بعيداً عن ميدانى التحرير، والعباسية، وتحديداً فى مقاهى شارع قصر العينى، القريب جداً من التحرير، هناك مصريون يتابعون المشهد السياسى بعيون مختلفة، بعضهم شارك فى الثورة، والبعض الآخر تعاطف معها، وفريق ثالث تمنى أن يشارك فى المظاهرات، لكن لقمة العيش كانت صاحبة القرار الأخير. كانت سحب الدخان داخل المقهى تكاد تغطى شاشة التليفزيون الذى كان ينقل الأحداث فى العباسية، والتحرير.
نادر على، مهندس، شارك فى الثورة منذ بدايتها: «لم أشارك فى مظاهرات، الجمعه، لأننى أرى ضرورة إرسال رسالة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بوجوب إجراء الانتخابات الرئاسية، وتسليم السلطة، لكن يجب أن تكون رسالة دون عنف أو ضغط شديد، لأن المجلس لديه أزمة ثقة مع الشارع نتيجة ضعف خبرته السياسية، وسوء إدارة المرحلة الانتقالية، وإذ أرفض الاعتداء على المتظاهرين، فإننى أيضاً أرفض إسقاط الجيش، لأن نتيجة ذلك ستكون انهيار البلاد».
إياد حسن، مهندس أيضاً، لم يشارك فى المظاهرات لقناعته بأن هناك قانوناً يحدد سبل نقل السلطة، وأنه لم يعد متبقياً سوى 18 يوماً على إجراء الانتخابات، ورفض ما حدث فى العباسية من اعتداء على المتظاهرين، لكنه عاد ليقول: «ما أعلمه أن من فعل ذلك ربما يكون الطرف الثالث».
أحمد الحسنى، لم يشارك فى الثورة، ويراها انفجاراً نتج عن فساد النظام خلال العقود الثلاثة الماضية، ومازال مقتنعاً بأن ما حدث لم يكن ثورة، وأن ما يحدث حالياً فى العباسية والتحرير نتاج حالة الفرقة والشقاق بين الثوار، والقوى السياسية.
علاء الدين ناصر، عامل المقهى، يتحرك باستمرار بين رواده لتلبية مطالبهم، وفى الوقت نفسه يحاول متابعة الأحداث: «كنت أود المشاركة لكن لقمة العيش لها أحكام، كما أن المتظاهرين يحاولون الضغط لإجراء انتخابات دون تزوير، بينما يتظاهر الإخوان عشان ياخدوا حاجة فى الحكومة الجاية، يا رب استر».