شهدت مصر هجمة شرسة من عصابات تهريب المخدرات منذ اندلاع الثورة، وحتى الآن، بسبب ضعف السيطرة الأمنية على الحدود، فضلاً عن حالة الفوضى التى تشهدها بعض الدول المجاورة مثل ليبيا وقطاع غزة.
أكدت مصادر أمنية أن إدارة مكافحة المخدرات أحبطت العشرات من عمليات التهريب، خاصة عبر «الخط الغربى» عن طريق ليبيا، وضبطت أكثر من 230 مليون قرص «ترامادول» كانت فى طريقها إلى البلاد عبر موانئ متعددة، فيما تمكن المهربون من تنفيذ عمليات أخرى، بسبب تسلل العصابات من خلال الدروب الصحراوية.
وأوضحت وزارة الداخلية فى آخر تقرير لها بعد الثورة أنها ضبطت 49 ألفاً و883 قضية تجارة مخدرات، اتهم فيها 53 ألفاً و243 شخصاً.
وقال اللواء مصطفى عامر، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات السابق، إن مصر تشهد دخول كميات كبيرة من مخدر الحشيش المغربى، خاصة أن المتعاطى المصرى يقبل على الحشيش المغربى بصورة كبيرة بسبب رخص ثمنه مقارنة بالأنواع الأخرى.
وأكد أن إدارة المخدرات تعمل على منع خطوط التهريب التى تتم عبر الطرق والمدقات الصحراوية، موضحاً أن الحشيش المغربى يتم تهريبه عن طريق الجزائر، ثم المناطق الحدودية بين النيجر، ثم مالى، ثم تشاد وليبيا ليدخل مصر من حدودها الغربية.
وأضاف «عامر»: «حالات الإنفلات الأمنى التى يشهدها بعض الدول بسبب ثورات الربيع العربى، جعلت الحدود المصرية هدفاً لمحاولات تهريب المواد المخدرة والسلاح بصورة كبيرة»، معتبراً أن خط التهريب المستمر هو الخط الغربى عن طريق مرسى مطروح، وتابع: «هناك محاولات مستمرة لإحباط عمليات تهريب المخدرات، وتنجح الشرطة فى ضبط معظم هذه العمليات، لكن العصابات لا تهدأ، إذ حاولت فتح خط تهريب جديد عن طريق السودان، بعد تشديد وزارة الداخلية ضرباتها الأمنية على الخط الغربى».
وأكد أن هناك محاولات مستمرة لتهريب الهيروين إلى مصر عن طريق إسرائيل وميناء العقبة.
من جانبه، قال اللواء طارق إسماعيل، مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات، إن الإدارة تشن حرباً على أباطرة المخدرات، وتمكنت من تحديد خطوط التهريب الجديدة، وأهمها خط باكستان-البحر الأحمر، موضحاً أن ما سماه «علانية الاتجار» فى معظم محافظات الجمهورية وفى المناطق العشوائية أدى إلى انتشار المخدرات بين الشباب بشكل غير عادى.
وأضاف: «الإدارة أحبطت أكبر عمليتين للتهريب بعد الثورة، إذ استغل تشكيل عصابى يضم إنجليزياً و4 أشخاص من جزيرة سيشيل، أحداث الثورة والانفلات الأمنى لفتح خط تهريب عبر ليبيا لإدخال شحنات كبيرة من المخدرات لكن الإدارة، بالتنسيق مع المخابرات العامة والقوات المسلحة وحرس الحدود والقوات الجوية، ضبطت 8 أطنان من المخدرات»، مشيراً إلى أن القوات الجوية تساهم بشكل بالغ فى عمليات الاستطلاع الجوى فى منطقة الرمال المتحركة الوعرة لإحكام السيطرة على حدود البلاد ومنافذها.
وأشار إلى أن ضباط الإدارة يتعقبون جميع خطوط التهريب، وأحبطوا أكثر من محاولة لإدخال أقراص مخدر «ترامادول» عن طريق الموانئ، وبلغ حجم المضبوط 230 مليون قرص تمت محاولة تهريبها عبر ميناء القاهرة الجوى وميناء الدخيلة البحرى بالإسكندرية، وأضاف أن الإدارة تشن حملات، بمشاركة رجال القوات المسلحة وعناصر من الأمن المركزى فى محافظتى السويس والإسماعيلية، وفى شمال وجنوب سيناء، لاستهداف المهربين، وتستغرق الحملات فترة لا تقل عن 10 أيام، ولا تزيد على 15 يوماً، بجانب حملات اليوم الواحد، عند تلقى معلومات سرية عن أحد التجار، كما يوجد العديد من الأكمنة السرية على جميع الطرق فى المحافظات لإحباط أى محاولات تهريب، مع إحكام السيطرة على جميع المنافذ، برية أو بحرية أو جوية، وكذلك المعابر والأنفاق التى تربط سيناء بالذراع البحرى وسيدى كرير والإسماعيلية.