يعتقد الكثيرون أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يؤدون البيعة داخل غرف مغلقة طقوس غامضة، ولكن وفق شهادات عدد من شباب وفتيات الجماعة لـ«المصرى اليوم» المسألة أبسط من ذلك بكثير، لأن البيعة تحدث بعد مراحل يثبت فيها العضو صدق نواياه وتطابقها مع أفكار الجماعة.
ويقول بهاء نعمة الله، أحد شباب الإخوان إن البيعة ليست كما يقال مسألة شغل تنظيمات سرية أو أنها تتم فى غرف مغلقة ومظلمة ووسط دخان البخور.. ويحكى «بهاء» عن بدايته فى الإخوان: «كنت فى المرحلة الثانوية ورغم عدم انتمائى إلى أسرة إخوانية فإننى شعرت أن فكر الإخوان وسطى ومعتدل، وهذا ما جعلنى محباً له رغم انتقادى أسلوب التنظيم والإدارة فى الجماعة».
ويضيف: «الانضمام إلى الجماعة ليس سهلاً، إذ يخضع الفرد لاختبارات ودورات تسمى (مراحل التصعيد) بمعنى أنه يتم الاختبار فى عدد من المناهج الفكرية والإسلامية ، تسمى لدى الإخوان الأصول العشرين وتعتبرها محور الفكر الإسلامى».
ويروى «بهاء» قصته مع البيعة: «بايعت فى خريف سنة 99 وكنت مقتنعاً جداً بفكر الإخوان وكنت فى منزلى فى إحدى القرى بمحافظة الشرقية وجاءنى صديق وقال لى: لدينا موعد مع أحد القيادات فى منزله، وكنت لا أعرف سبب اللقاء وذهبت ووجدت مجموعة من زملائى فى الجماعة ورددنا جميعاً القسم بالبيعة لهذا القيادى».
ويقول: «شعرت وقتها بأننى أنتمى لهذا الكيان كما شعرت بالمسؤولية تجاه العمل الجماعى لخدمة الإسلام وألا أسىء إلى هذه الجماعة ورغبتى فى القدرة على الوفاء بهذا القسم».
وتابع «بهاء» أنه قبل أداء البيعة ظل تحت مرحلة التصعيد فترة طويلة تجاوزت الـ 3 سنوات خلال سنوات الدراسة بالجامعة وبعدها، وتم انتقاؤه بعدها للانضمام للجماعة. وأشار إلى أنه عدل نص البيعة لأنه قال فى القسم «أبايع» ولم يقل «أبايعك» لأنه قصد الله بهذا القسم، موضحاً أن النص الذى ردده هو وأصدقاؤه فى وقت واحد لقيادات المكتب الإدارى التابعين له هو: «أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جندياً مخلصاً فى جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع فى العسر واليسر والمنشط والمكره إلا فى معصية الله، وعلى أثره علىّ، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدى ومالى ودمى فى سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، والله على ما أقول وكيل، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً».
وأكد إسلام فارس، أحد شباب الإخوان، أنه انضم للإخوان منذ عام 2005 بمحض الصدفة ولحبه لأفكار الإخوان، على حد قوله، موضحاً أن البيعة ليست سهلة، وأن العضو قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يرتقى لموضع المبايع للجماعة، وبرر إسلام ذلك بأن الفرد قبل التحاقه بالإخوان يمر بمرحلة التصعيد من خلال العمل فى الأسر الإخوانية، من خلال العمل الدعوى والاجتماعى، وقد تصل المدة إلى 10 سنوات حتى يجتاز الاختبارات ويتم تصعيده لمرتبة الأخ الذى يبايع الجماعة.
ويوضح فارس: «لابد أن يكون العضو دارساً لجميع المناهج الإسلامية التى يتم اختباره فيها بشكل نظرى وتطبيقى من خلال مواقف معينة للتأكد من مصداقيته وفكره وهل هو متوافق مع فكر الإخوان، وكل ذلك يأخذ مراحل ويستغرق وقتاً طويلاً»، مشيراً إلى أن البيعة ليست لها علاقة بانتماء الفرد لعائلة إخوانية من عدمه، موضحاً أن هناك عدداً من أبناء القيادات الكبيرة لم يبايعوا الجماعة حتى الآن ورغم ذلك فهم يشاركون فى العمل مع الإخوان ومقتنعون بفكرهم.
