x

مقتدى الصدر.. كاريزما سياسية يتحول إلى «رمز» لشيعة الخليج

السبت 21-04-2012 20:11 | كتب: خالد عمر عبد الحليم |
تصوير : other

يعتبره الكثيرون «الرقم الأصعب» فى العراق، حيث يتمتع بعلاقات متميزة مع غالبية القوى السياسية الشيعية، ويحظى بدعم واضح من طهران، فى الوقت الذى يخضع فيه لإمرته قرابة 2 مليون شخص يشكلون «التيار الصدرى» و«جيش المهدى»، وهو ما دعا معارضين بحرينيين للقائه نهاية الأسبوع الماضى فى إيران، بعد أن أصبح «رمزاً» شيعياً لدى كثيرين، خاصة فى دول الخليج.

إنه مقتدى الصدر، الزعيم الشيعى، الذى درجت الوكالات والمواقع الأجنبية على وصفه بـ«الشاب» و«المتطرف»، لاتهامه بالضلوع فى أحداث عنف عديدة فى العراق، على الرغم من نفيه الدائم والمتكرر لهذا، بل كثيراً ما يُتهم بالضلوع فى أعمال إرهابية.

وتعرض «الصدر» خلال السنوات الأولى لحياته لاضطهاد من جانب النظام العراقى السابق، ولاسيما أنه الابن الرابع للزعيم الشيعى محمد محمد صادق الصدر، الذى كان يمثل أحد أهم أئمة الشيعة مع آية الله السيستانى، وأوكل إليه والده رئاسة تحرير مجلة «الهدى» وعمادة جامعة الصدر الإسلامية، قبل أن يتخلص صدام حسين من والده و2 من إخوته بالاغتيال فى فبراير 1999.

واتسع نفوذ الزعيم الشيعى مقتدى الصدر وأنصاره مع سقوط نظام صدام حسين عام 2003، خاصة مع اتخاذ «الصدر» موقفاً مختلفاً عن غالبية المرجعيات الشيعية التى سعت للتهدئة مع القوات الأمريكية، فى الوقت الذى سعى «الصدر» فيه إلى التصعيد واستخدام جيش المهدى ضد الأمريكيين، وهو ما دفع العديد من الرموز الشيعية لمحاولة التوسط بينه وبين الأمريكيين سعياً للوصول لهدنة. وشكل «الصدر» ميليشيات مسلحة أطلق عليها اسم «جيش المهدى»، واحتفلت ميليشيات الزعيم الشيعى بتخريج أول كتيبة فى البصرة يوم 6 أكتوبر2003، فى احتفال علنى كبير، على الرغم من أن «الصدر» لم يستخرج أى ترخيص من جانب الحكومة العراقية أو قوات الاحتلال الأمريكية، وهو ما اعتبره المراقبون بمثابة استعراض للقوة فى مواجهة حكام العراق الجدد.

وعلى الرغم من اتهامه من قبل كثيرين بمعاداة السنة إلا أن «الصدر» أقال العديد من أعضاء جيشه ممن ثبت تورطهم فى أعمال عنف طائفية ضد السنة، بل أعلن عداءه الصريح لكل من يقومون بهذه الأعمال، غير أن قادة من السنة العراقيين أكدوا أن تصريحات الصدر لا تتعدى كونها «تقية»، أى تجنباً للمصارحة بالحقيقة.

ولم يحصل «الصدر» حتى يومنا هذا على درجة «المجتهد» التى تؤهله ليتحول لرجل دين متكامل وفقا للشيعة، غير أنه يستمد سلطته الواسعة ونفوذه من «كاريزميته» التى تجعل منه زعيماً سياسياً أكثر منه دينياً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية