وسط أحزان الشعب الفلسطينى على إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلى لـ3 فلسطينيين فى نابلس بالضفة الغربية أمام أعين أهاليهم، وقتل 3 عمال آخرين فى قطاع غزة، أحيا القطاع أمس الذكرى الأولى للهجوم الإسرائيلى الذى استمر 22 يوماً، وسمى بـ«عملية الرصاص المصبوب»، بسلسلة مظاهرات ونشاطات نظمتها حركة «حماس».
وقال إيهاب الغصين، المتحدث باسم وزارة الداخلية فى الحكومة المقالة، إن الفعاليات، التى تشمل مهرجانات واحتفالات تكريم ومعارض صور ومسيرات وأياماً تطوعية، ستستمر 22 يوماً، موضحاً أن الهدف منها هو أن «تبقى تلك المجازر والحرب، التى لم يشهد لها مثيل، أمام أعين العالم، لمحاكمة قادة الحرب الصهاينة».
وقبيل بدء مراسم إحياء ذكرى الحرب، أمس، فى ذات الوقت الذى بدأت فيه إسرائيل هجومها قبل عام على غزة، قال الغصين إن الفعاليات «ستنطلق بإضاءة شعلة فى أول مكان تم قصفه فى مقر شرطة الجوازات الذى استشهد فيه عشرات من أبناء الشرطة».
وأطلقت صفارات الإنذار فى غزة، صباح أمس، إيذاناً ببدء فعاليات إحياء ذكرى الحرب، وشارك عدد من قادة «حماس» والمسؤولين فى الحكومة المقالة فى الحفل الذى أقيم أمام مبنى المجلس التشريعى المدمر غربى غزة.
وبعد تلاوة آيات من القرآن وعزف السلام الوطنى، أزاح أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعى، وزاد الظاظا، نائب رئيس الوزراء المقال، الستار عن نصب تذكارى يضم لائحة بأسماء شهداء الهجوم، وشارك فى إزاحة الستار.
ومن المقرر أن تنظم «حماس» خلال ساعات مظاهرة فى مخيم جباليا شمال غزة، تتوجه إلى مدرسة «الفاخورة» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى المخيم، حيث استشهد وجرح عشرات الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المدرسة «بقنابل الفوسفور الأبيض»، فيما سيلقى هنية خطابا «شاملا» يتطرق فيه إلى «تداعيات العدوان والحرب» التى أودت بحياة 1400 فلسطينى، أغلبهم من المدنيين وبينهم عشرات من أفراد شرطة حماس، وأدت إلى تدمير أكثر من 4 آلاف منزل فلسطينى كلياً.
وفى تلك الأثناء، تعهدت كتائب القسام، الجناح العسكرى لـ«حماس»، بأن تكون «أكثر كفاءة» فى أى مواجهة مقبلة مع إسرائيل، مؤكدة أن الحرب الماضية «لم تؤثر جوهرياً» على قدرات الكتائب العسكرية، بينما حملت الرئاسة الفلسطينية كلاً من حماس وإسرائيل مسؤولية تدمير القطاع، ووصفت الحرب الإسرائيلية على القطاع بأنها «أفظع جرائم العصر».
ورغم مرور عام على الهجوم الإسرائيلي، لايزال سكان غزة يعانون فى ظل حصار إسرائيلى مشدد وتعذر إعادة الإعمار، وأكد الناطق باسم «الأونروا» عدنان أبوحسنة أن الوضع فى القطاع «سيئ للغاية» ويتدهور على جميع المستويات، وأضاف «نحن فى الأونروا نضطر بعد عام من الحرب الإسرائيلية أن نبنى بيوتاً من الطين، وكأننا نعيد غزة عشرات السنين إلى الوراء، ولدينا فى القطاع مليون و100 ألف لاجئ فلسطينى تقريباً من مجموع مليون و600 ألف فلسطينى».
وعلى الجانب الإسرائيلى، اعترف الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيجال بالمور بأن إسرائيل خسرت سياسياً جراء الحرب، وقال «على الأرض كانت الهجمات ناجحة عسكرياً، رغم أن الحقيقة تقول إنها خلقت على المستوى الدبلوماسى صعوبات كثيرة»، مشيراً إلى بدء تحركات قضائية ضد المسؤولين الإسرائيليين فى دول غربية كإسبانيا وبريطانيا.
وفى خطوة غير عادية جاءت بعد احتجاج السلطة الفلسطينية على «التصعيد الخطير» فى الضفة الغربية، أعلن عوزى أراد، المستشار الرئيسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس، أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل توضيحات حول استشهاد الناشطين الفلسطينيين الـ3 فى نابلس، خاصة بشأن سبب عدم إبلاغ أجهزة الأمن الفلسطينية مسبقاً بعملية التوغل فى المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
وفى الوقت ذاته، ألمح تحقيق أجرته منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية غير الحكومية، بأن 2 من الفلسطينيين الـ3، ربما كانوا غير مسلحين قبل أن يتم إعدامهما، وطالبت بفتح تحقيق حول الحادث، موضحة أن لديها أسباباً قوية للاعتقاد بأن الجيش قام بتصفية الرجال الـ3.