أكدت مصادر مطلعة في لندن أن وفد الإخوان المسلمين، الذي زار بريطانيا مؤخرا، عرض على لسان جهاد الحداد أحد قيادات الجماعة الذي رافق الوفد، خطة الجماعة لتسيير وزارات الدولة، في إطار ما يطلق عليه اسم «مشروع النهضة»، الذي يترأسه الحداد ويشرف عليه مرشح الرئاسة المستبعد خيرت الشاطر.
كانت الزيارة قد أثارت جدلا إعلاميا بعدما تردد عن لقاء الإخوان بمسؤولين بريطانيين حول استعادة الأموال المهربة، لاسيما وأنها تزامنت مع تفاقم الأزمة بين الإخوان والمجلس العسكري حول ترشيح الشاطر، آنذاك، لمنصب الرئيس، فضلا عن المفاوضات التي احتدمت حول سحب الثقة من الحكومة.
وقالت المصادر لـ«المصري اليوم» إن الحداد – خلال أحد لقاءات الوفد مع الجالية المصرية – قسم مشروع النهضة إلى 4 مراحل: المرحلة الأولى وتتم خلال 100 يوم من تشكيل حكومة وصفها بأنها «تعبر عن الشعب»، وخلال هذه الفترة ستقوم تلك الحكومة بمشروعات ونشاطات ستؤثر على حياة الناس واحتياجاتهم اليومية.
وأطلق الحداد على المرحلة الثانية اسم مرحلة «إطفاء الحرائق» التي توقع أن تستغرق ما بين عامين إلى 3 أعوام وأن تشهد اضطرابات وبروز لفلول النظام السابق. وقال إن تلك المرحلة ستتطلب أداءً حذرا. وأضاف الحداد أن الإخوان يجهزون حاليا لجانا من الخبراء، كل لجنة تضم ما بين 10 إلى 15 شخصا، سيتم وضع كل لجنة في وزارة، هذه اللجنة ستكون هي التي تسير الوزارة بصورة فعلية بعيدا عن هياكل الوزارات الحالية التي قال إنها تضخمت وتوسعت حتى أصبحت غير قادرة على العمل وتحولت إلى عبء على المصريين.
أما المرحلة الثالثة من مشروع النهضة، كما يراه الحداد، فهي البناء والصياغة التي سيتم خلالها وضع البنية التحتية وإنشاء مشروعات كبرى. وأوضح أن إجمالي مدة مشروع النهضة تستغرق 7 سنوات.
والمعروف أن فكرة مشروع النهضة يعود لعام 2003 عندما اتفق عدد من الشخصيات من داخل الجماعة وخارجها، مثل حامد عبدالماجد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذى كان يترأس القسم السياسي للإخوان سابقا، وأيمن طلبة المفكر ورجل الأعمال الإخوانى سابقا، وأستاذ العلوم السياسية حسين القزاز وهو مستشار سياسى لحزب «الحرية والعدالة» حاليا، على أهمية إيجاد محتوى لهذا المشروع.
وكان الشاطر يستضيف اجتماعات المجموعة التى كانت تعمل في المشروع بمكتبه فى مدينة نصر. وحسب أحد المشاركين فى المشروع، فقد كان المشروع آنذاك ينقسم إلى عدة مستويات، من بينها التأصيل المعرفي الذي كان يراجعه المفكر الراحل عبدالوهاب المسيري من خلال كتابة «دراسات حضارية عن كيفية قيام النهضة في الأمم»، ومن خلال مركز دراسات مصر لتوفير بيانات ومعلومات عن البلد وتحليلها ومركز تدريب كوادر لخدمة المشروع.
وظلت المجموعة التى ضمت نحو 15 شخصا تعمل منذ 2003 بشكل منتظم وتجتمع فى مكتب الشاطر حتى القبض عليه عام 2006. وبعد سجنه توقفت المجموعة عن الاجتماع في مصر، وكانوا يلتقون كل شهرين في دول بالخليج.
وجاءت زيارة وفد الإخوان، الذي ضم جمعة أمين، نائب رئيس المرشد، وهو مؤرخ الجماعة وأحد كبار منظريها، إلى لندن في إطار جولات لعدد من عواصم العالم الرئيسية شملت الولايات المتحدة الأمريكية.
