واصلت بعض الصحف الأجنبية الصادرة الأربعاء اهتمامها بتحليل الوضع السياسى فى البلاد بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باستبعاد شخصيات سياسية بارزة من السباق، وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة سابقاً، والمهندس خيرت الشاطر، والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وتوقعت الصحف نشوب «ثورة ثانية» فى الأيام المقبلة يقف الإسلاميون فى صفوفها الأولى، فيما رصدت صحف بريطانية تصاعد «حدة الصراع» بين المجلس العسكرى والإسلاميين.
ووصفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية الصراع بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين بأنه يشبه «صراع الملاكمين بالضربات القاضية»، مشيرةً إلى أن استبعاد لجنة الانتخابات الرئاسية، التى عينها العسكرى، للشاطر، من الممكن أن يُنهى «مرحلة الحذر بين الطرفين».
وأكدت الصحيفة أن الشعب المصرى، وجماعة الإخوان المسلمين، لن يتأثروا بقرار استبعاد سليمان، موضحةً أن الجميع يدرك جيداً أن المجلس العسكرى كان يعلم أن سليمان لن يفوز، وأن قادة المجلس العسكرى دفعوا بترشحه ثم أوقفوه لكى يطهروا «عادلين»، ولكن هدفهم الحقيقى هو خروج «الشاطر» و«أبوإسماعيل»، لأنهما «شخصيات كاريزمية قادرة على تعبئة الناخبين» - حسب الصحيفة.
ورجحت الصحيفة أن القرار النهائى للجنة العليا للانتخابات باستبعاد المرشحين الثلاثة، الأقوى والأبرز على الساحة السياسية، من سباق الرئاسة يضع مصر على حافة ثورة ثانية يقف الإسلاميون فى صفوفها الأولى، موضحةً أن بوادر قيام ثورة ثانية فى مصر بدأت بهتاف «أبوإسماعيل» ومئات من مؤيديه بالاعتصام أمام مقر لجنة الانتخابات مرددين «الله أكبر» وسط اشتباكات خفيفة مع الشرطة.
فيما رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه وفقاً لعدد من النقاد، فإن قادة العسكرى تأخروا فى عملية الانتقال إلى حكم ديمقراطى طوال الـ15 شهراً الماضية، مضيفةً أن البعض يعزو ذلك إلى «عدم الكفاءة»، فى حين يقول آخرون إن الجنرالات يحاولون عرقلة عملية الانتقال الحقيقى إلى الديمقراطية.
فيما أكدت مجلة «ذا آتلانتيك» الأمريكية أنه لا يستطيع شخص واحد فى مصر شرح قواعد أهم مرحلتين لابد أن تمر بهما البلاد للابتعاد عن السلطوية، وهما عملية اختيار الرئيس الجديد، وصياغة الدستور الجديد.
ومن جهتها، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن تصريحات «الشاطر» ضد المجلس العسكرى تشير إلى مستوى جديد من الصراع المتصاعد بين الإسلاميين والمجلس العسكرى، والتى وصفتهما الصحيفة بأنهما «أكبر قوى سياسية فى البلاد» منذ تنحى حسنى مبارك، الرئيس السابق، مضيفةً أن حدة التوتر بين الطرفين وضعت عملية الانتقال الديمقراطى «فى موضع شك».