سادت حالة من الانقسام والتذمر داخل مجلس إدارة الزمالك بسبب تجاهل ممدوح عباس، رئيس النادى، إطلاع باقى الأعضاء على الخطوات التى يجريها فى إنشاء شركة مساهمة لإدارة كرة القدم بالنادى، وتساءل البعض: ما سر هذا الغموض، ومن المستفيد من إنشاء الشركة.. النادى وأعضاؤه وفريق الكرة أم رجال الأعمال الذين يرغبون فى تحويل النادى إلى شركة خاصة يديرونها وفق أهوائهم الخاصة؟!
وأوضح عضو فى مجلس الإدارة - رفض ذكر اسمه- أن عباس رفض إطلاع بقية الأعضاء على الملف الخاص بالشركة ويحتفظ به فى مكتبه لعلمه بعدم موافقة عدد من الأعضاء على إنشاء الشركة خوفا من تأثيرها السلبى على بقية الألعاب بالنادى، باعتبار أن كرة القدم هى التى تنفق على بقية الألعاب والأنشطة الاجتماعية، بينما يرى المؤيدون لإنشاء الشركة أنه إجراء لابد منه تنفيذا للوائح المحلية والدولية.
من جانبه، رفض رؤوف جاسر، عضو مجلس الإدارة، فكرة تحول فريق الكرة إلى شركة مساهمة حتى لا يتحكم فيه أشخاص بعينهم من أصحاب المال، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة والتى سيكون فيها طرح الأسهم بمثابة خسارة وليست مكسباً للنادى، وقال إن لوائح الفيفا لم تشترط إنشاء شركات للانضمام إلى دورى المحترفين وإنما إنشاء لجنة لإدارة كرة القدم بميزانية مستقلة، وهو ما يحدث فى ريال مدريد وبرشلونة، ونفى علمه بأن ممدوح عباس قد أعد ملفاً بشركة الكرة، خاصة أنه لم يطرح الأمر على مجلس الإدارة، وقال: إنه سيعارض بشدة، وسيرفض فكرة إنشاء الشركة فى حال عرض الأمر على مجلس الإدارة، وقال المستشار أحمد جلال إبراهيم، عضو المجلس، إنه لا يعرف شيئاً عن الشركة ولم يناقشها مجلس الإدارة فى جلساته الرسمية أو الودية، وشدد على ضرورة أن يكون النادى هو صاحب النسبة الأكبر من الشركة وعدم فصلها عن مجلس الإدارة، حتى لا تؤثر سلباً على بقية الألعاب، وأوضح أن المجلس بدأ خطوات إنشاء الشركات المستقلة بالموافقة على إنشاء شركة للإنتاج الإعلامى لإنشاء قناة فضائية، لكن فصل كرة القدم عن النادى يختلف ويحتاج لمزيد من الدراسة بما يتفق مع المصلحة العامة للنادى.
فيما أيد هانى شكرى، عضو لجنة تنمية الموارد بالنادى، فكرة إنشاء شركة مساهمة لكرة القدم، لكنه أوضح أن الشركة ستكون تابعة لمجلس الإدارة، ولا يجوز أن يكون لها فى البداية مستثمر رئيسى، وإنما النسبة الأكبر يجب أن تكون لأعضاء النادى مع تخصيص نسبة بسيطة لمحبى وعشاق النادى للمشاركة بأسهم فيها، وقال: هى خطوة لابد منها وتأخرنا فى مصر 10 سنوات لإتمامها، لافتاً إلى أن كل دول العالم أسست هذه الشركات منذ سنوات، مؤكداً أن الشركة تحكم ميزانية الفريق وتلزم مستثمريها بتحقيق الربح، لأن الخسارة ستعود عليهم، وأوضح أن الشركة ستتبع للجهات الرقابية، وقال: إن الزمالك يخسر، على سبيل المثال، مبلغاً يتراوح ما بين 30 و35 مليون جنيه سنويا من فريق الكرة، لأنه يدار بشكل عشوائى، ويتم التعاقد مع اللاعبين بأسلوب أكثر عشوائية، وأوضح أنه عند إنشاء الشركة فإن التعاقدات ستكون فى حدود المطلوب فقط، وستنهى ظاهرة شراء اللاعبين لتخزينهم فقط.
وقال: ميزانية أى فريق فى العالم تتمثل فى ثلاثة مصادر هى البث الفضائى وتذاكر المباريات والرعاية، وهى أمور لا يستفيد منها الأندية التى لا تزال تطبق الفكر القديم فى الكرة المصرية، وتساءل: كيف يدير هواه لاعبين محترفين، وكيف نرغب فى الوصول للعالمية فى كرة القدم ونحن لا نزال نعتمد على الفكر العقيم والقوانين التى انتهت منذ 50 عاماً؟!