أحيا الفلسطينيون في الوطن والشتات يوم الأسير الفلسطيني في ظل توتر كبير في سجون الاحتلالـ جراء استمرار مصلحة السجون في إجراءاتها القمعية بحق الأسرى.
وخلال اعتصام جماهيري وسط مدينة رام الله، أكد المجتمعون ضرورة العمل الجاد والفوري لنصرة الأسرى والعمل على الإفراج عنهم، في وقت أعلن فيه أكثر من 2600 أسيرا إضرابهم عن الطعام.
وواصل المشاركون في الاعتصام فعالياتهم أمام سجن «عوفر» العسكري، لإسماع الأسرى صوتهم عبر نوافذ الزنازين لإيصال رسالتهم التضامنية لهم، وتحول الاعتصام إلى مواجهات عنيفة بين الشبان والجنود الذين أطلقوا القنابل الغاز باتجاههم.
وفي تصريح خاص لـ «المصري اليوم»، قال مدير مركز «أحرار» لشؤون الأسرى، فؤاد الخفش، أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال باتت سيئة للغاية، وأن سلطات الاحتلال تستفرد بالأسرى في ظل حالة الانشغال العربي بما يجري في بلادهم، والانقسام الفلسطيني.
وطالب الخفش بتحرك شعبي عاجل لنصرة الأسرى وخطواتهم التصعيدية، ومعركتهم العادلة تجاه ما يقوم به الاحتلال من محاولات قتل الروح المعنوية للأسرى. وأضاف أن معاناه الأسرى تبدأ منذ اللحظة الأولى لاعتقاله حيث يقوم الجنود بتكبيله واقتياده شبه عار إلى الاحتجاز، فضلا عن إخضاعه للتحقيق لفترات طويلة و تعريضه للتعذيب الجسدي والنفسي، ومنعه من الزيارات.
وطالب أهالي الأسرى المشاركين في الاعتصام القيادة الفلسطينية بوضع قضية أبنائهم على سلم أولوياتهم، والعمل على إطلاق سراحهم. وفي حديث لـ «المصري اليوم»، قالت أم الأسير ناصر حميد، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ عام 2002 هو وأشقاؤه الـ 3 أن رسالتها لكل العالم بالتحرك لنصرة الأسرى الذين بدؤوا اليوم إضرابهم عن الطعام.
وقالت أم ناصر أن وضع أبنائها في السجون سئ للغاية، إذ يمنعون من رؤية بعضهم البعض، إلى جانب منعها ووالدهم من زيارتهم منذ اكثر من عامين. وأشارت إلى ان أبنائها الـ 4 الموجودين حاليا في سجون الاحتلال يقضون أحكاما بالسجن المؤبد مدى الحياة.
واستنكرت أم ناصر لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، اليوم، معتبره أن ذك يعتبر إهانة لكافة الأسرى و نضالاتهم، و تابعت: «كان على جميع القادة التواجد معنا ومساندتنا في هذا اليوم».
وأم ناصر والدة لـ 8 أسرى وشهيد، تحرر منهم 4 وبقي 4 في سجون الاحتلال. وتقول «رزقني الله 9 شبان، وككل الأمهات كنت أحلم بأن أفرح بهم وأعلمهم وأزوجهم، لكن عوضا عن ذلك قضيت حياتي منذ الانتفاضة الأولى متنقلة في السجون لزيارتهم».
ولم تتوقف الاعتقالات الإسرائيلية منذ اليوم الأول لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، حيث طالت كافة شرائح المجتمع الفلسطيني من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، حتى تحولت السجون رمزا لنضالهم و صمودهم و عنوان المواجهة الأول مع الاحتلال.
وفي تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى، عشية يوم الأسير الفلسطيني، تبين أن إسرائيل اعتقلت 800 ألف فلسطيني منذ عام 67 وحتى اليوم، ما يشكل 25% من مجموع الشعب الفلسطيني. وقال التقرير إن مجمل أعداد الأسرى في سجون الاحتلال 4610 أسيرا، بينهم 322 إداريا، و6 أسيرات، 203 من الأطفال، و27 عضوا في المجلس التشريعي، و153 من القدس، و 192 من فلسطيني الداخل 48، و456 من غزة.
ويتوزع الأسرى، حسب فترات أحكامهم، إلى 527 أسيرا يقضون حكما مدى الحياة، و449 محكومين بأكثر من 20 سنة، و23 قضوا أكثر من 25 عاما في الأسر، و52 قضوا أكثر من 20 عاما في المعتقلات.