يواجه المرشحان للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، زعيم الحزب الاشتراكى «فرنسوا هولاند» والرئيس المنتهية ولايته - انتقادات بالمبالغة فى مغازلة اليمين المتطرف فى حملتهما لاستقطاب أصواتهم المقدرة عددها بـ6.4 مليون صوت، وسيكون اختيارهم فى الدورة الثانية حاسماً فى نتيجة الانتخابات.
وبالرغم من تحميل الفرنسيين والدول الأوروبية «ساركوزى» مسؤولية صعود اليمين المتطرف، فإن هذا الأمر لم يثنه عن اقتناص فرصته الأخيرة فى العودة إلى قصر الإليزيه، حيث دعا إلى عدم تجاهل أصواتهم. ومع ذلك، أكد «ساركوزى»، الاربعاء ، أنه «لن يعقد أى اتفاق» مع اليمين المتطرف، تمهيداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة فى فرنسا، وأنه «لن يكون هناك وزراء» من الجبهة الوطنية فى حكومته المقبلة إذا أعيد انتخابه رئيساً فى 6 مايو المقبل، وقال إن «الـ18% الذين صوتوا لمرشحة اليمين ليسوا ملكاً لها»، مكرراً رفضه «تشويه صورة الناخبين الذين صوتوا لمرشحة الجبهة الوطنية».
وفى المقابل، استنكرت صحيفة «لو فيجارو»، وهى صوت حال الحزب الحاكم، مبالغة «هولاند» فى مغازلة اليمين المتطرف بصورة غير مسبوقة لم يشهدها اليسار من قبل، الأمر الذى أثار غضب الاشتراكيين، وذلك بعد تصريحات له فى صحيفة «ليبراسيون» أكد فيها حرصه على اجتذاب أصوات اليمين المتطرف. ومع ذلك، أكد «هولاند» أن خصمه يحاول جذب حتى «قادة اليمين المتطرف».
على صعيد آخر، أظهر تحليل نتائج الدورة الأولى وتقاطعها مع المعطيات الاجتماعية والسكانية أن المسلمين سيصوتون على الأرجح ضد نيكولا ساركوزى الذى تبنى خطاب اليمين المتطرف بشأن مسائل تهمهم.
وحول الصعود المفاجئ الذى أحرزته زعيمة حزب اليمين المتطرف مارلين لوبان، تساءلت صحيفة «إيكونوميست» البريطانية حول ما إذا كان 18% من الفرنسيين «عنصريين»، حيث أرجعت نجاح المرشحة اليمينية فى الجولة الأولى إلى الخروج من التركيز المكثف على فكرة الهجرة ومعاداة السامية، إلى الحديث عن «أسلمة فرنسا».