x

«ضحايا التحرش» يرفعون راية الحرب: «سنحول المتحرشين إلى كائنات منبوذة»

الجمعة 18-05-2012 16:15 | كتب: صفاء سرور |
تصوير : صفاء سرور

«لما بنشكتي من التحرش، بيقولولنا اقعدوا في البيت».. جملة لخص بها عشرات الفتيات، اللائى تواجدن ضمن حضور ندوة «التحرش الجنسي بين خطاب الحماية وحقوق النساء»، معاناته مع «مجتمع يحاسب الضحية بدلا من الجاني».

شكاوى الفتيات ومداخلاتهن، خلال الندوة التي عقدت، مساء أمس الأول، بمقر مركز «نظرة» للدراسات النسوية، أكدت أن المجتمع يلوم الفتاة ويبرر للمتحرش فعله، الأمر الذي رفضه أغلب الحضور من الجنسين، ومن بينهم نادية عادل، الطالبة بكلية الأداب، وإحدى ضحايا العنف الجسدي، التي لم تكتف باختصام أحد المتحرشين بها في مسقط رأسها بمحافظة المنيا، بل واختصمت أيضا مسؤولين بمترو الأنفاق، بسبب تعرضها لمضايقات واعتداءات داخل عربة المترو.

«نادية» ذات الأصول الصعيدية، حكت للحضور قصتها مع «متحرشى المترو»، قائلة: «أعانى منذ سنوات من مضايقات بعض الركاب بالمترو، حتى جاء يوم تعرضت فيه أثناء عودتي لمنزلي لإهانة وليس مضايقة فحسب، حيث فوجئت باقتحام بعض الشباب، لعربة المترو المخصصة للسيدات فقط طوال اليوم، وتحرشهم بالراكبات، ما دفعني وعدد من الفتيات الآخريات لمحاولة إنزالهم بهدوء».

وفي دهشة واضحة تابعت «نادية»: «الغريب أن رد الفعل من الركاب وبعضهن سيدات، كان هجوميا ضدنا، لدرجة أنه ومع إصرارانا على ترك الرجال للعربة، بدأ البعض في رفع الأحذية علينا، وبعدها فوجئت في إحدى المحطات بأمن المترو، يقولون لي بالحرف الواحد (ماتركبيش المترو تاني، أو ماتطلعيش من بيتك أحسن)، وبدأت بعدها اشتباكات الناس معنا، بينما ظل المتحرشون في عربة المترو، وقد رأيتهم يضحكون ويسخرون مما يحدث ضدنا»، مضيفة: «لهذا قررت تقديم بلاغ بالأهمال والتعدى».

اختصام مسؤولي المترو، ليس أولى مواجهاتها، حيث سبق لنادية أن حررت بلاغا ضد شخص تحرش بها في المنيا، مبدية أسفها من رد فعل البعض ممن اعتبروها، كفتاة مسيحية، تسعى بشكوتها ضد مسلم إلى إشعال فتنة طائفية.

ردود الأفعال السلبية ضد «نادية» لم تقتصر على الغرباء، بل امتدت، حسبما روته لـ«المصري اليوم» إلى بعض أقاربها، الذين اعتبروها تتسبب لهم في «الإهانة». وبإصرار شديد، اختتمت «نادية» كلامه قائلة: «لا يهمني أي انتقادات توجه لي في سبيل دفاعي عن حقوقي، خاصة أن والديّ يسانداني»، مؤكدة «سنظل أنا ومجموعة من المتطوعين نقاوم بالتوعية والحملات ضد المتحرشين إلى أن يصبحوا كائنات منبوذة في المجتمع».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية