x

محمد سعد: سأختار الرئيس الذى يتعامل معنا كأب والشعب أهل بيته

الثلاثاء 01-05-2012 15:53 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : other

أربعة أعمال تليفزيونية هى «مازال النيل يجرى» و«الشارع الجديد» و«من الذى لا يحب فاطمة» و«الفجالة» لم يكن فيها محمد سعد البطل الأول ولا حتى الثانى ولم يكن وقتها الحصان الأسود للإيرادات ولمبى الجمهور المصرى.. تلك القفزة القدرية الفنية جعلته يعيش فى حيرة لم تفارقه لسنوات من أجل اختيار العمل التليفزيونى الذى يذهب به للجمهور حتى كان اللقاء مع جمال عبدالحميد مؤلفا ومخرجا فى «شمس الأنصارى» أو «الأبعدية» الذى يراهن عليه سعد ويعتبره استراحة محارب وفاصلا يعود بعده ليواصل من جديد أعماله السينمائية.

«المصرى اليوم» انفردت بحديث مع محمد سعد كشف خلاله عن تفاصيل مسلسله وحقيقة مشاركته فى إنتاجه وسر الإقبال المفاجئ لنجوم السينما على التليفزيون بعد الثورة وأزمة السينما.. ومنافسته مع عادل إمام وكريم عبدالعزيز وإصراره على الابتعاد عن الأعمال السياسية وتصوره للمرحلة القادمة فى ظل المتغيرات السياسية وشروطه فى الرئيس القادم.

 

 

ترددت كثيرا قبل دخول الدراما هذا العام فكيف جاء الحسم فى اللحظات الأخيرة واختيار فكرة «شمس الأنصارى»؟

- منذ سنوات وأنا أحلم بدخول الدراما وتقديم مسلسل يشبعنى كممثل وأستطيع من خلال أن أتمطع فيه وأفرد عضلاتى كممثل وفى الوقت نفسه أرد الدين الذى أحمله فى رقبتى تجاه الجمهور المصرى الوفى الذى منحنى النجاح وجعلنى- بعد الخالق سبحانه وتعالى- محمد سعد، وجاء لدور العرض السينمائى ودفع من قوته ثمن تذكرة لأفلامى وحان اليوم الذى أذهب إليه أنا إلى بيته وأرد له الزيارة والجميل، لذلك كنت عاقدا العزم على تقديم مسلسل وقرأت أكثر من 20 فكرة ولم أجد نفسى فى أى منها حتى التقيت بالمخرج جمال عبدالحميد الذى فاجأنى كمؤلف بفكرة المسلسل وقرأت المعالجة الأولية ولم أستطع إلا أن أقول كلمة واحدة «الورق يهبل» وبدأنا العمل وقرأت حلقات من المسلسل وجاء التنفيذ بسرعة كبيرة بتوفيق ربنا، فيكفى أنى عثرت على ورق رائع كتبه ويخرجه رجل مخضرم فى عالم الدراما بحجم جمال عبدالحميد.

يبدو فى كلامك أن جمال عبدالحميد كان أهم عناصر حسم قرارك رغم أنه كمخرج معروف بالقوة وتنفيذه لوجهة نظره؟

- بكل تأكيد السبب الأول والأخير والأهم هو أن جمال عبدالحميد بكل قوته وخبرته وصلابته ووجهة نظره هو المخرج، لذلك فقد سلمت نفسى له تماما ورفعت يدى عن أى شىء فـأنا معه مجرد ممثل فقط لا أشغل نفسى بأى شىء، فلا يمكن أن أحمل هماً وجمال عبدالحميد موجود كمخرج، فما بالك وهو مؤلف أيضا كتب عمل وفكرة وينفذها على أرض الواقع.. وبمنتهى الأمانة لأستمتع الآن بالتمثيل وأتعلم من جمال وخبرته فهو يرانى أفضل مما أرى نفسى ويهمه العمل ككل ولأستفيد من توجيهاته لأنى أراه ينقلنى إلى مناطق جديدة.

لكن ممثل له نجومية مثلك ومعروف بأنه يشارك فى تفاصيل العمل قد يجد صعوبة فى التعامل مع شخصية مخرج مثل جمال عبدالحميد؟

- هناك ثقة كبيرة واحترام لهذا المخرج وصدقونى لو قلت إنى لم أتدخل فى أى كلمة من العمل بل تركت نفسى فى يد جمال دون أى خوف، فلماذا يتدخل الممثل إذا كان المخرج يمسك كل زمام الأمور بقوة واحتراف وخبرة؟ فهو أدرى منى بالدراما وقد قطعت عهدا على نفسى أن أترك العيش لخبازه كما يقولون وليس هناك خباز فى سوق الدراما أقوى من جمال عبدالحميد كمخرج وبهرنى أيضا كمؤلف.

وما الفكرة التى أحدثت لك كل هذا الانبهار فى مسلسل «شمس الأنصارى»؟ وما الذى تراهن عليه بهذا العمل؟

- هناك اتفاق صارم ألا نتحدث عن الفكرة أو التفاصيل، لكننى أقوم فيه بأكثر من شخصية ويكفى أن أقول إن المسلسل يميل إلى فكرة شخصية «روبين هود» المعروفة أو اللص الشريف الذى يسرق لأهداف نبيلة.. ويدور فى إطار صعيدى ونصور فى عدة أماكن تحمل الطابع الصعيدى وتحديدا أسوان.

تصر على الكوميديا حتى وأنت تقدم عملا دراميا فهل هذا خوف من الجمهور الذى عودته فى السينما على هذه النوعية فقط؟

- هو ليس مسلسلا كوميديا فقط أو اجتماعيا أو أكشن بل به جرعة كوميدية أو أحداث «دمها خفيف» ولهذا لا يمكن تصنيفه فى خانة الأعمال الكوميدية.. لكن طبيعة المسلسل نفسها بها هذه اللمحة فى بعض الأجزاء وفى سياق الدراما، ولا أنكر أنى أحب الكوميديا وقطعت عهدا على نفسى بأن أجعل المواطن البسيط يبتسم ويخرج من همومه، وهذا هدفى الأول والأخير فأنا «مضيت عقدا مع الجمهور على كده».

لماذا قررت مخاصمة السياسة بهذا الشكل رغم تقديمك فى فيلمك الأخير «بوم تيكا بوم» فكرة تتعلق بالثورة؟

- أعتقد أن العمل الفنى الاجتماعى الإنسانى يعيش أكثر من الأعمال التى تتعرض لأحداث سياسية مرتبطة بفترة زمنية وقد تبدو قديمة أو موضة بطلت عندما تعرض بعد انتهاء الأحداث ومرور سنوات عليها، لذلك لا أحبذ الأفكار المرتبطة بأحداث بوجه عام وبأحداث سياسية بوجه خاص.. بل أفضل دائما مخاطبة الإنسان فقط دون تحديد فترة أو ظرف سياسى.

وما صحة ما تردد عن كونك شريكا فى إنتاج هذا المسلسل بأجرك؟

- لا صحة على الإطلاق لهذا الكلام، فأنا فى المسلسل مجرد ممثل لا أكثر ولا أقل وحصلت على أجرى كاملا والمسلسل هو أول إنتاج للشركة المنتجة وتربطنى صداقة بمديرها أحمد السيد وكان هناك حديث بيننا لنتعاون فى أى عمل حتى عثرت على فكرة شمس الأنصارى وعرضته عليهم ووافقوا بكل ترحيب رغم أن ميزانية المسلسل عالية جدا وديكوراته تتطلب ملايين وقلت لهم هتقدروا تنفذوا الورق ده فوافقوا ورحبوا بل قدموا للعمل إمكانيات أفضل مما كنا نتخيل.

هل صحيح أن المسلسل يتم تصويره بكاميرات سينما؟

- نعم، كانت وجهة نظر المخرج جمال عبدالحميد أن المسلسل يتطلب التصوير بكاميرات سينمائية حديثة هى «فايف دى» وقد تم استيرادها من الخارج قبل التصوير وأستطيع أن أقول إن الصورة مختلفة ومبهرة وأقرب إلى السينما من شكل الدراما التقليدية وهذا مهم جدا فى الفترة الحالية لنواكب العصر.

وبم تفسر الإقبال المتزايد الذى يقترب من حد الغزو من نجوم السينما على الدراما التليفزيونية؟

- بدون أى مراوغة، بالتأكيد أن ما تتعرض له السينما من أزمة قد يكون أحد أهم أسباب إقبال جيل السينمائيين على التليفزيون فللأسف الشديد السينما تمر بكبوة شديدة جدا بسبب الاضطرابات التى تحدث من حين لآخر، والفيلم منتج يخضع نجاحه لعوامل كثيرة أهمها الأمان والاستقرار والثبات.. ولهذا فمن الذكاء أن يصل النجم للمشاهد بأى وسيلة، والتليفزيون الآن يعتبر هو الوسيلة الآمنة التى تضمن للنجم أن يراه الناس بلا خوف أو مخاطرة.

وكيف ترى المنافسة بين نجوم التليفزيون الكبار ونجوم السينما مثل كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأنت؟

- طبعا لكل نجم جمهوره الذى سيمسك بالريموت كنترول ليأتى به ويتابع عمله، وفى النهاية المنافسة فى صالح المشاهد فكل هؤلاء النجوم سيكونون أمامه ينتقى ويختار ويستمتع بمن هو أفضل. والجمهور ذكى جدا ولم يعد يرضيه أى عمل ردىء حتى لو كان بطله اسما معروفا، لذلك فالبقاء للأصلح فى رمضان رغم الرعب الذى لابد أن يشعر به الجميع لأننا فى ماراثون لا يرحم، وفى رمضان هناك نجوم تعلو للسماء ونجوم تقع فى عين المشاهد وعلينا جميعا أن نقدم أفضل ما لدينا.

وجود عادل إمام تحديدا كنجم كوميدى وسينمائى فى الوقت نفسه هل يمثل أى خطر عليك؟

- طبعا عادل إمام اسم كبير جدا وأنا شخصيا من عشاقه وجمهوره وسأتابع مسلسله بكل حب، لكن لا أنظر للأمور بمنطق الخطر أو المنافسة، فطوال الوقت فى السينما يتواجد عادل إمام مع السقا وكريم وعز وأنا وتحدث المنافسة الشريفة و«كل واحد بياخد نصيبه ورزقه فى النهاية، فالنجاح رزق ونصيب ولكل مجتهد نصيب فعلا «العمل الجيد يكون له الكلمة العليا».

ولماذا فى رأيك اختفت فجأة العبارة الشهيرة لنجوم السينما «التليفزيون بيحرق نجم السينما»؟

- لأن التليفزيون فعلا لم يعد يحرق نجم السينما، وبعد كل ما وصلت إليه الدراما من تقدم فى الصورة والفكرة والموضوع والتقنيات لم يعد هناك أى خطر على ممثل السينما، وأنا دائما أرى أن العمل الردىء هو الذى يحرق نجم السينما فلو قدم مسلسلا دون المستوى لن يحترق فقط بل سيموت فنيا، فغلطة المسلسل بألف لأنه يعتبر ثلاثين فيلما، ولهذا كانوا يخافون من التليفزيون. ولاكون أكثر صراحة أعترف أننى كنت أتمنى أن أقدم مسلسلا تليفزيونيا لأتنفس وأشبع نفسى كممثل لأن الفيلم السينمائى يفرض علينا كممثلين الاختصار الشديد، فكل شىء مضغوط وسريع ومحدد ولا مجال لفرد العضلات والتنفس بعمق وراحة فى التمثيل، لذلك كنت أحلم بهذا اليوم الذى أجد نفسى فيه أمثل على راحتى دون اختصار واقتضاب فى كل شىء، لكنى كنت خائفا من المغامرة ولم يكن الوقت مناسبا فقد قدمت أدوارا فى أربعة مسلسلات وأنا فى الأصل ممثل دراما وحصلت على جائزة فى مسلسل «مازال النيل يجرى» عام 93.. وبصراحة أكثر تأخرت خطوتى نحو البطولة التليفزيونية لأن اسمى لم يكن يتحمل بطولة عمل، وعندما شاء الله وأصبحت أتحمل دخلت للدراما فورا.

هل يفزعك شبح التسويق حيث يقدر النجم الآن بقدرة اسمه على التسويق مثلما يقدر اسمه فى السينما بالإيرادات؟

- أنا جديد على الدراما ولا أفكر أو أحسب حسابات من هذا النوع على الإطلاق فقد دخلت الدراما لأقدم ما بداخلى وما أحلم به وأستمتع، وأنا الآن محمد سعد الممثل الذى يعشق الدراما فقط ولا أشغل بالى بالتسويق أو أى عمليات حسابية فهذا شأن شركة الإنتاج وعلاقتها بالقنوات وهذا شىء لا أفهم فيه ولا أتدخل على الإطلاق، وسأقولها مرة أخرى: العمل الجيد يفرض نفسه سواء فى النجاح أو التسويق.

بعد الثورة هل تعتقد أن الفن تأثر بشكل سلبى بسبب الاضطرابات الاقتصادية والأمنية؟

- طبيعى جدا بعد الثورات أن تحدث بعض الاضطرابات فى كل شىء، لأن المركب «ليها 100 ريس» ولا توجد كلمة واحدة أو مظلة توحد الجميع حيث نجد مليون رأى وخلاف، لكن عموما نحن أفضل من أى وقت مضى رغم كل هذا الارتباك، فيكفى أننا نقول لا وصوتنا أصبح له ثمن ولنا القدرة على تغيير واقعنا ورفض الظلم، ولأول مرة أصبحنا قوة تهدد أى فاسد ونتحد ونقف من أجل مصلحة مصر. وليس غريبا أن يتأثر الفن بكل هذا لأنه جزء من حياتنا كمصريين، وصناعة ومصدر دخل يتأثر بالاقتصاد والحالة الأمنية.. لكن كل هذا مجرد مرحلة مؤقتة وستكون الأمور أفضل كثيرا بمرور الوقت وبعد انتخابات الرئاسة.

وكيف ترى الأوضاع الحالية وما بها من ارتباك؟

- أرفض تماما أن نصدر أحكاما وسط هذا الارتباك، فكيف يمكننا الحكم على التيارات الدينية وصعودها أو الأحزاب السياسية الأخرى إذا كنا لم نعش هذه التجربة من قبل؟ وبصراحة شديدة الرؤية ضبابية وأتحدى أن يوجد أى شخص يستطيع الحكم أو التنبؤ بما سيحدث غدا فكل يوم هناك مفاجآت كثيرة.. والمثل الشعبى يقول «تعرف فلان؟ أيوه.. عاشرته؟.. لا.. يبقى متعرفوش» فيجب أن ننتظر، والمهم أن النتائج تظهر سريعا وأجمل شىء فى الثورة أنها كالبركان أخرج من جوف الأرض كل شىء وكشف الجميع والمعادن الحقيقية للأحزاب والناس والسياسيين.. فالبركان يخرج حمماً نارية وفى الوقت نفسه يخرج «الألماظ» من الأرض وهذا ما حدث فى مصر بعد الثورة، رأينا كل الوجوه والمعادن الحقيقية والفالصو ويجب أن نستوعب الحدث.

كثير من صناع الفن أصابهم الفزع من صعود التيارات الدينية للحكم خوفا من التحكم فى حرية الفن والإبداع؟

- لم أشعر بأى خوف على الفن من التيارات الدينية ومستحيل أن يقوموا بمنع الفن الهادف المحترم الذى يخاطب الناس ويحمل رسالة ترفيهية وإنسانية واجتماعية.. لكن بالفعل هناك خطر كبير من التيارات الإسلامية على الفن الرخيص المبتذل الخادش للحياء وعين الأسرة، وهذا الفن يجب منعه فى الأساس.. ويكفى أن أقول إن لى أصدقاء كثيرين من الإخوان والسلفيين ويقولون لى وجهة نظرهم فى أعمالى ويطلبون منى أعمالا أخرى وأفكارا جديدة، وهذا يعنى أن التيار الدينى ليس ضد الفن بأهدافه النبيلة الحقيقية.

انتخابات الرئاسة تشهد صراعا محموما فكيف ترى الرئيس القادم؟

- شروطى فى رئيس مصر القدرة على عبور الأزمة التى نعيشها، ولا تتلخص فى اسم محدد بل فى جملتين لا أكثر: أن يعتبر نفسه أباً ومصر وشعبها بيته وأولاده ويتعامل بروح الأب ومسؤوليته وعطفه وحزمه وقوته وكرمه وأمانته مع كل طوائف الشعب.

وأخيرا.. هل هناك مشروع سينمائى بعد «شمس الأنصارى»؟

- نعم هناك مشروع فيلم بعنوان «كاتم صوت» مع المنتج أحمد السبكى وسنبدأ التحضير له بعد المسلسل ونجهزه لموسم عيد الأضحى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية