بدأت في العاشرة من مساء الجمعة مسيرة شارك فيها الآلاف، معظمهم من أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع، فيما لم يكن عدد كبير من المشاركين يعلمون الوجهة النهائية للمسيرة.
واتجهت المسيرة من ميدان التحرير إلى شارع طلعت حرب، فيما ردد المشاركون: «المرة دي بجد.. مش هنسيبها لحد»، و«قول.. ماتخافشي.. العسكر لازم يمشي». فيما شاركت العشرات في مسيرة نسائية شكّل الرجال حولهم حائطًا بشريًا لحمايتهم.
وفي شارع قصر النيل، ردد المشاركون: «البلد دي بلدنا»، ووجهوا نداءً إلى قاطني العمارات على جانبي الطريق: «انزلوا من بيوتكم.. عايزين نجيب حقوقكم»، و«لينا رب اسمه الكريم»، و«مش هنسكت ع التزوير.. إرحل إرحل يا مشير».
وعلى الجانب الآخر، شكلت لجان النظام المشاركة فى المسيرة دروعا بشرية أمام قسم الموسكي، وهيئة الدفاع المدني بالعتبة، أثناء سير المسيرة تجنبا لوقوع أي احتكاكات أو مشادات، فيما شهدت حركة المرور ارتباكا شديدا أثناء مرور المسيرة أمام قسم شرطة الموسكى، رغم أن المتظاهرين هتفوا: «سلمية سلمية».
واصطف عشرات المواطنين القاطنين في المناطق والأحياء التي مرّت بها المسيرة، وهم يراقبون المشاركين فيها يهتفون: «ياللا يا مصري إنزل من دارك.. الطنطاوي هو مبارك»، و«عسكر يحكم مدني ليه.. هي وسيّة ولا إيه»، و«شدي حيلك يا بلد.. الحرية بتتولد».
وفي الحادية عشرة والنصف، وصلت المسيرة إلى شارع الجيش وسط هتافات: «يافاروق ياسلطان مش هترجع اللى فات» في إشارة إلى المستشار فاروق سلطان، رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
واسترجعت المسيرة أحد هتافات ثورة 25 يناير: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، وهي على مشارف ميدان عبده باشا، عندما اعترضت سيدة تقف على جانب الطريق بعض الشباب وصرخت: «وقفتوا حال البلد الله يوقف حالكم».
وفي ميدان العباسية استمرت الهتافات إلى أن وصلت المسيرة إلى مستشفى القوات الجوية، فالتزمت الصمت حرصًا على راحة المرضى.
وفى تمام الساعة الواحدة والربع، وصل الآلاف من أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وشباب حركة ثوار بلا تيار، المشاركين فى مسيرة وزارة الدفاع، إلى ميدان العباسية فى اتجاه شارع الخليفة المأمون.
وحمل المتظاهرون الأعلام مرددين هتافات: «يا أهالينا يا أهالينا ضمّوا علينا ضمّوا علينا»، و«الحرية ليا وليكم»، و«والله زمان وبعودة ليلية أبوكم ليلة سودة»، و«الجدع جدع والجبان جبان وإحنا يا جدع هنموت فى الميدان»، و«الشعب يريد إعدام المشير»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«المرة دى بجد مش هنسيبها لحد»، و«المادة 28 يعنى الريس بالتعيين».
ورفع المحتجون الأعلام السوداء والعلم المصري مكتوبا عليه: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، و«الشعب يريد تطبيق شرع الله»، وأطلق المشاركون الألعاب النارية فى الهواء.
وفور وصول المسيرة إلى ميدان العباسية، طالب وليد حجاج، منسق حملة حازم أبو إسماعيل، قوات الجيش بفتح الطريق، مرددًا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، واتهم اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية بتزوير مستندات الشيخ أبو إسماعيل التي تثبت أن والدته حاصلة على الجنسية الأمريكية.
وأسقط المعتصمون الحاجز المعدني الذي يفصل طريقي الذهاب والعودة في الشارع، مما تسبب في إصابة 3 على الأقل، بينما أزال متظاهرون في شارع الخليفة المأمون الأسلاك الشائكة من أمام جنود الشرطة العسكرية.
ولم تشتبك قوات الجيش مع متظاهرين، إذ فتح الجنود الطريق فور إزالة الأسلاك.
وقبل موعد أذان الفجر بنصف ساعة بدأ العشرات يتوجهون لمسجد النور للوضوء، والبعض استمر فى المسجد للصلاة فيما فضل البعض الآخر العودة إلى مكان الاعتصام للصلاة هناك.