أجرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية حوارًا مع روبرت بيكر، المتهم الأمريكي الوحيد في قضية المنظمات الأهلية العاملة في مصر، الذي رفض مغادرة مصر مع بقية المتهمين الأمريكيية.
وتسببت قضية المنظمات الأهلية العاملة في مصر، في أزمة زادت فيها التكهنات بقطع المعونة الأمريكية إلا إنها استمرت بعد أن خرج المتهمون الأمريكيون من مصر، على متن طائرة خاصة.
وكان بيكر، الذي يعمل بالمعهد الديمقراطي الوطني الموجود في واشنطن، هو المتهم الأمريكي الوحيد الذي رفض الخروج من مصر مع 17 أمريكي آخرين، سمحت لهم المحكمة وقتها بمغادرة مصر، وفضّل البقاء مع المتهمين المصريين، وحضر معهم جلسة الاستماع الأخيرة يوم 10 أبريل الماضي.
وسألته المجلة عبر محررها في مصر عن علاقته بالمعهد الديمقراطي في واشنطن، إذ دفع المعهد كفالته البالغة 330 ألف دولار، فقال بيكر أنه منذ ظهر في المحكمة، لم يتلق من المعهد سوى خطاب يعلمه بأنه لم يعد له مكان فيه، وأنه لم يعد يتلقى مرتب منه ولكنهم سيستمرون في دفع أتعاب المحاماة، مشيرًا إلى أن الموظفين العشرة الآخرين الذين غادروا مازالوا يتلقون رواتبهم.
وقال بيكر إنه قرر البقاء في مصر أولا لأنه ليس مذنبًا، وثانيا لأن اثنين من المصريين المتهمين يعملون معه، قائلا «كنت واضحًا من البداية أنني لن أغادر البلاد طالما هناك تهم مازالت موجهة لي، والمصريين الاثنين المتهمين موظفين لدي، ولن أتركهم، هذا هو جوهر القيادة، لن أستطيع أن أشعر بالراحة في الولايات المتحدة وهم محبوسين هنا، البعض يعتبرني شجاعا والبعض يعتبرني غبيًا، لكنني أنام قرير العين في المساء».
وأشار بيكر إلى أنه كان من بين الذين راقبوا الانتخابات، في جولاتها الثلاث، ورفع تقرير بما رآه، مشيرًا إلى أنها كانت في معظمها انتخابات نزيهة وحرة رغم أنها عانت من قلة التنظيم، كما أن الناخبين المصريين كانوا «يتمتعون بروح صبر ونظام كبيرة».
وأضاف أنه تم التحقيق معه مرة واحدة، وسؤاله عن المعونة الأمريكية التي تمنح لهم ومصادر التمويل، وأنه لم يعرف شيئا عن الموضوع لأن وظيفته كانت تتعلق بالتدريس فقط. وقال إن جهات التحقيق أرادت أن تعرف منه كيف يتواصلون مع الأحزاب السياسية وكيف حصلوا على الخرائط، موضحًا أنهم صنعوا الخرائط بناء على موقع اللجنة العليا للانتخابات، حيث قسمت مصر لمناطق تابعة للدوائر الانتخابية، وكل لون كان يحمل المنطقة بالجولة الانتخابية المرتبطة بها.
وكشف بيكر عن أن هناك بعض الناس التي أرادت مقايضته بالشيخ عمر عبد الرحمن، المعتقل لدى الولايات المتحدة الأمريكية مدى الحياة، إلا أن ذلك لم يحدث، لأن عضوين من حزب النور السلفي، كانوا قد تلقوا تدريبًا في المعهد من قبل، قاموا بحمايته.
وقال إنهم قاموا في المعهد بتدريب إسلاميين، وقوميين، وأفراد من الحزب الوطني السابق، وليبراليين واشتراكيين على كيفية خوض العملية الانتخابية، وإدارة الحملات الانتخابية، فضلا عن المراقبة على اللجان الانتخابية.