قصفت القوات السورية صباح الجمعة مدينة الرستن فى محافظة حمص وأحياء فى إدلب ودرعا وريف دمشق وشنت حملة مداهمات فى عدة مدن لملاحقة النشطاء والمعارضين فى الوقت الذى تظاهر فيه عشرات آلالاف من السوريين مطالبين بإسقاط النظام وإعدام الرئيس بشار الأسد فى ««نصر من الله وفتح قريب»، بعد تفجيرات دمشق الدموية التى راح ضحيتها 55 قتيلا ومئات الجرحى والتى تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بارتكابها بينما أكد وزير الدفاع الأمريكى أنها تحمل بصمات تنظيم القاعدة، فى الوقت الذى شدد فيه مجلس الأمن الدولى على أنه لا بديل عن خطة المبعوث العربى - الدولى لسوريا كوفى أنان لوقف العنف.
وخرج عشرات الآلاف من السوريين فى جمعة «نصر من الله وفتح قريب» فى دمشق وريفها وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة وحماة وحمص رغم الانتشار الأمنى المكثف ومحاصرة المساجد،وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام السورى وإعدام الأسد، وأكد ناشطون أن أحياء فى حمص تعرضت لقصف كثيف مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأضافوا أن إطلاق نار كثيف وقع فى بلدة كفرنبل قرب إدلب، وفى مناطق عدة من درعا وريف دمشق، فيما شهد حى المرجة فى مدينة حلب حملة اعتقالات لعناصر الأمن والشبيحة،واقتحمت قوات الأسد مدينة دير الزور وسط إطلاق نار عشوائى وانتشار أمنى مكثف واعتقلت العشرات،وقطع متظاهرون فى كفرسوسة وسط العاصمة الشارع الرئيسى بالإطارات المشتعلة، وفرقت قوات الأمن بالرصاص الحى مظاهرة فى الحجر الأسود فى ريف دمشق، واقتحمت حى الدريبة فى اللاذقية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت ما لا يقل عن 225 نقطة خرق لمبادرة أنان خلال إطلاق نار مباشر وقصف مدفعى واقتحامات من قبل قوات الجيش استهدف المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى وتسجيل عدد من الاعتقالات. وأكد ناشطون أن حصيلة قتلى، الخميس ، وصلت إلى 39 فى عدة مدن. وزار وفد المراقبين الدوليين، الجمعة ، محافظتى حمص وحماة فى الوقت الذى تصل فيه أعداد جديدة من المراقبين إلى دمشق والذين بلغ عددهم 123حتى الآن.
وتبادلت الحكومة والمعارضة المسؤولية عن التفجيريين الانتحاريين الذين وقعا فى دمشق، الخميس ، فبينما أكد السفير السورى فى الأمم المتحدة بشار الجعفرى أن فى حوزة دمشق «لائحة من 12 اسما لإرهابيين أجانب قتلوا فى سوريا بينهم مواطن فرنسى ومواطن بريطانى ومواطن بلجيكى».
من جهته، اتهم رئيس المجلس الوطنى السورى برهان غليون النظام السورى بمحاولة «نسف خطة أنان» عبر الإرهاب، وانتقد نظام الأسد لاستخدامه «تكتيك الانفجارات فى المدن بهدف ترهيب الشعب». وأكد أن «خطة أنان فى أزمة، وإذا واصل النظام تحديها واذا واصل اللجوء إلى الإرهاب والقنابل، فإن الخطة ستنتهى. ودعا المجموعة الدولية إلى عدم تخفيف الضغط على دمشق، بل محاسبة «ناسفى الخطة» كما وصفهم.
وأدان الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السورى الحر فى الداخل العقيد قاسم سعد الدين التفجيرين ووصفهما بالإرهابيين، مؤكدا أن الجيش الحر لا يملك فى الأساس أى إمكاناتٍ للتحضير لتفجير بهذا الحجم، وإنه انشق ليحمى الشعب وحملت الهيئة العامة للثورة السورية النظام مسؤولية التفجيرين، وقالت إنهما يصبان فى مصلحة النظام، وأكدت أن الهجومين يستهدفان «وضع الناس بحالة اختيار بين المطالبة بالحرية والأمان».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى «لا نعتقد أن هذا النوع من الهجمات التى وقعت فى دمشق يمثل المعارضة»، بينما أكد وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا وجود تنظيم القاعدة فى سوريا، مشيراً إلى أنه استفاد من حال الفوضى،لكنه لفت إلى أن المعلومات المتوفرة حول نشاط القاعدة فى سوريا ضبابية، قائلاً «لهذا السبب نحن غير قادرين على معرفة ماذا يفعلون، لكنهم مصدر قلق»، وأكد أن وقف إطلاق النار فى سوريا غير فعال.
ورأت السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة سوزان رايس أنه من السابق لأوانه إعلان فشل جهود أنان لإنهاء العنف، ولفتت إلى أن لدى الحكومة الأمريكية بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين وربما يكون ما حدث أحد تلك المظاهر، فيما أدان مجلس الأمن التفجيرين، لكنه أكد أنه لا بديل عن خطة أنان رغم الضغوط الكبيرة التى تتعرض لها.