x

«لوبوان» الفرنسية حول الضابط المصري المسجون فى سويسرا وتؤكد أنه لم يخضع لمحاكمة سليمة

الإثنين 07-05-2012 16:13 | كتب: أيمن عبد الهادي |
تصوير : other

فتحت مجلة «لوبوان» الفرنسية ملف العقيد محمد الغنام المصرى المحتجز فى السجون السويسرية منذ عام 2007 فى محاولة للكشف عن حكايته، الغريبة كما وصفتها، فى عنوان قصتها الخبرية. ولمن لا يعرفه فالغنام كان يشغل منصب مدير الإدارة القانونية بوزارة الداخلية قبل أن يطلب اللجوء السياسى إلى سويسرا عام 2001، وكان شديد الانتقاد لعهد مبارك وممارساته القمعية، لكنه حين ذهب إلى سويسرا دخل سجن «شون دالون» بتهمة تعديه على أحد المواطنين، الأمر الذى نفاه المجنى عليه نفسه الذى أكد أنه هدده فقط بسكين فى قلب جامعة جنيف لكنه لم يمسه، أبداً. وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب قد أوصت بضرورة قيام وزارة الخارجية بمخاطبة السفير السويسرى بالقاهرة لمعرفة أسباب استمرار اعتقاله بعد مناقشة 3 طلبات إحاطة تقدم بها نواب بشأن هذه القضية.

تقول قصة «لوبوان» التى حررتها فاتيحا تيمورى إن قصة العقيد محمد الغنام تشبه رواية سيئة من روايات الجاسوسية يتقابل فيها جيمس بوند مع كافكا، فالرجل كان ضحية هجوم، على طريقة المخابرات السوفيتية، وقع عليه فى مصر عام 1999، وهو المعارض دوماً لنظام مبارك، ثم لجأ إلى سويسرا حيث يحتجز الآن بناء على تقرير تعوزه الصحة ولم تتمكن عائلته من رؤيته منذ أكثر من عشر سنوات.

وتروى المجلة أن الغنام اتصل بالصحفى البريطانى المعروف روبرت فيسك عام 2003 وأكد له أن الشرطة والمخابرات السويسرية تطاردانه منذ أن رفض العمل معهما وتحديداً لأجل أن يتجسس على أعمال المركز الإسلامى فى جنيف الذى يديره هانى رمضان شقيق طارق رمضان حفيد حسن البنا فيما عرف بعملية ممفيس. اشتكى الغنام المخابرات السويسرية ومن حينها بدأت حلقة المعاناة التى لم تنته.

فى البداية، كما تشير المجلة، حددت إقامته لمدة أربعة أشهر بناء على تقرير شرطى عار من الصحة كونه طعن أحد دارسى الدكتوراة الأفارقة، وهو ما لم يحدث كما سبقت الإشارة، ثم صدر بشأنه حكم استند إلى تقرير نفسى بأن الغنام غير مسؤول عن أفعاله، وإلى شكوى قدمتها ميشيلين سوبورى المستشارة السابقة للحكومة بتلقيها خطابات تهديد منه وأودع بسجن شون دالون.

لم يغير اعتراف الشرطى السويسرى جاك ميترو، الذى تأخر 7 سنوات بعد واقعة السكين بأن الغنام لم يطعن الرجل الأفريقى، ولا تقليل «سوبورى» بشأن خطابات التهديد التى تلقتها كما صرحت لصحيفة «ليبرتيه» السويسرية- من الأمر شيئاً، فالغنام الذى أصبح مجرد ظل لنفسه بسبب نقص وزنه الشديد كما أكد محاميه الذى زاره أخيراً- لم يخضع، حسب لوبوان، المحاكمة سليمة الإجراءات لأنه حكم عليه بأنه «غير مسؤول عن تصرفاته» لكن المفاجأة التى تبينت بعد ذلك أن التقرير النفسى تم دون توقيع الكشف عليه! البروفيسور تيموثى هاردينج، الذى حرر هذا التقرير، أبدى هو أيضاً بعض الندم فى تصريحات صحفية مؤكداً أنه لم يقدم تقاريراً عن متهمين لم يقابلهم بالفعل إلا مرتين فى حياته من ضمنهما حالة الغنام. وتتساءل «لوبوان»: رغم ذلك كله لماذا يبقى الغنام فى محبسه؟ الغنام الذى اعتلت صحته جداً وأصبح يواجه خطر الموت حسب رواية محاميه الذى طلب ضرورة مغادرته شون دالون ونقله لأحد المستشفيات.

«على الغنام» شقيق محمد الغنام يؤكد لمحررة المجلة أنه لم يستطع زيارة شقيقه منذ عام 2001 وفى كل مرة يحاول رؤيته يؤكد له مسؤولو السجن أن شقيقه لا يريد رؤيته، وهنا يتساءل من فرط القلق «هل شقيقى لايزال حياً؟».

الوحيد الذى استطاع رؤية الغنام هو محامى العائلة مى باينيه، ويروى للمجلة قائلاً: «رغم انه لم يوجه لى كلاماً لكن لا يساورنى الشك أن من رأيته هو بالفعل محمد الغنام (...) لكننى بالفعل لم استطع التعرف عليه بسبب لحيته ولاختلافه عن الصور التى رأيتها له والتى التقطت عام 2005، مع ذلك لا أظن أنه قد مات». يعتقد المحامى أن المخابرات السويسرية ارتكبت خطأ: «الأسهل إيداع الغنام السجن بدلاً من الاعتراف بأخطاء الماضى».

فاتيحا تيمورى محررة «لوبوان» حاولت مقابلة دومينيك فيرجلى السفير السويسرى بالقاهرة للتعرف على وجهة نظره فى القضية لكنه لم يوافق لازدحام جدول أعماله، كما كتبت، لكنه رد بالبريد الإلكترونى بأن السيد الغنام محجوز منذ 2007 بناء على حكم محكمة، وهو حاليا مسجون بسبب حالته النفسية وسيبقى موقوفاً لأسباب علاجية. وتتم مراجعة هذا الإجراء بشكل دورى من قبل الأطباء، وثمة اتصال بين السلطات السويسرية والمصرية بشأن القضية. انتهى البريد الإلكترونى لكن القصة لم تنته كما كتبت المحررة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية