بالرغم من دبلوماسيته المعهودة فإن السوبر ستار راغب علامة تحدث لـ«المصرى اليوم» فى حوار طويل لا تنقصه الصراحة عن مشاركته كرئيس للجنة تحكيم برنامج «أراب أيدول» أو «محبوب العرب»، وحقيقة خلافه مع عضوة اللجنة أحلام الإماراتية ورفضه استضافة هيفاء وهبى فى البرنامج وموقفه من الموزع الموسيقى حسن الشافعى ورأيه فى الأوضاع السياسية بالمنطقة العربية، ورؤيته للحالة الغنائية بعد سيطرة القرصنة والإنترنت.
■ هل ترددت فى قبول المشاركة فى برنامج عرب أيدول؟
- بصراحة القرار كان صعباً جداً علىّ، نظراً لأننى مشغول بجدول حفلات فى الوطن العربى وجولات غنائية بأمريكا، لذلك اضطررت للاعتذار عن الحفلات حتى أتمكن من تصوير البرنامج الذى استغرق وقتا فى اختيار المتسابقين من عدد كبير من الدول العربية، بالإضافة إلى تصوير الحلقات، لكنى كنت أثق فى إدارة الـ«إم. بى. سى»، لأنهم محترفون جداً ودائماً أعمالهم تحظى بنجاح واهتمام كبير.
■ واجهت هجوماً شرساً من أحلام بعد أن أكدت فى الصحف أنها كانت ستطردك بالفعل من إحدى الحلقات وأن ما حدث بينكما من شد وجذب لم يكن ذلك على سبيل الهزار؟
- فى البداية أحب أؤكد أنه لا يوجد شخص فى الدنيا يستطيع طرد راغب علامة، لأننى ببساطة شديدة أحترم نفسى قبل احترامى للآخرين، ولو اكتشفت أننى متواجد فى أحد الأماكن وغير مرغوب فى فبالتأكيد سأنسحب فوراً، لكن ما حدث أننى توقعت أن أحلام كانت «تهزر» عندما قالت لو لم تصمت سأخرجك بره، ولو أيقنت وقتها أنها تتحدث بجدية لكان رد فعلى سيكون مختلفاً تماماً.
■ ماذا كنت ستفعل؟
- بالتأكيد، كنت سأطردها خارج الاستديو، فهل يعقل أن عضوة فى لجنة التحكيم تطرد رئيس اللجنة، فدائماً البحر الكبير يستوعب النهر وليس العكس.
■ لكن أحلام أكدت أن البرنامج لا يوجد به رئيس للجنة التحكيم بدليل أن التصويت للمتسابق غير مؤثر؟
- تقول كما تشاء، لكن الجميع يعلم من هو رئيس لجنة التحكيم، وقد تم تقديمى فى الحلقات على أننى رئيس اللجنة، لكنى سأتركها تتحدث لأن هذا الموضوع محسوب وبديهى تماماً.
■ هل كنت تتوقع منذ البداية أن تصدر مثل هذه التصريحات من أحلام؟
- بصراحة لا، لكنى استغربت من هجومها على الصحافة اللبنانية والسعودية، وخلق عداءات دون أى مبرر، فالشتائم والصوت العالى لم يكونا يوماً دليلاً على نجاح الفنان، بينما دليل تألقه هو أن يمدح فيه جمهوره وزملاءه والإعلام.
■ وما حقيقة اعتراضك على ضم أحلام وحسن الشافعى للجنة التحكيم؟
- عندما عرضت على إدارة الـ«إم. بى. سى» الأسماء لم أعترض ولم أوافق أيضاً، وأكدوا لى أنهم اختاروا أحلام، نظراً لأنها خليجية وأيضا تمثل العنصر النسائى فى البرنامج، بينما حسن لم أسمع به من قبل حتى فى مجال التوزيع.
■ ولماذا لم تعترض على حسن؟
- فى البداية عرفونى على بأنه موزع مصرى شاطر وسبق أن وزع عدداً من الأغنيات لعدد من المطربين، فطلبت منهم أن يتم تحديد موعد معه، وبالفعل حضر إلى بيروت وعقدت معه جلسة عمل، واكتشفت أنه شخص مهذب ويتمتع بأخلاق عالية لكن كان تنقصه الخبرة.
■ وهل ظهر هذا العيب أثناء البرنامج؟
- قلة الخبرة تم تداركها تدريجياً، لكن هذا لا يعنى أن حسن لم يقع فى بعض الأخطاء.
■ وما هى؟
رغم أنه يتحدث بشكل جيد لكنه وقع فى تناقض أكثر من مرة، فمثلاً لا يصلح أن يبدى إعجابه بمتسابق معين، ثم يرفض أن يمنحه بطاقة الإنقاذ.
■ البعض كان يشعر بأن حسن وأحلام شكلا فريقا ضدك؟
- أحلام اعترفت أكثر من مرة أنها مسيطرة على حسن، وأعلنت فى أكثر من مرة أن حسن سيقول لا، وبالفعل كان يحدث ذلك، وأكدت له ذلك على الهواء مباشرة، وقلت له: أنت مازلت صغيراً وليس لديك خبرة مطرب يغنى ويقف على المسرح، لأنك تعمل فى استديو وكلاكما أنت وأحلام لا يوجد لديكما خبرة فى كيف يكون إحساس وشعور متسابق يقف أمام لجنة مسابقات، وأنا خبرتى أكبر منهما بكثير جداً، لأنى تعرضت للموقف نفسه.
■ أفهم من كلامك أن لجنة التحكيم سوف تتغير فى الموسم المقبل نظراً لكثرة أخطاء الموسم الأول؟
- كلامى لا يعنى استبعاد أى عضو من لجنة التحكيم، ولا يعنى أيضا أن الأخطاء كانت فادحة، ومن المعروف أن أى عمل جديد لا يخرج بأفضل صورة أو دون أخطاء، وإدارة الـ«إم. بى. سى» متفهمة جدا ومتعاونة لتقديم أفضل مستوى ممكن، وهو ما حدث بالفعل، لكن ملامح الموسم الثانى لم تتضح حتى الآن فمن الممكن أن أنسحب من البرنامج، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث مستقبلاً، لكن ما سأصر عليه أن يكون الموسم الجديد أفضل بكثير من الأول.
■ واجهت اتهاماً آخر بتحيزك لبعض المتسابقين مثل كارمن سليمان على حساب المغربية دنيا بطمة؟
- للعلم أنا لم أتحيز لجنسية ضد أخرى لأننى فى النهاية مؤمن بالقومية العربية، ولا أفضل تصنيف أن هذا لبنانى وهذا مغربى فى النهاية جميعنا عرب، أما بالنسبة لكارمن فهى موهبة حقيقية سيكون لها مستقبل كبير وعندما شاهدتها تغنى فى التصفيات الأولى للبرنامج قلت لها إن صوتك سيؤهلك لمرحلة متقدمة فى نهائيات البرنامج، ولا أنكر أن المغربية دنيا بطمة صوتها جميل، وأنا أعتبر أن البرنامج نجح وحقق هدفه بتقديم هاتين الفتاتين كأصوات جديدة موهوبة.
■ وما حقيقة رفضك استضافة هيفاء وهبى كضيفة فى البرنامج؟
- أولا اسم هيفاء لم يطرح من الأساس كضيف فى البرنامج، لكن ما حدث أننى أجبت عن سؤالاً حول إمكانية إشتراك هيفاء فى مثل هذا البرنامج قلت لا.
■ لماذا؟
- لسبب بسيط لأن البرنامج يقدم أصواتاً قوية فلا يصلح أن استضيف هيفاء وهى لا تمتلك هذه المقومات، ورأيى فيها لا ينتقص من نجوميتها، وإنما قلت ما يتفق عليه أغلبنا من أنها نجمة مشهورة ولها جمهورها الذى يحب «شكلها» على الشاشة لكنها لا تمتلك قدرات صوتية مميزة، وأنا أعرف حقوق الزمالة ولا أهاجم الزملاء عادة، وابنى الذى يبلغ من العمر 9 سنوات ويمثل فئة معينة من المجتمع باغتوه فى أحد البرامج بسؤال حول رأيه فى هيفاء فقال لهم بصراحة أنه يحب شكلها ولا يحب صوتها.
