x

خبراء : الأمن حرم الشعب متعته الوحيدة فتوزعت انتماءاته على أقطاب إسبانيا وإنجلترا

الخميس 26-04-2012 15:09 | كتب: إسلام صادق, إيهاب الجنيدي |
تصوير : other

جاء قرار وزارة الداخلية بإلغاء كأس مصر للموسم الجارى رسمياً ليزيد من أوجاع الشارع الكروى فى مصر منذ أحداث مذبحة بورسعيد التى توقفت على إثرها بطولة الدورى الممتاز ومسابقات الدرجة الأولى والناشئين، ليكون إلغاء الكأس بمثابة الرصاصة الأخيرة، وتتوقف الحياة الكروية فى مصر تماماً، وتتفاقم معاناة المواطن المصرى البسيط أو جمهور الدرجة الثالثة الذى كان يرى فى كرة القدم متعته الأهم ومتنفسه الوحيد فى ظل الظروف الصعبة التى يحياها بعد أن حرمه الأمن منها وفى الوقت نفسه يزيد استقطاب البطولات الكروية الأوروبية للجماهير التى هربت إلى المقاهى لمتابعتها لتعويضهم عن إلغاء المسابقات المحلية فى ظل عدم قدرة الكثيرين على الاشتراك فى خدمة القنوات التى تبث هذه المباريات، حول تداعيات إلغاء كأس مصر رسمياً والوضع الراهن للجماهير كان هذا التحقيق مع عدد من خبراء الكرة المصرية.

فى البداية أكد عصام عبدالمنعم، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، أنه مع قرار الداخلية بإلغاء مسابقة الكأس، وقال: «أتفق تماماً مع عدم إقامة أى مسابقة محلية فى هذا التوقيت لأنه لا يوجد من يدير الكرة فى مصر، والمجموعة الموجودة فى الجبلاية ضعيفة وهزيلة جداً ولا تستطيع الإشراف على هذه المسابقة، فضلاً عن أنها مجموعة غير شرعية ولو حدثت أى أزمات فلن تستطيع التصدى لها، وشخصياً لدى تحفظ على الأمن وعلى فكرة إقامة المباريات بدون جمهور فى الملاعب العسكرية، أما مباريات الأهلى والزمالك وإنبى فى بطولة أفريقيا فإنها تقام كل شهر، ولكن إقامة مسابقة بمباريات منتظمة فى العديد من الملاعب وفى جو عام تنافسى لا يوجد لها الإدارة القادرة على تنظيمها وليس لأسباب أمنية فقط»

ومن جانبه، دعا فاروق جعفر، المدير الفنى لطلائع الجيش، جميع الرياضيين ومسؤولى الأندية لعقد جلسة مع الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، لبحث إلغاء قرار وزارة الداخلية بعدم إقامة بطولة كأس مصر، وأكد جعفر أن استئناف النشاط الكروى هو إحدى المهمات الرئيسية لأعضاء البرلمان، وقال: ليس مهمتهم إنهاء المشاكل السياسية وتشريع القوانين فقط، وإنما هدفهم الرئيسى تلبية احتياجات المواطن البسيط الذى بات يتجول على المقاهى ويترك أسرته فى المنزل حتى يتابع الدوريات الأوروبية لإشباع رغبته بالاستمتاع بكرة القدم، وشدد جعفر على أن كرة القدم لا تقل أهمية أى أى مورد اقتصادى مهم للدولة. بل إن كرة القدم تشبع احتياج المواطنين وتخرجهم من مشاكلهم الشخصية وتعينهم على استمرار حياتهم بشكل طبيعى، وأضاف: بدلاً من أن يقوم أعضاء مجلس الشعب المنتخبون من المواطنين بالتشاجر تحت قبة البرلمان، عليهم الآن أن يبحثوا عن حل لإعادة النشاط الكروى حفاظاً على سمعة الكرة المصرية والمنتخبات الوطنية التى ترتبط بمشاركات دولية ستتأثر سلباً بتجميد نشاط الكرة لأجل غير مسمى، وأكد جعفر أن تجميد النشاط الكروى يزيد من أعباء المواطن البسيط المالية والاقتصادية لأنه سيضطر إلى الاشتراك فى قناة الجزيرة القطرية لمتابعة الأحداث والمباريات العالمية والدوريات الأوروبية، أو يتوجه إلى المقاهى لمتابعة المباريات المهمة، وأيضاً هذا الحل سيزيد من أعباء المواطنين، وتساءل جعفر: هل ستوفر وزارة الداخلية وأعضاء البرلمان الاشتراك الشهرى لكل مواطن فى قناة الجزيرة أم كيف سيلبون احتياجات المواطنين؟!

بينما أكد محمود بكر، المعلق الرياضى الشهير، أن وزارة الداخلية أهدرت أكبر فرصة للتصالح مع جماهير الأندية بمختلف انتماءاتها بإلغاء كأس مصر، وأكد بكر أن إقامة المسابقة كان سيدفع الجماهير للتصالح مع الداخلية وإعادة الثقة بين الطرفين، لكن الداخلية أضاعت الفرصة، وطالب بكر اللواء محمد إبراهيم يوسف، بإعادة النظر فى القرار، وتساءل: هل القرار ينطبق على كرة القدم فقط أم بقية الألعاب، مؤكداً أن الأهلى واجه الزمالك فى السلة ولم يحدث أى تجاوزات، وشدد بكر على أن ما حدث فى بورسعيد لن يتكرر مرة أخرى ولن تسمح به الجماهير، وقال: جمهور كرة القدم الحقيقى تعلم الدرس جيداً، ولن يسمح للمندسين بالتواجد فى المدرجات مرة أخرى. فيما التمس الخبير الكروى حسن الشاذلى العذر للأمن وقال: «الظروف التى تمر بها مصر صعبة جداً، وكان يجب من البداية أن لا أحارب لكى أقيم كأس مصر لأن الكلام الآن لا يجدى وننتظر لحين انتخاب رئيس للجمهورية يتولى إدارة أمور البلاد لأن أى جهة لن تستطيع تأمين المباريات الآن، فضلاً عن أن إقامة المباريات بدون جمهور مأساة كبيرة، فالموضوع أكبر من مجرد إقامة مباراة بجمهور من عدمه، ولو وافقت الداخلية وأقيمت مباراة وحدثت كارثة أو لم تكتمل لأى سبب فسيقولون الداخلية هى السبب فماذا سيكون الوضع حينئذ؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية