الزمالك «يتسول» تكاليف رحلة السفر إلى المغرب

أنقذ أحد رجال الأعمال ومالك شركة سياحية كبرى مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة ممدوح عباس بالتبرع بثمن تذاكر سفر بعثة الفريق الكروى الأول، التى ستطير إلى المغرب يوم الأربعاء المقبل لمواجهة الفاسى المغربى السبت بعد المقبل فى ذهاب دور الـ32 لدورى رابطة الأبطال الأفريقية بعد فشل المجلس فى توفير ثمنها بسبب الأزمة المالية.

ووفقاً لعضو مجلس إدارة- رفض ذكر اسمه- فإن صاحب الشركة نفسه تحمل جزءاً من مستحقات سفر الفريق إلى كوت ديفوار لملاقاة أفريكا سبور، لعدم وجود سيولة مالية بالنادى، مشيراً إلى أن رحلة السفر إلى كوت ديفوار تكلفت ما يزيد على 350 ألف جنيه شملت تذاكر الطيران ومصروف جيب اللاعبين، وكشف عضو المجلس أن خزاينة النادى ليس بها سوى 200 ألف جنيه، وهو ما يدفع النادى للاعتماد على الإعانات الخارجية لحين حدوث انفراجة فى الأزمة المالية، وهو ما أثار استياء أعضاء النادى ورموزه، الذين اتهموا مجلس الإدارة بالتسول من أجل سداد مستحقات النادى، خلافاً لوعودهم الوردية بإنهاء الأزمة المالية عند عودتهم لتولى المسؤولية، فيما طالب اللاعبون القدامى، الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة واللاعبين بالتنازل عن جزء من مستحقاتهم أسوة بما حدث فى الأهلى والاتحاد السكندرى وسموحة وأندية أخرى للإسهام فى حل الأزمة المالية.

واشترط فاروق جعفر، المدير الفنى لطلائع الجيش، موافقة الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة واللاعبين على تخفيض الرواتب، وقال: لا يجوز إجبارهم على ذلك، حتى لا يخالف النادى تعليمات الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وأضاف: على مجلس الإدارة مفاتحة اللاعبين فى هذا الأمر، والاتفاق معهم بالتراضى، ومن حق اللاعبين والجهاز الفنى الموافقة أو الرفض على تخفيض الرواتب، وقال: لو كنت مكان حسن شحاتة لتنازلت عن جزء من المستحقات المالية إذا طلب منى مجلس الإدارة ذلك، وأضاف: لو أن المجلس طلب من شحاتة هذا الأمر، فإنه سيوافق على الفور لأنه ابن النادى، ونفس الحال بالنسبة لإسماعيل يوسف وأيمن طاهر.

وقال جمال عبدالحميد، نجم الزمالك السابق، المدير الفنى للسكة الحديد، حالياً: لو أننى كنت المدير الفنى وأتقاضى 250 ألف جنيه لتبرعت به لانتشال النادى من أزمته المالية والمساهمة فى تذليل أى عقبة أمام مسيرة الفريق فى البطولة الأفريقية، وأضاف: «إذا لم يقف أبناء النادى بجوار ناديهم فى محنته فمن سيقوم بهذا الدور؟!».

وقال: أتمنى أن يتبرع لاعبو الزمالك لناديهم، ويتنازلوا عن نسبة من عقودهم، للمساهمة فى تخطى هذه العقبة، وهذا إجراء منطقى فرضته الظروف الراهنة، واعتبر جمال عبدالحميد هذا الأمر اختياراً بالنسبة اللاعبين، وليس فرضاً أو إجباراً عليهم، فهم أصحاب القرار الأول والأخير فى التبرع للنادى من عدمه، وفى الوقت نفسه أبدى اندهاش واستغرابه من قيام بعض لاعبى الزمالك بالتبرع للنادى الأهلى لصالح أسر شهداء مذبحة بورسعيد، فى حين أن أحدهم لم يفكر مجرد التفكير فى التبرع لناديه ومصدر رزقه، بل على العكس دائماً ما نجدهم يطالبون بمستحقاتهم ومكافآتهم حتى فى حالة الهزائم.

وقال جمال عبدالحميد: إنه لا يلوم اللاعبين على موقفهم السلبى من عدم الوقوف مع النادى فى محنته وأزمته المالية، وإنما يلقى باللوم كله على مجلس الإدارة، الذى لا يحاسب هؤلاء اللاعبين على إخفاقاتهم، بل العكس نجده دائما ما يكافئهم عند الهزائم والخروج من البطولات، وقال: أنصح المجلس الحالى بفرض بنود على اللاعبين والجهاز الفنى بخصم 25٪ مثلا من قيمة عقودهم إذا لم يصلوا لدورى المجموعات بالبطولة الأفريقية أو خصم 15٪ من قيمة عقودهم فى حالة عدم فوزهم باللقب، مؤكداً أن مجلس الإدارة بهذه الطريقة سيضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية سيحث اللاعبين على الفوز وتحقيق البطولات، ومن ناحية أخرى سيوفر مبالغ مالية كبيرة فى حالة الإخفاق.

وقال اللواء صبرى سراج، عضو مجلس الإدارة، لا يمكن للمجلس أن يجبر أى لاعب على التنازل عن جزء من مستحقاته، خاصة أن العقد شريعة المتعاقدين، كما أن الاتحاد الدولى حذر الأندية من المساس بمستحقات اللاعبين السنوية تحت أى ظروف، مشيراً إلى أن الزمالك أكد التزامه بالعقود، أملاً فى تركيز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وأشار «سراج» إلى أن الأزمة المالية التى يمر بها النادى عارضة ومسألة وقت، خاصة أن النادى لديه موارد للدخل ستنعش خزانته بالملايين. وأكد أن تنازل اللاعب عن جزء من مستحقاته مسألة شخصية ولا يمكن إجبار أحد عليه، وأشاد بالجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة، واللاعبين وتقديرهم للأزمة المالية وعدم إثارة أى مشكلة.