حتى الآن لم يعثر العلماء والأطباء على معلومات دقيقة حول منشأ فيرس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية «جائحة عالمية»، لكن لا يزال الخفاش هو المتهم الأول بانتقال هذا الفيرس من الحيوان إلى الإنسان لأول مرة في الصين.
نشأ الاعتقاد بأن الخفاش هو السبب المباشر في نقل الفيرس إلى البشر انطلاقًا من انتماء الفيرس التاجي إلى العائلة التي تضم إليها فيروس سارس الشهير الذي انتشر في الصين عام 2003 عبر الخفاش، ووجد العلماء تتطابقا بين التسلسل الجيني لـ«كوفيد 19» والسارس بنسبة 76.6%.
وعلى غرار السارس، كان الخفاش أيضًا سببًا في انتشار فيرس الميرس الذي ينتمي إلى نفس العائلة، وكذلك أمراض أخرى كالإيبولا والنيباه، حيث تعتبر الخفافيش من المصادر المسببة للأمراض المعدية حيوانية المنشأ للإنسان، إذ تحتوي أجسامهم على أكثر من 130 نوعًا من الفيروسات، منها 60 نوعا يمكنها أن تسبب الأمراض للإنسان.
ويبقى السؤال: لماذا لا تتسبب تلك الفيروسات الكامنة في أجساد الخفافيش في إصابتهم بالأمراض؟
يقول موقع «boldsky» إن الخفافيش تعتبر حيوانات ذات أعمار طويلة نسبيًا، إذ أن عمر الخفاش قد يصل إلى 35 عاما، الأمر الذي يعرضها للإصابة بالفيروسات بشكل مستمر، لذلك تعمل أجهزتها المناعية على تطوير أجسام مضاضة تستطيع مقاومة تلك الفيروسات، لذلك لا تتسبب في إصابتها بالأمراض.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخفافيش تعتبر من الثديات الطائرة، وعندما يطيرون ترتفع معدلات إنتاج الطاقة لديهم حتى يستطيعون مواصلة عملية الطيران، كما ترتفع درجة حرارة أجسامهم، ما يساهم في تدعيم نظام المناعة لدى تلك الكائنات.