمية انخفاض قدرات التوليد بأن معظم المحطات تخضع لبرامج صيانة سنوية، ويتم ترتيب خروج الوحدات للصيانة بشكل منظم، حيث يتم خصم أحمال هذه الوحدات من إجمالى قدرات التوليد المتاحة نظراً لوجودها خارج الخدمة حتى انتهاء أعمال الصيانة.

وتشير تقارير شهر مارس الجارى إلى أن أحمال الذروة وصلت 21100 ميجاوات وأقصى قدرة للتوليد كانت 21320 ميجا، أى أن الفائض أو احتياطى التوليد كان 220 ميجاوات فقط، بمعنى أنه فى حالة خروج وحدة توليد واحدة فقط من الوحدات ذات قدرة 250 ميجاوات سيتسبب ذلك فى فقدان 375 ميجاوات من الشكبة بعد إضافة الحمل المفقود من الدورة المركبة، وبالتالى سيحدث تخفيف أحمال وقطع للتيار لسد العجز، فماذا يحدث إذا خرجت محطة مثل الكريمات وقدرتها 3000 ميجاوات من الخدمة بالطبع سيحدث ارتفاع فى الأحمال على المحطات القريبة وتحدث انقطاعات كبيرة للتيار. وقالت المصادر إن المشكلة الحقيقية أنه عند حدوث أعطال سيحدث خروج اضطرارى لأى وحدة، وستفقد الشبكة القدرة المولدة من هذه الوحدة، وفى جميع دول العالم التى بها تخطيط جيد للطاقة يتم الوضع فى الاعتبار أن هناك أعمال صيانة وأعطال مفاجئة للوحدات، ويتم وضع قدرات توليد إضافية كاحتياطى عند الطوارئ، ويجب ألا تقل نسبة القدرات الاحتياطية عن 10٪ من إجمالى القدرات المتاحة للتوليد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية