x

ضحايا النظام السابق: الأول ربط نفسه فى عامود والثانى حاول الانتحار.. والثالث انتحر

الأربعاء 18-04-2012 19:42 | كتب: حمدي جمعة, غادة عبد الحافظ, جمال نوفل, عمر الشيخ |
تصوير : other

 

فى لحظة واحدة وفى أماكن مختلفة، أطلق الثلاثة صرخة ألم تسبب فيها النظام السابق، لم تكن الثورة ولا مشاهد مبارك ورموز نظامه خلف القضبان كافية لإشفاء غليلهم، لأنها ببساطة لم تحل مشكلاتهم.

لم يتفق أى منهم مع الآخر على طريقة التعبير عن الغضب، التى وصلت لانتحار أحدهم، ومحاولة انتحار الثانى، وتصرف الثالث بطريقة تعبر عن شدة غضبه ويأسه، ولكن الثلاثة اتفقوا على رأى واحد «الله يلعن أبو النظام السابق».

هشام حسنى، مواطن تجاوز عمره الخمسين، ربط نفسه بحبل فى عامود إنارة أمام محافظة الدقهلية – محل إقامته - عسى أن يفهم المحافظ أنه يشعر بالتكتيف والعجز عن أخذ حقه، بعد أن صدر له قرار يعيد إليه حقه، ومع ذلك لم ينفذ.

قصة هشام مع العامود، بدأت من الدور الإدارى، الذى لا يملك غيره فى أحد المبانى بالمنصورة، الذى أغلقه عضو فى الحزب الوطنى المنحل بلافتة دعاية لمحل الحلويات الذى يمتلكه فى الدور الأرضى للمبنى.

تقدم هشام بشكاوى عديدة للمحافظة ضد مخالفة عضو الوطنى، وبعد عام كامل من الشكوى صدر له قرار بإزالة الدعاية التى تؤذيه فى عمله، وذلك فى 13 نوفمبر 2011، لكن القرار لم ينفذ حتى الآن بسبب علاقات عضو الحزب المنحل – على حد قول هشام، ويضيف: «بدلاً من أن ينصفنى المحافظ، منعنى من الدخول عشان كده قررت أربط نفسى فى العامود وهافضل كده لحد ما يحل مشكلتى».

لم يستطع حسام محمد «22 سنة»، الحاصل على دبلوم تجارة، أن يحتمل رحلة شقاء مع مسؤول للحصول على حقه فى التوظيف، ولم يكن مثل هشام، الذى حاول كثيراً حتى انتهى به الأمر لربط نفسه فى العامود، فبعد أن قابل محافظ بنى سويف – محل إقامته - وسمع من المحافظ جملة «سيب بياناتك وهنبقى نكلمك»، توجه مباشرة لنافذة مكتبه فى محاولة منه لإلقاء نفسه منها. تحمل حسام سنوات البطالة، لأن والده كان يعول الأسرة، لكنه فوجئ بالكارثة التى يواجهها بمجرد وفاة والده منذ أشهر، بحث حسام فى صمت عن وظيفة منذ وفاة والده حتى صباح الاربعاء، فبعدما قضى هو وإخوته ووالدته يوما كامل دون طعام، لم يدر حسام بحاله إلا أمام باب المحافظ، ليطلب منه توفير وظيفة له، وعندما طلب منه المحافظ أن يترك أوراقه فى مكتبه لحين توفير فرصة عمل مناسبة له، تأكد حسام أنه سيقضى ليلة ثانية من الجوع، فقرر أن ينتحر أو أن يهدد بالانتحار، على الأقل، لعل المحافظ يفهم مدى حاجته.

وهو ما دعا المحافظ لاستدعاء العميد أحمد زكى رأفت، سكرتير عام مساعد المحافظة، لتوفير كشك حلوى ومثلجات لأسرة حسام، على أن تتكفل المحافظة بنفقات الكشك.

وبينما استطاع محافظ بنى سويف أن يلحق بحسام فى اللحظة الأخيرة، لم يستطع حامد فاروق، أحد ركاب معدية قناة السويس ببورسعيد، من اللحاق بالراكب الذى ألقى بنفسه فى قناة السويس، فلم يستطع أن يعرف حتى اسمه أو مشكلته، فقط سمعه يسب الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فبينما كان يلتفت حامد ناحية مؤخرة المعدية، وجد رجلاً فى العقد الرابع من عمره يعتلى مؤخرة المعدية ويسب مبارك، ثم يقفز فى القناة، ولم يخرج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية