رغم إغلاق صناديق الانتخابات الرئاسية في سفارات مصر بدول الخليج قبل نظيرتها في أوروبا بساعات، نظراً لفروق التوقيت، استغرقت عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج في عواصم الخليج العربي وقتاً أكبر، نظراً لضخامة الكتلة التصويتية للمصريين المقيمين فيها.
وتأخرت عملية الفرز في سفارة الرياض، وقنصلية جدة، حتى الآن، «بسبب ورود كميات كبيرة من أصوات المصريين عبر البريد، إضافة إلى العدد الهائل لمن أدلوا بأصواتهم مباشرة في السفارة والقنصلية»، على حد تأكيد مصادر داخل السفارة، وبينما تأخر إعلان النتائج في الكويت وإمارة أبو ظبي أيضا للأسباب نفسها، أعلنت البحرين وإمارة دبي النتائج مبكراً.
ففي البحرين، أسفرت نتائج الانتخابات الرئاسية للمصريين عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة، محمد مرسي، بحصوله على 1286 صوتا، في حين جاء دكتور عبد المنعم أبو الفتوح في المركز الثاني بفارق ضئيل، إذ حصل على 1166 صوتا.
وجاء حمدين صباحي في المركز الثالث وحصل على 616 صوتا، يليه عمرو موسى في المركز الرابع (505 صوتا) ثم أحمد شفيق في المركز الخامس، وحصل على 236 صوتا، تلاهم محمد سليم العوا (56 صوتا) وخالد علي (36 صوتا) وهشام البسطويسي (11 صوتا).
وبلغ إجمالي من يحق لهم التصويت في البحرين5123 ناخبا مسجلا، صوت منهم 4036 بنسبة حوالي 79%. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 3944 صوتا، والأصوات الباطلة 57 صوتا، في حين تم استبعاد 35 مظروفا قبل فضها بسبب كتابة بعض العبارات عليها (مثل الاسم أو العنوان) أو تمييزها بعلامات معينة.
وانتهت أعمال الفرز داخل السفارة حوالي الساعة 12 بعد منتصف الليل بإشراف السفير المصري في البحرين محمد أشرف حربي، والمستشار الأول محمد كريم شريف، بحضور مندوبين عن 3 مرشحين من أصل13 مرشحاًهم مندوبو أبو الفتوح وحمدين ومرسي.
وصرح خالد فياض، ممثل حملة حمدين صباحة في البحرين، بأنه تم اكتشاف حالة تزوير في اليوم الأخير من الانتخابات. وقال: «دخل أحد الناخبين في ظل الزحام الشديد في الساعات الأخيرة ووضع مظروفا دون أن يسجل اسمه في الكشوف، وتم تحرير محضر بالواقعة»، وطالب فياض، السفير باستبعاد الصندوق الأخير أو تشكيل لجنة خاصة لفرزه، لكن الطلب تم رفضه.
كانت الانتخابات قد شهدت إقبالاً جيداً على مدار الأسبوع، لكن عدداً كبيراً من أعضاء الجالية أبدوا استياءه الشديد مما وصفوه «ممارسات جمعية المصريين في البحرين، التي تستحوذ الإخوان المسلمين على غالبية مناصبها»، إذ اتهموها «بالدعاية بشكل فج لمرشح الإخوان محمد مرسي».
وقالت يسرا أحمد، ربة منزل، من أنصار أبو الفتوح:«إن هذه الجمعية التي تتلقى أموالاً وتبرعات باسم المصريين جميعا ينبغي ألا لها أبداً أن تميز مرشحاً على الآخر»، وطالبت بتشديد الرقابة عليها وإغلاقها إذا ثبت انحرافها عن الهدف الذي أقيمت من أجله.
وعلمت «المصري اليوم» أن أعضاء من الجمعية كانوا يمرون على بيوت المصريين في محافظة «المحرق» التي يقطن بها غالبية أبناء الجالية المصرية، ويقدمون لهم كتيبات الدعاية الخاصة بمرشح الإخوان، ويعرضون عليهم خدمات التوصيل لمقر السفارة للإدلاء بأصواتهم هم وعائلاتهم.
