قال الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس خلال الحرب مع إسرائيل، إن ما حدث من اقتحام القوات المسلحة لمسجد النور والقبض على المصلين فيه «مهزلة تاريخية لم يسبق لها مثيل».
قال «سلامة»، في بيان له عقب عودته إلى السويس، بعد احتجازه لعدة ساعات بمسجد النور، الجمعة: «إن مهزلة تاريخية لم يسبق لها مثيل حدثت عصر يوم الجمعة 4 مايو بمسجد النور بالعباسية».
وروى «سلامة» في بيانه وقائع الأحداث قائلًا: «هاجمت القوات المسلحة بجميع فروعها المعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع بميدان العباسية بعد اشتداد المواجهة بينهما، مما جعل القوات المسلحة تطلق الأعيرة النارية في الهواء، كما استخدموا الغاز المسيل للدموع بواسطة طائرات هليكوبتر، مما جعل الساحات كأنها ساحات حرب، ما دفع المعتصمين والثوريين لترك مواقعهم ومن خلفهم رجال القوات المسلحة».
وأضاف «سلامة» في بيانه «فوجئت بمن يناديني أن هناك قائدًا ومعه مجموعة من الجنود يريد اقتحام المسجد، والبحث عن أسلحة بداخله، وقلت له إن هذا المسجد الذي تريدون اقتحامه هو من أكبر مساجد القاهرة، عاصمة جمهورية مصر الإسلامية، لم يحدث في تاريخها أن اقتحمت المساجد إلا في عهد نابليون عندما اقتحم الجامع الأزهر، أيكون اليوم على يد أبنائنا من القوات المسلحة؟!!».
وأوضح «كان معي في المسجد بعض المصلين الذين لم يستطيعوا الخروج من شدة النيران والقنابل المسيلة للدموع حتى أني لم أستطع الخروج من الطلقات النارية التي كنت أخشى الإصابة بها تحت مظنة الخطأ، وكذلك من الغازات المسيلة للدموع التي كانت مؤثرة في الجلد للغاية».
وحول اعتقال المصلين أمام المسجد قال «سلامة»: «بعد مفاوضات مع اللواء حمدي بدين ومرافقيه طلبت منه تأمين خروج المصلين للإنصراف إلى منازلهم، وأنا سأكون في توديعهم حتى لا يتعرضون للبلطجية، فوافق على اقتراحي، ولكن مما يؤسف له أشد الأسف أن هذه كانت خدعة لاستدراج المصلين خارج المسجد لينهالوا عليهم ضرباً ويزجوا بهم إلى السيارات العسكرية، حتى لم يسلم مرافقون لي من أبناء السويس من الاعتداءات والزج بهم إلى مواقع التحقيقات العسكرية.
كما فوجئت بعد أدائي صلاة المغرب بمسجد النور باللواء حمدى بدين يقول لي:«هناك سيارتي لكي تقوم بتوصيلك إلى أي مكان تريده حتى لو كانت مدينة السويس»، ولكني اعتذرت له وطلبت الإفراج فوراً عن المرافقين لي من أبناء السويس وبعد اتصالات بالقيادات تم الإفراج عنهم واصطحبتهم بسيارتي إلى السويس، كما استوقفني أبنائي من القوات المسلحة بالسويس لاصطحابي لمقابلة اللواء صدقي صبحي، قائد الجيش الثالث الميداني، الذي أراد أن يطمئن علي وعلى أبنائي قبل ذهابنا إلى بيوتنا وشكرته على مسعاه، كما أبلغته استيائي مما حدث».
وأكد «سلامة» أنه «لا صحة لما تروجه بعض وكالات الأنباء بأنه كان ضمن من بالمسجد من كان يحمل السلاح؛ لأنهم كانوا يؤدون صلاة العصر فى جماعة».