فيما تعاملت الصحف القومية الصادرة، صباح يوم السبت، مع نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بالخارج والتى أعلنتها السفارات والقنصليات بالتتابع بقليل من الاهتمام ظهر فى التغطيات القليلة لهذه النتائج، وعدم متابعة التغطيات يوم الأحد، قامت تلك الصحف بمحاولة لمجاملة كل من المرشحين عمرو موسى، وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، من خلال ذكر اسميهما فى بدايات الأخبار على الرغم من أنهما لم يحتلا المركزين الأولين فى النتائج، واللذان احتلهما كل من د. عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى، كما أن هذا الترتيب لم يكن طبقا لأرقام المرشحين فى استمارات الانتخابات. وهذا الانحياز يؤكد أن الإعلام المصرى لم يخرج حتى الآن من تبعيته للسلطة، ويبدو أن المسؤولين عنه لديهم مؤشرات حول أن أياً من هذين المرشحين هو الأقرب إلى السلطة الحالية.
فعلى الرغم من أن «أبوالفتوح» كان المتصدر لنتيجة الانتخابات بالخارج حتى موعد كتابة الأهرام تقريرها، إلا أنها قدمت اسم «موسى» عليه مصحوبا بتقدمه فى فرنسا ولبنان، وهو ما لا يتناسب مع كونه فى المركز الثالث أو الرابع. كما أنه يتنافى مع حقيقة أن الفائز بغالبية أصوات المصريين فى فرنسا هو حمدين صباحى. ووصل الأمر بجريدة الجمهورية إلى تصديرها تقرير نتائج الانتخابات بسفارة سيراليون التى انتخب فيها 50 شخصا فقط وذلك لأن الفريق شفيق قد حصل على نصف هذه الأصوات فاستحق أن يوضع صاحب الـ25 صوتا قبل أصحاب الآلاف. وهى تجاهلت فى ذلك دولاً أخرى نشرت نتائجها، وكان عدد الذين أدلوا باصواتهم فيها بالآلاف، وحصل فيها المرشحون المتقدمون على آلاف الأصوات، ولكن المرشحين المفضلين للجمهورية جاءوا فى مؤخرة المتنافسين.
ونشرت جريدة الأهرام فى صفحتها الأولى تقريرا بعنوان «الخارجية تؤكد قانونية إعلان السفارات نتائج المصريين بالخارج» جاء فى مقدمته «وسط حمى إعلان نتائج تصويت المصريين بالخارج، أظهرت المؤشرات التى أعلنتها 17 سفارة وقنصلية تقدم المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح ويليه حمدين صباحى، مع منافسة من عمرو موسى ومحمد مرسى، بينما احتل أحمد شفيق المركز الخامس». وفى إحدى الصفحات الداخلية نشرت الجريدة تقريرا بعنوان «السفارات المصرية بالخارج تعلن نتائج انتخابات الجولة الأولى: موسى يتقدم فى فرنسا ولبنان وأبوالفتوح فى أمريكا ومرسى فى السودان والبحرين».
جريدة الجمهورية نشرت فى الصفحة الأولى مانشيت «بعد فرز الأصوات فى 30 سفارة.. الخمسة الكبار يتبادلون المركز الأول فى سباق الرئاسة» متبوعا بعنوان «لعبة الكراسى الموسيقية بين شفيق وموسى وأبوالفتوح وحمدين صباحى». وفى التقرير الذى حمل عنوان «الخمسة الكبار يتبادلون المركز الأول فى انتخابات الرئاسة المصرية بالخارج» كتب المحرر المقدمة كالتالى «أظهرت النتائج شبه النهائية لفرز أصوات المصريين فى الخارج بالسفارات أن المرشحين الخمسة الكبار للرئاسة الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى ود. عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى ود. محمد مرسى يتبادلون المركز الأول فى سباق الرئاسة، حيث حصل الفريق شفيق على المركز الأول فى سيراليون، كما قال سفيرنا هناك محمد توفيق.. فقد بلغ عدد المسجلين للتصويت 54 مصريا صوت منهم خمسون وحصل «شفيق» على 25 صوتا بنسبة 50%». وهذا التقرير الذى صيغ بأسلوب غير معتاد لا ينتمى لأى قواعد صحفية حقيقية، ينحاز إلى المرشح أحمد شفيق الذى يبدو أن الجمهورية تهتم به مقارنة بغيره كما يبدو من تغطيتها للانتخابات فى الأيام الأخيرة قبل بدء الصمت الانتخابى.
ونشرت جريدة أخبار اليوم فى صفحتها الأولى عنوان «المؤشرات الأولى لأصوات المصريين بالخارج.. أبوالفتوح فى المقدمة وموسى وصباحى يتنافسان على المركز الثانى ومرسى الرابع». وفى إحدى الصفحات الداخلية نشرت الجريدة تقريرا بعنوان «المؤشرات الأولى لانتخابات الرئاسة فى 24 دولة عربية وأجنبية.. أبوالفتوح 17046. حمدين صباحى 12434. عمرو موسى 11520. محمد مرسى 10771. أحمد شفيق 6534» متبوعا بعنوان «الخارجية: 350 ألفا صوتوا فى الانتخابات والانتهاء من فرز أصوات السعودية والكويت اليوم». وعلى الرغم من تلك الأرقام المذكورة فى التقرير إلا أن الجريدة نشرت فى وسط التقرير خبرا بعنوان «منسق الجاليات المصرية فى الخارج: أبوالفتوح يتصدر وموسى الثانى وشفيق الثالث». وتغطية أخبار اليوم تؤكد أنها الأقل انحيازا من باقى الصحف القومية وهو أمر يحسب لها بالتأكيد.
من ناحيتها، نشرت جريدة الأهرام المسائى تقريرا فى صفحتها الأولى بعنوان «فى نتائج تصويت المصريين بـ15 سفارة وقنصلية: أبوالفتوح فى المقدمة وصباحى الثانى وموسى يسبق مرسى وشفيق الخامس». فيما تجاهلت جريدة المساء الأسبوعية الحدث برمته، مع أنها صحيفة مسائية ومن المفروض أن يكون لديها أخبار أكثر جدة وطزاجة عن الصحف الصباحية التى نقلت أخباراً عن فرز أصوات الناخبين المصريين فى الخارج.