وأبدى مخلص محمد، أستاذ لغة عربية، ضيقه من هذه الممارسات التي تعرض لها بشكل شخصي، وقال: «يجب أن يترك للجميع الاختيار بحرية دون القيام بهذه الممارسات التي كرهناها من أيام الحزب الوطني». إلا أنه في الوقت نفسه، أشاد «بوعي المصريين وحرصهم على المشاركة في الانتخابات»، مؤكدا أن الوعي كان كبيراً بحجم المسؤولية الملقاة على كاهل كل فرد.
وبدوره، أكد جمال رمضان، مدرس، من أنصار أبو الفتوح، أن ممارسات جمعية المصريين أتت ثمارها مع فئة المترددين من الناخبين، لأنهم استخدموا أسلوب الترغيب في مرشحهم، لكن مع الذين حسموا أمرهم كان من الصعب تبديل اختيارهم.
وفي دولة الإمارات، لم تعلن النتائج الشاملة لدبي وأبو ظبي معا، حتى الآن، لكن قنصلية مصر في دبي والإمارات الشمالية أعلنت أن عبد المنعم أبو الفتوح حصل على أكبر عدد من الأصوات، بواقع 6652 صوتا، وذلك في نتائج فرز نهائية لإمارة دبي، حصلت «المصري اليوم» على نسخة منها.
وقال قنصل مصر العام في دبي والإمارات الشمالية السفير مهاب نصر لـ«المصري اليوم» إن إجمالي المشاركين في الانتخابات وصل إلى 21 ألف و793 ناخب بنسبة 65% من إجمالي 33 ألف و133 مصريا قاموا بالتسجيل في قوائم اللجنة العليا للانتخابات من المقيمين في دبي والإمارات الشمالية.
وأضاف أن المرشح حمدين صباحي جاء في المركز الثاني بواقع 4996 صوتا، يليه عمرو موسى 4046 صوتا، ثم محمد مرسي ( 3902 صوتا)، ثم أحمد شفيق ( 1698 صوتا) ومحمد سليم العوا (271 صوتا) وخالد علي (145 صوتا) وهشام البسطويسي ( 25 صوتا(وحسام خيرالله (6 أصوات) وعبدالله الأشعل (5 أصوات) وأبو العز الحريري (4 أصوات) ومحمود حسام (صوتين) ومحمد فوزي (صوت واحد).
وأشار نصر، إلى أن عملية الفرز أثبتت بطلان 22 صوتا فقط من إجمالي المشاركين، لافتا إلى أن فريق العمل في القنصلية واصل العمل من الساعة السابعة والنصف صباح الخميس حتى الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الإمارات، لإنهاء عملية الفرز بحضور أكثر من مندوب لمرشحين مرسي وأبو الفتوح وموسى وصباحي، مؤكدا أن عملية الفرز تمت «بكل شفافية ونزاهة».
وفي الكويت، وبسبب ضخامة الكتلة التصويتية فيها، توقعت مصادر من داخل السفارة ألا يتم الانتهاء من عملية الفرز وإعلان النتائج قبل مساء الجمعة، إذ تبلغ نسبة المصريين المسجلين على الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات في الكويت 120 ألف ناخب. وأفادت المصادر بأن عدد من أدلوا بأصواتهم فعليا بلغوا نحو 60 ألفا، أي ما يعادل 50 % ممن يحق لهم التصويت.
وتفيد المؤشرات الأولية، التي تم رصدها حتى ظهر الجمعة، لنتائج فرز أصوات المصريين في الكويت بفوز محمد مرسي بـ 4464 صوتا، يليه أبو الفتوح 3400، ويليهم عمرو موسى بـ 2146 صوتا، ثم حمدين صباحي (2115 صوت). وتجرى عملية الفرز وسط حضور إعلامي ومندوبي المرشحين لانتخابات الرئاسة.