x

قبائل اليمن على خط النار: «الحوثيون».. والطريق إلى الحرب

السبت 02-01-2010 00:00 |

ينتمى أغلب اليمنيين الزيديين إلى قبائل همدان وخولان وبعض قبائل مذحج الشمالية وهى الأصول التى ينتمى إليها الحوثيون. وتعيش هذه القبائل فى الجبال وعلى ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر وساعدت تقاليدهم على عزلهم والمحافظة على تراثهم وملامحهم قديمة ولهجاتهم ولم يخلطوا مع أعراق أخرى. وتعتبر مدينة صعدة معقل الحوثيين الذين يشتهرون سابقا بالعلم، حيث كان بدر الدين الحوثى القطب الأكبر فى العائلة من أشهر علماء الدين فى اليمن وأحد أبرز المراجع الزيدية.

ورغم أن التمرد الذى قاده نجله حسين الحوثى على النظام فى اليمن لم يكن له صدا يذكر قبل السنوات الـ7 الأخيرة، إلا أن تطور العائلة والحركة الحوثية لم يكن راكدا ولم يكن منفصلا عن التطورات التى حدثت فى الخليج العربى بشكل عام خاصة بعد عودة آلاف اليمنيين الذين كانوا يعملون فى السعودية، والأعباء الاقتصادية التى ألقيت على الاقتصاد اليمنى، ويرى باحثون أن الحركة ازدهرت داخل هؤلاء الذين عادوا وتأثروا من تبعات حرب الخليج.

ويقال إن حسين الحوثى كان يصرف لكل عضو فى تنظيم «الشباب المؤمن» الذى أسسه راتباً شهريا يتراوح ما بين 50 إلى 100 ريال، قبل أن تعلن حركة الحوثى أعلنت نفسها تنظيما مسلحا عام 1990، مع قيام حسين الحوثى ببناء قاعدة لتأييده فى مديرية حيدان دون ترخيص قانونى، وأطلق عليها اسم الحوزة.

وفى عام 2004 تحول التنظيم إلى ميليشيات عسكرية ذات بُعد أيديولوجى، خاضت 5 حروب مع الجيش اليمنى، خلال أكثر من 4 أعوام، فيما يشتعل الآن أوار الحرب السادسة. ويرجع تفاقم الصراع إلى دور القبليين، ففى بداية العام 2009، وبينما كانت الحكومة تُنفِق الأموال لصالح إعادة الأعمار، رفضت بعض الجماعات القبلية التى كانت قد تحالفت مع الحكومة، التفاهم مع «الحوثيين» وحاولت الضغط على الحكومة لإقامة الحواجز على الطرقات واحتجاز الرهائن.

وهكذا بات النزاع فى صعدة متطابقاً مع المنافسة القديمة بين الاتحادين الرئيسيين للقبائل فى مناطق الشمال الجبلية، فعندما اختارت قبائل حاشد، التى ينحدر منها الرئيس على عبدالله صالح، تقديم الدعم العسكرى للجيش ضد المتمردين، وجد بعض أبناء قبيلة بكيل أنفسهم فى تحالف موضوعى مع الحوثيين، الأمر الذى منح الأزمة بعداً قبلياً،

وهذا ما يفسّر الاتّساع التدريجى لرقعة القتال أبعد من محافظة صعدة، وخصوصاً إلى مديرية حرف سفيان جنوباً، ليس بعيداً عن معقل «العصيمات»، إحدى أكبر عشائر حاشد. كما يكشف هذا التشابك عمّا تكتنفه هذه الحرب من احتمال زعزعة الأوضاع وخطر اتساعها، من خلال آليات التضامن القبليّة، إلى مناطقٍ أخرى من شمال اليمن، وخصوصاً محافظات الجوف وعمران وحجّة، حيث تبرز فى المنطقة خلافات تاريخية بين القبيلتين الأساسيتين، وبكيل وحاشد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية