أكد الدكتور محمد حمزة الحسيني، الخبير الاقتصادي، أن المنظمات الدولية كشفت عن انهيار النمو الاقتصادي العالمي ليصل لأقل من 1%، كما أن المستثمرين على مستوى دول العالم أبدوا قلقهم من تدني مستويات البورصات العالمية التي وجهها لها الفيروس ضربات قوية أقوى من كساد عام 2008.
وأضاف «الحسيني»، في مداخلة هاتفية بقناة «النيل للأخبار»، مساء اليوم الخميس، أن أزمة انتشار فيروس كورونا ستُكلف الاقتصاد العالمي في ظل العام الجاري خسائر تصل إلى 2.7 تريليون دولار، لكن إذا أعادت الصين طاقتها الإنتاجية لوضعها الطبيعي قبل نهاية أبريل الحالي سيتحسن الوضع نسبيًا، متوقعًا أن يتعافى الاقتصاد العالمي في الفترة التي عانى منها خلال الثلاثة اشهر الماضية بداية من يونيو حتى ديسمبر 2020.
وأوضح أن الجميع على الساحة الدولية ينتظر ماذا سيحدث للاقتصاد في أبريل 2020، لكن المشكلة المحورية ان الاقتصاد في الفترة الحالية لا يجد من يقوده، وكل الدول تتعامل بسياسة إصلاحية وهيكلية منفردة ولا توجد دولة قادرة على جذب الاقتصاد العالمي للنمو، موكدًا على ضرورة تعافي الدول الكبرى وعودة سلاسل الإمداد مع تنويعها.
وطالب الخبير الاقتصادي المجتمع الدولي بمساعدة البلدان ذو الاقتصاديات الضعيفة في مجال الصحة، خاصة وأن تلك البلدان ستواجه أزمة كارثية إنسانية بسبب تفشي فيروس كورونا، ولا بد أن تُقدم الصناديق الدولية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي وغيرها ان تقدم تسهيلات فورية للإقراض النقدي، لأننا في حالة طوارئ دولية وهذه الدول لن تستطيع مقاومة هذه الازمة المقبلة عليها.
وأشار إلى أن أزمة كورونا تقود العالم لخريطة سياسية واقتصادية جديدة ولن ينتظر العالم حتى بعد انتهاء أزمة كورونا لتعدل الدول سياستها، فما حدث في دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتداعيات الأزمة قد يضع الاتحاد الأوروبي عند حافة الانهيار الشامل، مشيرًا إلى أنه بعد التعافي من الأزمة كل دول العالم ستُعيد حساباتها مرة أخرى في هذا الأمر والبحث عن الاستفادة لمن قدم المساعدة وقت الأزمة .
ونوه بأن خريطة العالم الاقتصادية ستتغير لمصلحة دول شرق وشمال أفريقيا لأن الصين مصنع إمداد العالم توقف، وستبحث دول العالم عن بدائل وسلاسل إمداد متنوعة، مشددًا على أن العالم ارتكب خطأ كبيرًا وهو الاعتماد لمدة 20 سنة على الصين فقط.