x

احتفالية إلكترونية في ذكرى رحيل «جاهين»

السبت 21-04-2012 17:31 | كتب: عزة مغازي |
تصوير : other

في ساعة مبكرة من صباح السبت، اختار «هيرماس فوزي»، الناشط السياسي، أن يلقي تحية الصباح على أصدقائه على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بفيديو لأغنية «شيكا بيكا»، للراحلة سعاد حسني، ومن كلمات صلاح جاهين.

في ذكرى وفاته السادسة والعشرين، استعاد محبو صلاح جاهين جوانبًا من حياته، ومن نجاحاته الفنية وانكساراته الشخصية التي ارتبطت بهزيمة الخامس من يونيو المعروفة بنكسة 67، وربط محبوه بين أشعاره وبين ما تمر به مصر حاليًا من ارتباك سياسي.

على شبكة «تويتر»، خصص محبو الشاعر الراحل وسمًا مجمعًا «هاشتاج» باسم جاهين، استعادوا فيه أبيات من شعره الوطني والعاطفي، وتشاركوا رسومًا كاريكاتورية أبدعها الراحل في مساحته اليومية، التى كان يرسمها بصحف عدة، آخرها «الأهرام» التي ظلت تنشر رسومه لعدة سنوات بعد وفاته عام 1986 في نفس المساحة على صفحتها الثامنة.

واحتلت مواهب صلاح جاهين المتعددة بين الشعر والرسم وتأليف الأغاني والكتابة الساخرة مئات التدوينات القصيرة على تويتر، واستحضر محبوه أشعاره ليسقطوها على الواقع المصري، وبين التفاؤل والتشاؤم توزعت مشاركات رواد «تويتر» الذين طغي عليهم استحضار أشعار «جاهين» المرتبطة بالهم السياسي والثورة والشأن العام.

ورغم أن جاهين كتب أشعاره وأغنياته لثورة 1952، التي آمن بها وكتب كثيرًا لها، إلا أن رواد الشبكات الاجتماعية، ومنهم الباحث عمرو عبدالعليم، وجدوا في قصائده القديمة المغناة أبياتًا صالحة للتعبير عن منحنيات الثورة الشعبية في الخامس والعشرين من يناير.

فتخير «عبدالعليم» بيتًا من قصيدة ثوار يقول فيها «جاهين»: «الشعب قام يسأل على حقوقه، والثورة زي النبض في عروقه، اللي النهاردة يحققه ويرضاه، هو اللي بكرة بهمته يفوقه».

ووجه المستخدم «علاء» رسالة لـ«جاهين» قال فيها: «افتقدت الثورة قلمك وريشتك وصوتك»، بينما قال «أحمد البحار» أنه استيقظ في ذكرى جاهين على صوت رباعياته التي لحنها صديقه الراحل «سيد مكاوي»، الذي تتزامن ذكرى وفاته مع ذكرى وفاة جاهين.

وذكّر مؤمن المحمدي متابعيه على «فيس بوك» بأغنية كتبها صلاح جاهين للمطرب الشعبي الشهير أحمد عدوية، في بادرة من جاهين، أثارت ضده استهجان النقاد، وعدها بعضهم دليلا على انهزامه الشخصي والفني بعد النكسة، وبعد سنوات صار عدوية يحتل لدى النقاد أنفسهم مكانة رفيعة باعتباره أحد رموز «زمن الفن الشعبي الجميل».

واستعاد قراء «جاهين» على «تويتر» مقطع «غضب حتحور» من ملحمته الشعرية «على اسم مصر»، التي كتبها على فراش المرض قبل الرحيل، يسرد صلاح جاهين في هذا المقطع أسطورة نهاية العالم في الديانة المصرية القديمة، حيث تتحول «حتحور»، آلهة الحب، إلى سخمت، آلهة الغضب والحرب، التي يتملكها الغضب فتحيل مياه النيل دمًا.

وركز مستخدمو «تويتر» على مقاطع غضب «حتحور» من مصر التي «كانت أصبحت وخلاص، تمثال بديع، أنفه في الطين غاص»، وتذبح حتحور المحبين «في عز القبل»، تهدم المعابد فوق رؤوس المنشدين، وتسقط الجبال فوق النحاتين، وتحرق المزارع ومعها الفلاحين.

ولم يكتفوا بذلك، بل استعادوا أيضا بكاء الآلهة المصرية القديمة ونقمتها على حال المصريين التي دفعتها للتساؤل: «وأقول ليه يا مصـر ولادك كـده، يا إمـا المذله يا يتـجبـروا، يا خوفـي يا فـرحة قـلوب الـعدا، ويا نـدمـي لو ما يتغيـروا». ووعيدها في قصيدة جاهين التي أودعها كل محبته لمصر ونقمته على حالها «يامصر اذكـري.. واحـذري».

واستعادت الشبكات الاجتماعية أشعار محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المولود في شبرا في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1930، والحامل لاسم «صلاح جاهين»، تذكرها أبناؤه وأهله ومحبوه في احتفالية الكترونية.. استعيدت أشعار العشق والوطنية والتأمل وكثير من أشعار الألم، لكن رغم سيطرة أشعار الغضب والألم ، فإن محبي «جاهين» لم ينسوا له في «الهاشتاج» الحامل لاسمه إنه قال في رباعياته «أحسن ما فيها العشق والمعشقة.. وشويتين الضحك والتريقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية