فتحت السفارات المصرية في الخارج أبوابها، الجمعة، لأبناء الجالية للتصويت في أول انتخابات رئاسية منذ ثورة 25 يناير، وشهدت مقار سفارات مصر في دول الخليج أول زخم انتخابي للمواطنين الذين توجهوا للإدلاء بأصواتهم عقب صلاة الجمعة.
ففي الرياض، شهدت السفارة وقنصليتها العامة بجدة منذ 8 صباحا توافد المئات من المصريين بالمملكة في أول أيام التصويت التي تستمر حتى 17 مايو، كما ينتظر أن تتلقى السفارة والقنصلية الطرود البريدية التي تحتوي مظاريف التصويت عن طريق البريد المسجل والسريع من كافة مناطق المملكة التابعة لكل منهما جغرافيا.
وشهدت عملية التصويت إقبالا واضحا حيث اصطف المئات أمام مقر السفارة في الرياض، لكن سير العملية اتسم بالبطء، نظرا لاستغراق بعض الوقت في البحث عن اسم كل ناخب داخل الكشوف.
السعودية.. إقبال كثيف بعد الصلاة وتوقعات بتضاعف الناخبين في المساء
وقال نبيل بكر المستشار الإعلامي للسفارة إنه «في ظل الحجم الكبير للجالية المصرية في السعودية هناك لجنتان إحداهما في مقر السفارة بالرياض والأخرى في مقر القنصلية العامة بجدة، وهذا الوضع موجود في نحو 9 دول فقط بالعالم»، وأضاف «الإقبال كثيف وأتوقع أن يتضاعف فيما بعد».
وقال حمادة الجرادي، (34 عاما): «إن انتخابات الرئاسة تجربة وليدة وهي الأولى من نوعها التي يعيشها الشعب المصري بعد الثورة. أرى فيها الكثير من الارتباك الشعبي والسياسي والمجتمعي، وكل ذلك متوقع ليس فقط لأنه عقب ثورة شعبية أطاحت بالنظام السابق ولكن أيضا، لأن الشعب المصري ما زال يتلمس أولى خطواته نحو الديمقراطية، سوف نخطيء ونتعلم من أخطائنا».
وأضاف: «المعيار الحقيقي للحكم على التجربة الديمقراطية في مصر هي الانتخابات الرئاسية، وأنا متحمس للتجربة لأنها الأولى لمعظم المصريين، ويكفي أن أصبح لكل منا مطلق الحرية في اختيار من يعبر عنه».
بدورها، قالت ماهي سمير، مواطنة من أبناء الجالية في الثلاثينات من عمرها وأم لطفلتين: «أشعر بانتصار كبير للثورة ولدماء الشهداء لأننا اليوم نتحدث عن شيء يسمى بانتخابات رئيس مصر بعد 30 عاما أو أكثر من الرضوخ والتسليم بالأمر الواقع المرير».
وقال بيان للسفارة إنه لضمان مشاركة أكبر عدد من الجالي، واستجابة لرغبات المصريين بالخارج بعدم الاعتداد فقط بصورة الرقم القومي، فقد تقرر السماح بتقديم جواز السفر المميكن أو صورة منه عند الحضور شخصيا لمقري السفارة أو القنصلية، وكذلك الحال عند إرسال مظاريف التصويت بالبريد. كما شددت السفارة على أهمية ان تكون وثيقة الإقامة بالمملكة سارية ودالة علي الإقامة وليست مجرد تأشيرة زيارة، وعلى عدم إرسال المظاريف البريدية بشكل جماعي أو وضع مجموعة من الأصوات في مظروف بريدي واحد إذ لن يقبل إلا المظروف المختوم بشعار البريد والذي يحمل صوتا واحدا فقط.
ويبلغ عدد المصريين في السعودية الذين سجلوا أسماءهم وبياناتهم 261.924 صوت على موقع اللجنة القضائية لطباعة استمارة الاقتراع والتي من خلالها سيختارون أول رئيس لمصر بعد الثورة.
الجزائر.. الفرز داخل السفارة بحضور ممثلي الجالية لتحقيق «الشفافية»
وفي الجزائر، بدأت السفارة في تلقي مظاريف الناخبين الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 1014 ناخبا مسجلين من خلال الموقع الإلكترونى للجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وقال السفير عز الدين فهمي، سفير مصر بالجزائر: «إن السفارة انتهت من كافة الاستعدادات اللازمة لتسلم المظاريف بالبريد أو اليد أو لمساعدة أعضاء الجالية في عملية التصويت لمن لا يعرف التعامل مع الإنترنت».
وأشار إلى أن إجراء الفرز لأصوات الناخبين سيتم داخل مقر السفارة بحضور أعضائها والبعثة الدبلوماسية وممثلين للجالية، «تحقيقا لمبدأ الشفافية» قبل إرسالها إلى وزارة الخارجية التي تقوم بتسليمها إلى اللجنة العليا في مصر على أن يتم إعلان النتيجة النهائية 21 يونيو.
اليونان.. إقبال ضعيف بسبب ساعات العمل الرسمية
أما سفارات أوروبا، فكان الإقبال فيها أقل خلال اليوم الأول من التصويت إذ يعتبر الجمعة يوم عمل رسمي. ورغم فتح أبوابها منذ الثامنة صباحا، لم تشهد السفارة المصرية في أثينا إقبالا من المصريين المسجلين للتصويت في الانتخابات الرئاسية خلال الساعات الأولى، وسط توقعات العاملين في السفارة والجالية بتوافد المصريين في المساء بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.
وشهدت القنصلية المصرية إقبال ضعيفا، رغم أن عدد المسجلين 2079 بزيادة 377 عن التسجيل في انتخابات مجلس الشعب. وأعرب عدد من المصريين الأقباط في اليونان عن نيتهم التوجه للتصويت في وقت لاحق، وتراوحت خياراتهم بين عمرو موسي وحمدين صباحي، فيما أعرب عدد آخر من ذوي التوجهات الإسلامية عن قناعتهم بمرشح الرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، لاسيما بعد مناظرة الخميس مع المرشح عمرو موسى، فيما تمسك مؤيدو تنظيم الإخوان بمرشح «الحرية والعدالة» دكتور محمد مرسي.
إيطاليا.. التصويت يقتصر على صاحب الصوت والأظرف الجماعية ممنوعة
في إيطاليا، بدأت بمقر قنصليات مصر في روما وميلانو عمليات التصويت وتلقي أصوات الاقتراع عبر البريد حال تعذر وصولهم إلى مقار السفارة. وقال السفير فريد منيب، سفير مصر في إيطاليا: «إن عملية التصويت (شخصية) يجب أن تقتصر على صاحبها، حيث لن يقبل تلقى أظرف اقتراع جماعية على نحو الانتخابات البرلمانية».