منصة عليها ثمانية نشطاء يمثلون قوى سياسية ليبرالية ويسارية وإسلامية، يهتفون فى تناغم واحد «يسقط حكم العسكر»، وفتاة جلست أسفل المنصة تلحفت بنقاب فضفاض لم يكشف سوى عينيها وزينت يدها اليمنى بشارة حمراء تحمل عبارة «لا لتأجيل الانتخابات»، حاملة مصحفاً صغيراً للجيب فتحته على سورة الكهف وجلست أمام المنطقة الشمالية العسكرية تتلو من الآيات ما قالت إنه إهداء لروح ضحايا العباسية، بينما يداها معصوبتان بشارات تطالب المجلس العسكرى بتسليم السلطة.. هكذا بدت ساحة المنطقة الشمالية العسكرية فى الإسكندرية، الجمعة، والتى اقترن الهدوء باسمها طيلة سنوات تحولت بعد الثورة إلى مقصد يتوجه إليه المتظاهرون كل جمعة فى مسيرة سعى من القائد إبراهيم حتى المنطقة الشمالية للهتاف بعبارة «يسقط حكم العسكر».
«دبابة ومدفع» تحيط بهما أسلاك شائكة وكتل خرسانية وقف أمامها عدد من المتظاهرين يهتفون بالحرية، ويمسك كل منهم علماً ولوحة وصورة، دانة المدفع تواجهها صرخة باسم ضحايا العباسية، بينما يسود فى الخلفية هتاف «مش هنمشى.. العسكر لازم يمشى».
الجمعه بدت المنطقة أكثر زخماً وحيوية عن ذى قبل، المصلون أدوا صلاة الجمعة أمامها لأول مرة منذ قيام ثورة 25 يناير، وتحولت المنطقة إلى لوحة تشكيلية رسم بروازها إرادة ثوار هتفوا «إحنا الشعب الخط الأحمر»، فتحولت جدران المنطقة الممهورة بعبارات «ممنوع الاقتراب والتصوير» إلى لوحات فنية رسمها فنانون بالجرافيتى وزينوا الأرض بدبورة رمزية لعسكرى يعلوها كاب «كاكى» مميز، بينما كان شاب يحمل صليباً وسم به صدره يهتف باسم الشيخ عماد عفت، ضحية أحداث مجلس الوزراء، هتفت فتاة محجبة باسم «مينا دانيال مات مقتول» ليصطف الميدان خلف كلمة واحدة رددوها «ارحل».