■ لكن رأيك قد يغضبها؟
- المبادئ لا تتجزأ، وكما قلت هذا لا ينتقص من نجوميتها التى تعتمد على الأناقة والجمال والحضور وخلافه، وأنا قلت رأيى هذا بالرغم من علاقتى القوية بهيفاء ولا يوجد بينى وبينها أى خلاف.
■ ولماذا تراجعت عن فكرة طرح ألبوم غنائى كامل، مفضلاً العمل بطريقة السنجل؟
- فى ظل الظروف السيئة التى تعيشها صناعة الموسيقى بات إطلاق ألبوم غنائى مشروع فاشل، لأننى سأبذل فيه جهداً كبيراً والمنتج سينفق أموالاً طائلة وبعد نزوله إلى السوق بساعات ستتم قرصنته وتذهب جهودنا هباءً، لذلك أفضل حالياً طرح سنجل وكليب كل فترة أو مينى ألبوم، وأضع فيهما كل تركيزى حتى يخرج بأفضل صورة.
■ تم ترشيحك أكثر من مرة لخوض تجربة التمثيل لكنك دائما تعتذر فى اللحظات الأخيرة؟
- لأننى مقتنع بأن الممثل ممثل والمطرب مطرب، لكن يوجد لهذه القاعدة استثناء واحد، فمن الممكن أن يشارك المطرب فى فيلم واحد أو يغنى الممثل مرة واحدة فى أحد أفلامه، لذلك لن أقدم طوال مشوارى الفنى إلا فيلم واحد أناقش من خلاله حالة معينة.
■ بعيداً عن أعمالك الفنية لماذا ابتعدت عن مصر خلال الفترة الماضية؟ وكيف تابعت أحداث الثورة؟
- أولا، أنا لم أبتعد عن مصر، لأنها فى دمى، وأى مكروه يصيبها يؤلمنى جداً، فقد عشت فيها أكثر من 10 سنوات، واعتدت أن تكون مصر أم الدنيا دائماً، وهنيئاً للشعب المصرى بالثورة، وأعلم أنها لم تحدث من فراغ لكن أتمنى أن تتفادى الثورة أخطاء النظام السابق وتحكم بالعدل والشفافية والمصداقية حتى تعود مصر أفضل مما كانت.
■ وبشكل شخصى هل تتحيز لاتجاه معين فى مصر؟
- بصراحة أنا «ماليش فى السياسة» ولا أحب أن أتحدث فيها، ورأيى الذى سأقوله غير متعلق بالسياسة وهو ما أتمناه أن أى شخص يتولى مقاليد الحكم أن يحكم بالعدل والحق خوفاً من رب العالمين، فهناك متدينون لا يعترفون بالفنانين، وهناك أشخاص لا يعترفون بالمتدينين، وبشكل شخصى أنا ضد أى شخص لا يعترف بالآخر، لأن العدل هو أساس الملك، وأى شخص يحكم بالعدل مهما كانت اتجاهاته فلن أخاف منه، بينما لو حكم بحقد وغل فسيكون الوضع مختلفاً تماماً.
■ حتى الوضع فى لبنان ترفض أن تبدى رأيك فيه؟
- كما قلت أنا مع الإنسانية والحرية والعدل وأن يكون السجن مكاناً للص، وأن يكون هناك قضاء معتدل برقابة صارمة، ولو لم يوجد عدل وقضاء فلن يكون هناك مجتمع من الأساس، ونحن نؤيد الإعلام الحر ولو أخطأ تتم محاسبته، فى النهاية سيخرج مجتمع سليم وصحى، أتمنى أن يصل العالم العربى إلى مرحلة الإعلام الحر والعادل والمستقل هذا سيكون ميزان للاقتصاد والسياسة والديمقراطية وكل شىء.