بعدما هدأت نسبياً معركة بث مباريات الدورى الإنجليزى، عادت مرة أخرى حرب القنوات الرياضية التى تسعى للحصول على حقوق بث مباريات «البريميرليج»، وأعلنت قناة «الجزيرة» الرياضية عن خطتها لاحتكار مباريات الدورى الإنجليزى على قنواتها الرياضية المتخصصة وحرمان جميع القنوات المنافسة من الحصول على حصص نسبية من المباريات.
ووفقاً لصحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن «الجزيرة القطرية» تحاول حالياً بكل قوتها استكمال مشوارها الذى بدأته منذ حوالى شهرين للحصول على حقوق البث الحصرى لمباريات الدورى الإنجليزى دون إعطاء الفرصة لأى قناة منافسة بعرض أهم اللقطات أو بمتابعة اللقاء على مواقع الإنترنت أو تليفونات الجيل الثالث.
كانت «بى. سكاى. بى»، التى بنت أنشطتها للتليفزيون المدفوع فى بريطانيا على حقوق بث مباريات كرة القدم، استحوذت على نصيب الأسد من حقوق بث الدورى الإنجليزى منذ إطلاق المنافسة بنظامها الحالى قبل عقدين مما جعل مسؤولا سابقا فى «سكاى» يصف العلاقة بين شركته والدورى الإنجليزى بأنها «واحدة من أفضل قصص الحب بين الشركات فى عصرنا الحالى».
ودفعت «سكاى» نحو 1.6 مليار أسترلينى أى ما يعادل «2.6 مليار دولار» فى اتفاق لمدة ثلاث سنوات فى 2010 يتيح لها بث 115 مباراة بثاً مباشراً فى بريطانيا كل موسم.
ورأت «الجارديان»، أن القناة القطرية تحشد قوتها المالية لتقديم عرض مالى جيد للفوز باحتكار مباريات الدورى الإنجليزى، خاصة أنه من المتوقع أن تطرح رابطة الدورى الإنجليزى الممتاز التى تضم 20 نادياً مزادات خلال أسبوع أو اثنين لحقوق البث بدءاً من 2013 عن طريق المظاريف المغلقة.
وستواجه «بى. سكاى. بى» التى يمتلك فيها قطب الإعلام روبرت ميردوخ حصة تبلغ 39٪، موقفاً صعباً فى تحديد سعر عرضها فى المزاد، خاصة أن العقد المبرم بينها وبين ورابطة أندية الدورى الإنجليزى سينتهى خلال هذا الموسم، الذى سينقضى بعد الجولتين المتبقيتين من عمر الدورى الإنجليزى.
يذكر أن رابطة الدورى الإنجليزى تستفيد أيضاً من الشعبية العالمية لأندية مثل مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسى لتجمع أكثر من 1.3 مليار استرلينى مقابل حقوق بث المباريات خارجياً لثلاث سنوات، وهو ما يتجاوز كثيراً ما تحققه مسابقات الدورى الأوروبية الأخرى.
وتحاول «الجزيرة» الفوز بحقوق بث مباريات الدورى الإنجليزى حصرياً على قنواتها الرياضية لتضع بذلك يدها على أهم دوريين فى أوروبا هذا العام، خاصة بعدما نجحت مؤخراً فى الحصول على حقوق البث لمباريات الدورى الفرنسى.
ووفقاً لـ«جارديان» فإنه فى حال فوز قناة «الجزيرة»، سيتم حرمان شبكة «بى سكاى بى» من البث، فضلاً عن الشركات الصغيرة الأخرى التى تتنافس على النسب الأقل، وذلك نظراً لأن القناة الرياضية ستتمتع ببث المباريات على قنواتها الرياضية المتخصصة ولن تسمح لأى قناة ببث أى مباراة حتى ولو بنسبة ضئيلة.
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه فى حال نجاح «الجزيرة» فى امتلاك حقوق البث الحصرى لمباريات «البريميرليج» فسيكون ذلك بمثابة الضربة القاضية لجميع القنوات المنافسة التى تسعى للحصول على عدد من المباريات أو أهم اللقطات أو البث الإلكترونى المباشر على مواقع الإنترنت.
كانت القنوات المنافسة فى محاولة منها للوقوف فى وجه قرصنة «الجزيرة» على الدوريات الرياضية، عقدت اتفاقاً مسبقاً مع المفوضية الأوروبية، ينص على منع إحدى الشركات بعينها من احتكار شراء جميع حزم الدورى سواء المباريات كاملة أو أهم اللقطات أو البث عبر الإنترنت.
فى السياق ذاته، ألقت صحيفة «ذا صن» البريطانية المخاطر التى ستواجه شبكة «بى سكاى بى» فى حالة نجاح قناة الجزيرة فى امتحان الاحتكار، مؤكدة أن «سكاى» ستخسر أموالاً باهظة إذا تمكنت القناة القطرية من احتكار المباريات، لأنها فى الفترة الأخيرة أنفقت أموالاً كثيرة على التسويق للخريطة الإعلامية الرياضية الجديدة التى أعدتها فى تنفيذها للموسم المقبل.
وأضافت «ذا صن» أن خسارة شبكة «بى سكاى بى» معركة البث مع قناة الجزيرة، ستعود بالانهيار التام للقنوات العربية، ويأتى على رأسها شبكة أبوظبى التى تمتلك البث الحصرى فى الوطن العربى بناء على تعاقدها الاستثمارى الرياضى مع شبكة «بى سكاى بى»، والتى منحتها حق البث فى العالم العربى. ومن المتوقع أن تتكبد شبكة أبوظبى خسائر فادحة فى حال فوز القناة القطرية بعقد الاحتكار.