وصفت صحيفة " جارديان" البريطانية المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر أمس والتي انتهت بفوز المنتخب الجزائري بأنها كانت " اختبار صارما " لوحدة العرب.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير لها ، والذي بثه موقع الصحيفة عقب انتهاء المباراة أن الوحدة العربية واجهت " اختبارا صعبا " لايعود إلي الانقسام العربي حول إسرائيل أو القضية العراقية أو باقي قضايا الشرق الأوسط وإنما سببه " المعركة " بين المنتخبين المصري والجزائري في المباراة المؤهلة لكأس العالم.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من دعم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للنضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، وما مثلته ثورة 1952 من مصدر الهام للثورة الجزائرية، إلا أن الأمر لا يشكل فرقا بالنسبة للمشجعين الذين تجاهلوا ما تفعله "حكوماتهم الاستبدادية" وانساقوا وراء رومانسية اللعبة وكـأنها مجال للتضحية والفداء" وفقا لما وصفه المراقبون العرب.
ورصدت «جارديان» احتقان وسائل الإعلام والصحف الرياضية المصرية والجزائرية خلال الأسابيع الماضية ، قائلة: " الجزائريون أهانوا مصر لاقامتها سلام مع إسرائيل ، والمصريون عايروا الجزائريين بأنهم ذبحوا بعضهم البعض في الحرب الأهلية عام 1990 بما يؤجج الانقسامات العربية".
وأشارت الصحيفة إلي أن "التشاحن" بين مصر وجارتها الجزائرية أمر ليس جديدا، ففي عام 1989 عندما وصلت مصر والجزائر إلي تصفيات كأس العالم ، فقأ لاعب جزائري عين طبيب المنتخب المصري بزجاجة مكسورة لأن مصر حرمتها من التأهل، لافتة إلي أنه حتي قبيل نتيجة المباراة لم تكن مصر تأهلت منذ 1989 ولا الجزائر منذ عام 1986
ونقلت الصحيفة عن الكاتب اللبناني «جهاد الخازن»، دعوته بضرورة حديث الرئيسين المصري والجزائري حول هذا التشاحن، وقوله إن لقاء الرؤساء لابد أن يكون عن القضايا المتعلقة بالأمة وليس مباراة كرم قدم، وأنه تم استغلال هذه المباراة لصرف انتباه الشعوب عن قضاياها الحقيقية" ، مضيفا أن مصر بما تملكه من مكانة وقيادة سياسية ، والجزائر بلد المليون شهيد عليهما أن ينسقا جهودهما للدفاع من أجل المسجد الأقصى في القدس، وليس لجنون الجماهير المصرية والجزائرية"
