x

شهادات أطباء معهد الأورام المصابين بـ«كورونا»: حذرونا من الكلام.. و«التعتيم سبب الكارثة»

طبيبة مصابة: ما يهمني الآن ألا تعلم أمي
السبت 04-04-2020 15:19 | كتب: إنجي عبد الوهاب |
إغلاق المعهد القومي للأورام بعد اكتشاف  
إصابة عدد من الأطباء والممرضين بقيروس كورونا المستجد إغلاق المعهد القومي للأورام بعد اكتشاف إصابة عدد من الأطباء والممرضين بقيروس كورونا المستجد تصوير : أيمن عارف

إهمال من مدير المعهد، هذا هو عنوان شهادات الأطباء والممرضين بالمعهد القومي للأورام، الذي أعلن عن إصابات بين أعضاء طاقمه الطبي، أمس الجمعة، وصلت إلى 17 شخصًا بين أطباء وممرضين.

اعتراف سبقه نفي من الدكتور حاتم أبوالقاسم، مدير المعهد، أدى إلى تفجير عدد من المفاجآت في شهادات بين الطاقم المصاب، استطلعتها «المصري اليوم».

«حولوني من ضحية إلى جانٍ، إصابتي جت وأنا بأدي واجبي».. بهذه الكلمات بدأ الممرض الشاب «س.م- 26 عامًا»، الحاصل على امتياز معهد الأورام في مارس 2016، حديثه لـ«المصري اليوم»، قائلًا إنه المقصود من حديث مدير المعهد د. حاتم أبوالقاسم.

وكان «أبوالقاسم»، قال أمس في تصريحات تليفزيونية ببرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب، إن أحد الممرضين هو السبب وراء نقل العدوى إلى 3 أطباء و12 من طاقم التمريض.

وينفي الممرض كونه «الحالة الصفرية بالمبنى الرئيسي لمعهد الأورام»، قائلًا: «انتقلت من هذا المبنى إلى مبنى مركز أورام السلام (هرمل) المجاور للمعهد، منذ 4 أشهر».

وقال «س.م» المعزول حاليًا بمستشفى حميات حلوان لـ«المصري اليوم»، إنه شعر بالأعراض أثناء إشرافه على طفلة مصابة بورم، ولجأ إلى إدارة المعهد منذ أن شعر بأول أعراض كورونا في 21 مارس الماضي، أي قبل 12 يومًا، لكن الإدارة رفضت فحصه أو إجراء مسح لمخالطيه من الدرجة الأولى، بدعوى أن «الأمر مكلف».

وذكر أنه لم يتم التحرك إلا بعدما تبين إصابة ممرض زميل له بالفترة الصباحية، وطبيبة نائبة.

وأكد أنه خضع للعزل عقب جهود ذاتية قام بها زملاؤه على مدار 3 أيام، انتقل خلالها من غرفة عزله داخل مبنى هرمل إلى حميات المنيرة، فالعباسية، وصولًا إلى حميات حلوان.

وحسب قوله فإن «مشرفة تمريض هرمل التي حاولت مساندته وعزله عوقبت بتحويلها من (سوبر فايزر)، أي كبيرة المشرفين، بمبنى هرمل إلى مشرفة دور بالمبنى الرئيسي.

المعهد الذي يستقبل مئات أو ربما آلاف الوافدين من المحافظات يوميًا بصدد كارثة لم تتوقف عاقبتها عند تحويله من ملاذ آمن لمرضى الأورام، ذوي المناعة الصفرية، إلى بؤرة لفيروس كورونا الأشد فتكًا.

رواية أخرى، منافية لما ذكرها «أبوالقاسم» ترجع إلى «ب.م.ق»، سكرتير قسم الإشاعات بالمعهد، الذي قال إن أولى حالات الإصابة بالمبنى الرئيسي كانت لمشرفة تمريض، ظهرت عليها الأعراض وطالبت بإجازة، لكنها قوبلت بالرفض، مشيرًا إلى أن إصابتها كانت نتاج مخالطة حالتي كورونا، جلبهما عميد المعهد ورئيس قسم يدعى «ع.ع»، وأن الـ15 إصابة بينهم 3 في مبنى هرمل، و12 بالمبنى الرئيسي للمعهد، وضمنهم مسؤولة مكافحة العدوى بالمعهد.

وزعم أن «تزايد عدد الإصابات كان نتاج تراكم إهمال استغاثات الطاقم الطبي الدائرة منذ أسبوعين، فضلًا عن نقص مستلزمات الوقاية، وأن الطاقم الطبي كان يرتدي ماسكات جراحة لعدم وجود ماسكات مجهزة (N95)»، مطالبًا بالتحقيق مع مسؤولي المعهد لتعريضهم مئات الأسر إلى «مقصلة كورونا» على حد تعبيره.

بدورها قالت الصيدلانية هاجر عصام عشماوي، أن إدارة المعهد لم تقم بمسح العاملين بالمعهد، بل اكتفت بمسح مخالطي الدرجة الأولى لـ15 مصابًا، وهم حوالي 45 فردًا من الطاقم الطبي، أما مخالطي المخالطين فاكتفوا بتوصيتهم بالعزل المنزلي لمدة 14 يومًا، زاعمة أن إدارة المعهد تجاهلت استغاثات الأطباء ومطالبهم بإجراء مسح شامل للعاملين بالمعهد منذ 27 مارس الماضي، عقب التأكد من إصابة أولى الحالات.

وأضافت: «طالبنا بعزل المعهد بكامل طاقمه ومرضاه لمدة 14 يومًا، حتى لا يتحول لبؤرة لفيروس كورونا، لكن عميد المعهد رفض، وحذرنا من الحديث عن المعهد عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى إثارة الذعر بين الأطباء وأحدث نقصًا في صفوفهم الأسبوع الماضي».

وتابعت: «ظهرت الإصابات في المبنى الداخلي، بينما تم تعقيم المبنى الخارجي فقط الخميس بعد يوم عمل، لذا فإن عزل المعهد أو غلقه ضرورة قصوى».

ومن داخل مستشفى العزل بالعجوزة قالت الطبيبة «م.ر- 28 عامًا» التابعة لمعهد الأورام، إنها «أصيبت جراء التعتيم»، وتابعت: «عملنا أسبوع كامل بعد ثبوت إيجابية أول إصابة، وخالطنا مئات المرضى لعدم درايتنا بأننا مصابون جراء التعتيم على الحادث، وكل ما يهمني الآن ألا تعلم أمي بإصابتي، وأناشد بفتح تحقيق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

ومنذ قليل، أعلن الدكتور محمود علم الدين، المتحدث باسم جامعة القاهرة، السبت، تكفل الجامعة بعمل كل الفحوصات والمسحات والتحاليل الطبية اللازمة لكل الأطقم الطبية والعاملين والمرضى بالمعهد القومي للأورام ومستشفيات قصر العيني على نفقاتها، وذلك بعد اكتشاف ١٧ إصابة بفيروس كورونا داخل المعهد، واتخاذ ما يلزم طبيًا في ضوء نتائج الفحوصات والمسحات المشار إليها.

وقال الدكتور «علم الدين» إن الجامعة لن تدخر جهدا من اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على كافة أعضاء المنظومة الطبية والعاملين والمرضى المترددين بالمعهد القومي للأورام، مشيرا إلى أنه جار التنسيق مع المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء الفحوصات الشاملة لهذه الأطقم، بالإضافة إلى مراجعة سجلات المرضى ضمن إجراءات الترصد والمتابعة.

ولفت إلى أن المعهد القومي للأورام سيقوم بتوفير كل المستلزمات الضرورية للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، وفقا للمعايير والاشتراطات المعمول بها في المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، واتخاذ ما يلزم فورا لعمل فحوصات ومسحات فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن رئيس الجامعة وجه فريقين لمواصلة إجراءات التعقيم يوميا اعتبارا يوم الجمعة الماضي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية