الحوثيون، شأنهم شأن أغلب القبائل فى المناطق الجبلية بشمال اليمن، ينتمون إلى الطائفة الزيدية. ويوصف المذهب الزيدى بأنه أقرب الفرق الشيعية إلى أهل السنة، وغالبيّة النخب السياسية فى اليمن، بمن فيهم الرئيس على عبدالله صالح، ينحدرون من أصولٍ زيديّة، ويشكل الزيديون 30% من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة، فيما يشكل هذا المذهب مع الشافعية المذهبين الرئيسيين فى اليمن. ويتهم الحوثيون الحكومة اليمنية بتضييق الخناق على مذهبهم الزيدى، ويطالبون السلطة بضمان حق أبناء المذهب فى تعلم أصوله فى الكليات الشرعية، واعتماد الزيدية مذهبا رئيسيا رسميا بالبلاد إلى جانب المذهب الشافعى.
ومنطقة «صعدة» هى المدينة التى شهدت الولادة التاريخية للزيديين، وكانت آخر معاقل الملكيين خلال الحرب الأهلية فى الستينيات، وتنسب الزيدية إلى زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن على رضى الله عنهما، عام 122هـ. وتمكنت الزيدية من إقامة دولة بطبرستان، على يد الحسن بن زيد عام 250هـ، فى العهد العباسى، وأقام «الهادى إلى الحق» دولة ثانية لها فى اليمن فى القرن الثالث الهجرى، وظلت طوائف الزيدية تحكم اليمن طوال ألف عام تقريبا إلى أن أقصيت عن الحكم بإعلان الجمهورية عام 1962.
وفيما يتعلق بالجانب العقيدى للزيدية فهم يجيزون الإمامة فى كل أولاد فاطمة، سواء كانوا من نسل الإمام الحسن أو الإمام الحسين، رضى الله عنهما. معظم الزيدية المعاصرين يقرون خلافة أبى بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة، بل يترضون عنهما ويقرون بصحة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور،
وهم يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً ويخالفون الشيعة فى زواج المتعة ويستنكرونه، ولكنهم يتفقون معهم فى زكاة الخُمس. وهم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل فى العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة فى الفروع مثل: قولهم «حى على خير العمل» فى الأذان على الطريقة الشيعية وصلاة الجنازة لديهم 5 تكبيرات، كما أنهم يرسلون أيديهم فى الصلاة، ويعدون صلاة التراويح جماعةً بدعة.