ويضيف فارس: «رغم انتمائى إلى أسرة أغلب أفرادها كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل فإننى اقتنعت بفكر الإخوان منذ عام 2005». وتابع: «بداياتى مع الجماعة كانت حينما ساعدت أحد الأصدقاء فى كتابة بحث عن الشيخ حسن البنا، مؤسس الجماعة، وقرأت كتب ورسائل حسن البنا، ورغم انتهاء البحث فإننى ظللت أتابع جميع الكتب المنشورة عن الحركات الإسلامية وعن الإخوان حتى اقتنعت بفكر الجماعة الشمولى وانضممت لها».
ويؤكد فارس أن «الفرد ينضم إلى العمل فى أى لجنة، إذ تقسم المكاتب الإدارية الشباب إلى مجموعات للعمل فى لجان الدعوة والبر والإصلاح، وكل شاب أو فرد من الإخوان يتم توظيفه حسب أفكاره ومؤهلاته وتخصصاته وإمكانياته».
ويوضح أن اجتياز الشباب لمراحل التصعيد قبل البيعة يكون أسرع فى المناطق التى تعانى من الضعف والتى يغلب عليها الطابع الريفى لسهولة العلاقات الاجتماعية بها.
ولا تختلف شروط أو طرق البيعة فى الإخوان لدى فتيات «الإخوان» سوى أن البيعة لدى الفتاة تكون للمسؤولة عن قسم «الأخوات» فى المكاتب الإدارية التى تتبعها الفتاة.
وتقول وفاء إبراهيم، إحدى فتيات الإخوان: «لست من عائلة إخوانية ولكن والدى ووالدتى محبان للإخوان، وأشقائى الشباب انضموا إلى التنظيم، ونتيجة لذلك دفعنى حب والدى للإخوان إلى التعرف على فكرهم».
وتضيف: «كانت أولى مشاركاتى فى العمل مع الإخوان المشاركة فى الندوات والعمل الدعوى من خلال المساجد والدروس الدينية بها، إذ كنت أذهب للمسجد وأنا فى المرحلة الثانوية للمشاركة فى تحفيظ القرآن للأطفال».
وتقول «وفاء»: «ظللت أعمل فى جميع النشاطات والفعاليات حتى التحاقى بالجامعة وبايعت وأنا فى نهاية المرحلة الثانوية، وكان هذا اليوم من أسعد أيام حياتى ورددت نص البيعة المعروف وباقى الفتيات أمام إحدى القيادات بقسم الأخوات فى الجماعة فى المكتب الإدارى الذى أتبعه، وقتها شعرت بأن حياتى تغيرت وأن عندى هدفاً ولدى رسالة».
وتوضح «وفاء» أنها لم تنضم للإخوان إلا فى الصف الثالث بالمرحلة الثانوية، إذ تم انتقاؤها وعدد من الفتايات الفاعلات داخل الجماعة بعد دراسة سلوكهن وطريقة تفكيرهن والتزامهن، مؤكدة أن انضمامها للإخوان لم يكن بالإجبار، وأنهم لم يجبروها على ارتداء زى معين رغم وجود التوجيه فى بعض السلوكيات».
وتقول أسماء محمد، إحدى فتيات الجماعة: «لا أنتمى لعائلة إخوانية لكن يوجد بعض الأقارب لى من الجماعة، ولكنى حضرت بعض الدروس الدينية فى المرحلة الإعدادية بأحد المساجد ونتيجة لحبى لهذه الدروس التى كنت أنتظرها تأثرت بهم إيجابياً».
وتضيف: «تجاوزت مرحلة التصعيد من خلال مشاركتى فى العمل الدعوى مع الأخوات فى المساجد والأنشطة الثقافية والاجتماعية فى قصور الثقافة نتيجة لموهبتى فى الإنشاد الدينى وتجويد وترتيل القرآن حتى اقتنعت بفكر الإخوان واقتنعت بى مسؤولة الأخوات فى الجماعة وبعد مرور 6 سنوات تمت البيعة».
وتقول عن طقوس البيعة: «تمت البيعة مع مسؤولة الأخوات فى المنطقة التى أتبعها، وكنت وقتها بمفردى فى منزلها ورددت النص معها»، مؤكدة أن الالتزام بالطاعة للجماعة وليست هناك طاعة عمياء للمسؤولات وإنما هناك مناقشات ومشاورات فى الآراء ويتم الأخذ بآراء الأعضاء.