شيع أهالى حي الكويت في السويس، الجمعة، جنازة عادل زكريا،(23 سنة)، الذي توفي، الخميس، متأثرا بإصابته بطلقات نارية في الكتف والظهر، خلال مشاركته في مظاهرات جمعة الغضب، يوم 28 يناير 2011، في السويس.
وفي منزل الأسرة، الذي اتشح بالسواد، وتعالت فيه أصوات البكاء وصراخ السيدات، حزنا على رحيل عادل زكريا، التقت «المصري اليوم» منار سعيد، زوجة الشهيد، التي بدا عليها الحزن الشديد، وبدأت كلامها وهي تستند على شقيقتها، والدموع تملأ عينيها، قائلة: «الله ينتقم منهم اللي قتلوا زوجي ويتموا عيالي»؛ مشيرة إلى أن لديها طفلين هما «شهد» (5 سنوات) و«أحمد»، (3 سنوات)، وكان زوجها يعمل سائقاً على توك توك يمتلكه.
وقالت إن زوجها خرج من منزله صباح يوم الجمعة 28 يناير 2011 لأداء عمله، وعلى غير العادة تأخر كثيرا في العودة، وبسبب انقطاع الاتصالات التليفونية لم يتمكن أحد من الاتصال به على هاتفه المحمول، وبعد مرور عدة ساعات، في ظل اشتعال المظاهرات بالشوارع وسماع أصوات الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، ذهب شقيقه في الساعة 12 بعد منتصف الليل للبحث عنه، وبعد ساعات طويلة اكتشف أن عادل أصيب في المظاهرات، ونقلته سيارة إسعاف إلى مستشفى السويس العام، وهناك وجده بين الحياة والموت، وعليه آثار طلق ناري في كتفه وظهره، والدماء تغرق ملابسه.
وأضافت أن التقرير الطبي أثبت إصابة زوجها بطلقة نارية اخترقت كتفه وخرجت من العمود الفقري، وقطعت النخاع، وتسببت فى اصابته بشلل كلي، وبسبب خطورة حالته تم تحويله إلى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية.
وبعد 5 أشهر لم يظهر عليه أي تحسن، فتقرر نقله إلى المستشفى الفرنساوي بالقاهرة، حيث أجريت له عملية زرع فقرتين في ظهره، ثم انتقل إلى مستشفى الوفاء والأمل، التابعة للقوات المسلحة، لاستكمال علاجه، ومكث فيها شهرين، ثم انتقل إلى مستشفى المعادي، دون ظهور أي بوادر للشفاء، حتى قرر الأطباء خروجه من المستشفى وعودته الى منزله، مؤكدين أن حالته ميئوس منها، ولا فائدة من بقائه في المستشفى، ليظل بعدها نحو 4 شهور طريح الفراش بالمنزل، دون تحرك، مما أدى إلى إصابته بقرحة الفراش.
وقالت إنه بعد تدهور حالته الصحية، نقلوه إلى مستشفى السويس العام، التي توفى فيها، بعد صراع طويل على مدار 16 شهرا قضاها فى التنقل بين المستشفيات.
واختتمت الزوجة كلامها قائلة إن زوجها رجل بسيط جدا، وكان يكافح طوال اليوم فى البحث عن لقمة العيش، وخلال فترة مرضه كانوا يعيشون على مساعدات أهل الخير.