بدأ الجيش اللبناني، فجر الثلاثاء، الانتشار في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية، التي شهدت اشتباكات منذ الأحد الماضي، بين منطقتي باب التبانة ذات الأكثرية السنية المؤيدة للاحتجاجات التي تشهدها سوريا، وجبل محسن ذات الأكثرية العلوية، المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، أوقعت 8 قتلى.
وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش، الثلاثاء، أن وحدات الجيش «استكملت فجرًا عملية الانتشار في المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في طرابلس وخصوصاً في أحياء جبل محسن وباب التبانة وشارع سوريا وأعادت الوضع إلى طبيعته».
وأضاف البيان أن وحدات الجيش «تقوم بتسيير دوريات وإقامة حواجز في شوارع المدينة لمنع الإخلال بالأمن ولتمكين المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تم تعزيز قوى الأمن الداخلي في المدينة للمساعدة في تسيير أمور المواطنين وحفظ النظام».
وأبدت قيادة الجيش أسفها لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين ورأت أن «فرض الأمن هو حاجة وطنية لكل اللبنانيين»، وأن «الفوضى لن تكون في مصلحة أحد»، وأن «وجود الجيش في طرابلس أو في أي منطقة أخرى هو لحماية الاستقرار فيها».
وقال البيان إن وجود الجيش في أي منطقة من لبنان «ليس لمواجهة الأهالي أو الاشتباك معهم ولهذه الغاية لا تعنيه المواقف التحريضية أو الاستفزازية الصادرة من هنا أو هناك، والتي تدعو الجيش مرة لعدم التدخل ومرة لضرب شعبه، وبالتالي توريطه في أوضاع تسيء إلى دوره، ولا تخدم أمن المواطنين واستقرارهم».
وأضاف البيان أن «قيادة الجيش تراهن مجدداً على وعي أهل المدينة ووقوفهم إلى جانب جيشهم، وتؤكد قرارها الحاسم بإزالة كل المظاهر المسلحة من المدينة، بما في ذلك إطلاق النار من دون إنذار باتجاه أي مسلح فور مشاهدته، كما أنها ستقوم بكلّ ما من شأنه الحفاظ على السلم الأهلي ومنع الفوضى».
كانت مدينة طرابلس شهدت مواجهات عنيفة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، منذ فجر الأحد الماضي، إثر توقيف جهاز الأمن العام اللبناني أحد السلفيين من أبناء المدينة للتحقيق معه على خلفية اتهامه بالضلوع في «تنظيم إرهابي».
غير أن محتجين وغاضبين وسلفيين في المدينة، اعتبروا أن التوقيف له صلة بمعارضة الشاب المعتقل للنظام السوري، ودعمه للاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عام.
واستخدمت في المواجهات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية (هاون)، ما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا الى ثمانية قتلى منذ بداية المعارك وأكثر من 74 جريحًا فضلًا عن أضرار مادية كبيرة.