وقف «الجنرال النحيف المخيف»، فى غرفة عمليات حرب أكتوبر، يدير المعارك التى أذهلت قادة العالم، لتكتب عنه كل المطبوعات الدولية وتصنفه كواحد من أفضل 50 قائداً فى تاريخ العسكرية.
وبعد وفاة المشير محمد عبدالغنى الجمسى بثلاثة أعوام، وتحديدا فى عام 2006، أنعمت عليه الحكومة المصرية بعمل تمثال له وهو يؤدى التحية العسكرية، ووضعته فى المدخل الشمالى لمدينة شبين الكوم بالمنوفية، وتحديداً أمام المستشفى التعليمى بالمدينة. ولأنه ليس من المشاهير، فقد صنعته من «هيكل حديدى مكسو بالأسمنت»، وهى أسوأ طريقة لصنع تمثال، لذلك منذ أيام، سقطت أجزاء منه، وتشققت أجزاء، لكن يبدو أن كبرياء الرجل جعلت يده التى تؤدى التحية العسكرية فى مكانها، ولم تسقط. تدخل مسؤولو المحافظة وأحاطوا تمثال آخر وزير حربية مصرى، بساتر قماشى تمهيداً لبدء ترميمه، بعد أن أصبحت حالته سيئة للغاية، فقد سقطت كتل أسمنتية من منطقة البطن والذراع وظهرت أجزاء من الهيكل الحديدى، وهو ما أثار استياء الأهالى، خاصة أن الرجل الذى ظل صامداً فى مواجهة الشدائد طوال حياته العسكرية، بدا تمثاله كأنه مصاب فى معركة حربية.
مسؤول بالمحافظة أكد أن ما حدث للتمثال نتيجة لـ«عوامل التعرية»، مستشهداً بوجود شروخ فى قدمى التمثال، ما يدل أن ما حدث ناتج عن عيوب فى تصنيعه، على حد تعبيره، وهو ما دفع عددا من المثقفين للمطالبة بتشكيل لجنة للتحقيق فى أسباب انهيار التمثال وتحديد المواد المصنوع منها خاصة بعد ظهور كتل أسمنتية وأسياخ حديد، وهى مواد لا يليق استخدامها فى صنع تمثال شخصية كبيرة لها دورها فى تاريخ العسكرية المصرية.
عدد من النشطاء بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم التى ولد بها المشير فى 9 سبتمبر عام 1921، دعوا لإنشاء تمثال آخر يليق بمكانة الجمسى، ووضعه فى مدخل القرية التى تبعد نحو 6 كيلومترات عن مكان التمثال الحالى، لكنهم يأملون فى الانتهاء من ترميم التمثال الحالى قبل حلول الذكرى التاسعة لوفاة المشير الذى غادر دنيانا فى 8 يونيو 2003.
كان عدد من الفنانين والمثقفين بالمحافظة قد انتقدوا مستوى تنفيذ التمثال قبل سنوات مقارنة بتماثيل أخرى منها تمثال الرئيس الراحل أنور السادات حاملاً عصاه الشهيرة فى مطلع الكوبرى العلوى بشارع طلعت حرب بشبين الكوم وتمثال رمسيس الثانى بمجمع المواقف بشبين الكوم.