x

الإعلام الفرنسى بدأ البحث عن مستقبل الاستحقاق الرئاسى فى مصر

الإثنين 23-04-2012 16:45 | كتب: أيمن عبد الهادي |
تصوير : other

بدأ الإعلام الفرنسى فى البحث عن مستقبل الاستحقاق الرئاسى فى مصر، وذلك عبر اهتمام الصحف والمجلات الفرنسية الكبرى بالحدث المصرى على صعيد الخبر والتحقيق والحوار. ومن الوسائل الإعلامية الفرنسية فى هذا الأمر البحث عن المتخصصين عن مصر من الفرنسيين لكى يدلوا بدلوهم حول هذا الأمر. ومن ذلك الحوار الذى أجراه موقع مجلة «لاكسبريس» الفرنسية مع برنار روجييه، الكاتب والباحث الفرنسى، الذى اعتبر أن خيرت الشاطر هو الأقرب إلى الفوز بانتخابات الرئاسة مقارنة بخصومه وأبرزهم عمرو موسى الذى قد يحظى- كما أشار- بدعم الجيش والقوى الليبرالية ورغم ذلك تظل فرصه قليلة.

وقال «روجييه» الذى يشغل منصب مدير مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية بالقاهرة (سيداج) إن قرار الإخوان المسلمين خوض انتخابات الرئاسة بترشيح خيرت الشاطر يتفق ومواقفهم السابقة، فهم يسعون أولاً إلى «طمأنة» الداخل والخارج ثم لا ينفذون وعودهم بعد ذلك، وكانوا قد صرحوا قبل الانتخابات التشريعية بأنهم لن يطرحوا مرشحاً للرئاسة.

كانت محررة المجلة قد طرحت سؤالاً حول المدى الذى يمكن أن يذهب إليه الإخوان فى سيطرتهم على مؤسسات الدولة بعد ترشيح الشاطر للرئاسة وأجاب «روجييه» أن الإخوان «يتحركون بحذر بسبب القمع الشديد الذى واجهوه فى السنوات الماضية، ثم يتولون المبادرة حين تصبح علاقات القوى ملائمة لهم.. نراهم الآن يسعون للانفراد بالسلطة فى مصر لكنهم ليسوا مستعدين، على العكس من حزب النهضة فى تونس، للتوافق مع القوى السياسية الأخرى فى الدولة». هم، حسبما قال، يريدون الاستفادة من نجاحهم فى الانتخابات التشريعية.

وأكد أن التطورات السياسية الأخيرة تتفق ونتيجة استفتاء مارس 2011 الذى أظهر سيطرة للطابع الإسلامى على الدولة: «تتفق الـ77% لمن قال (نعم) مع الـ75% من الأصوات الإسلامية فى الانتخابات التشريعية».

وحول سؤال يتعلق بحقيقة وجود انقسام بين الإخوان، قال إن الانقسامات هامشية كما شهدت الاستقالات التى قدمها البعض بعد ترشيح الشاطر. لكن الحزب نظامى جداً ومنظم جداً. ويؤكد ترشيح الشاطر الرجل الثانى فى الإخوان أن زمام الأمور فى يد من هم أقوى داخل الحزب. وعن العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى قال إنه فى الوقت الراهن وعلى العكس مما تبدو الأمور عليه العسكر فى حالة دفاع، فالكلية الحربية التى يتخرج فيها الضباط تغلق أبوابها أمام الإسلاميين لكن قد يتغير هذا الإجراء مستقبلاً. فضلاً عن ذلك من المحتمل أن يكون هناك بعض الإسلاميين فى بعض قطاعات الجيش لكنهم لا يعلنون عن أنفسهم. وأشار إلى أن الإسلاميين سيمتد تأثيرهم إلى القطاع الاقتصادى.

ورأى الباحث الفرنسى أن السياسة الداخلية فى مصر فى الفترة المقبلة ستكون على النقيض من سياسة مبارك، ومن المحتمل أن تتغير سياسة مصر الخارجية أيضاً، فرغم إعلان الإخوان أنهم يحترمون الاتفاقيات الدولية فإن علاقة التضامن العسكرى والدينى مع حماس لابد وأن تغير التعامل مع قطاع غزة الذى ساهم مبارك فى عزله. وسيترجم هذا التطور إلى مواقف صلبة تجاه إسرائيل وربما سيحدث تقارب مع إيران الشيعية، الأمر الذى ترفضه القوى السلفية التى لامت الإخوان والجيش بالسماح لسفن إيرانية متجهة إلى سوريا عبر قناة السويس.

وعن فرص القوى الليبرالية فى التواجد فى المشهد السياسى المصرى بعد مقاطعتها الجمعية التأسيسية للدستور قال «روجييه» إن الليبراليين يتهمون الإخوان بالرغبة فى احتكار المشهد السياسى الراهن بتحالفهم مع القوى السلفية. وكان من المفترض أن تمثل الجمعية التأسيسية للدستور كل شرائح الشعب، وكان من المتعين أن تترجم العقد السياسى المصرى الجديد وألا تصبح انعكاساً آلياً لنتيجة الانتخابات التشريعية التى فاز بأغلبيتها الإخوان والسلفيون: «إذن نحن أمام منطق علاقات القوى الصارم» و«يظل فرص بقاء المعسكر الحداثى أحد مجهولات الأسابيع والشهور المقبلة» وطرح «روجييه» هذه المرة سؤالين لم يجب هو عنهما: «هل سيختفى الليبراليون أم ينجحون فى أن يكون لهم ثقل فى الحياة السياسية المصرية؟» و«هل سيمتلئ ميدان التحرير من جديد ليفرض على الإخوان المسلمين ضرورة استجابتهم لمطالب القوى الليبرالية؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية