سادت حالة من الهدوء في ميدان التحرير، الجمعة، ولم يشهد الميدان أي فعاليات احتجاجية، وتراجعت أعداد الخيام، فيما أدى العشرات صلاة الجمعة أمام المنصة الرئيسية بالميدان، وقام المعتصمون بإزالة منصة أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، بدعوى «غيابهم شبه الدائم»، على حد وصف المعتصمين.
وشهد ميدان التحرير سيولة مرورية، بعد إزالة الحوائط الإسمنتية في شارعي محمود محمود، وقصر العيني، وانتظمت حركة المرور بشكل طبيعي في جميع مداخل الميدان ومخارجه، من ناحية عبد المنعم رياض، وكوبري قصر النيل، وشارع طلعت حرب، وشارع التحرير، ومحمد محمود.
ووقعت اشتباكات كلامية بين عدد من المعتصمين، وأحد الأشخاص الذي هاجم الثوار، فى محاولة لاستفزازهم، وهو ما رفضه البعض، وكاد أن يتطور الأمر إلى اشتباكات بالأيدي لولا تدخل بعض العقلاء، وتسببت المشاجرة في تفضيل عدد كبير من المتظاهرين أداء صلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم.
وسادت حالة من القلق بين المتواجدين فى الميدان، بسبب سقوط «غلاية شاي»، على طفلة صغيرة، كانت متواجدة، بجوار المنصة، فأصيبت بحروق فى معظم جسمها، وتم نقلها إلى المستشفى على الفور.
وأزال المعتصمون فى الميدان المنصة الخاصة بأنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، بعد سقوطها على أحد الشباب، وتم تفكيك أجزائها ووضعها في مكانها بوسط الميدان، وأكد المعتصمون أن أنصار أبو إسماعيل تركوا الميدان قبل سقوط المنصة بعدة ساعات، وكذلك هجروا الخيام الخاصة بهم، على مدار الأيام الماضية، وكانوا يترددون عليها، على فترات متقطعة، ومساء الخميس، وقت وقوع المنصة، لم يكن أحد من أنصار الشيخ متواجدًا.
ورصدت «المصرى اليوم» تراجع أعداد الخيام في الميدان، فيما كانت الخيام المتبقية في الحديقة المواجهة لمجمع التحرير خالية، ولا يوجد بها آثار لأي شيء يدل على وجود معتصمين بها، ونفس الحال كان لعدد من الخيام، في الكعكة الحجرية، التي انتشر حولها الباعة الجائلون.
وألقى خطبة الجمعة، جمعة محمد على، الأمين العام لائتلاف بيت الثورة، من على منصة صغيرة، طالب فيها المجلس العسكري، بضرورة تسليم السلطة، في 30 يونيه المقبل، محذراً من التلاعب بـ«مصير الشعب المصري».
أضاف: «أقول للمجلس العسكري، إياك أن تظلم الشعب المصرى، لأنك لن تستطيع أن تفرض ولايتك على الشعب، كفاك ظلمًا، قتلت الشباب، والنساء، والأولاد، في أحداث العباسية، ومجلس الوزراء، وماسبيرو».
ودعت جمعة المعتصمين إلى الاستمرار فى الاعتصام بالميدان، لحين تحقيق أهداف الثورة، وتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، وفور انتهاء الصلاة، هتف المتظاهرون: «يسقط يسقط حكم العسكر».
وسادت حالة من الخوف والاستياء بين المارة في الميدان، بسبب انتشار عدد من البلطجية بحوزتهم أسلحة بيضاء أمام مجمع التحرير، فيما أكد عدد من المعتصمين أن البلطجية بدأوا في الظهور مجدداً بعد رحيل أنصار أبو إسماعيل، وقالوا إنهم يفكرون جديًا في ترك الميدان، وإزالة خيامهم، خوفاً من البلطجية، وحتى لا يتم تشويه سمعة الثوار والمعتصمين فى الميدان.