قال سيرجي برين، أحد مؤسسي شركة جوجل في مقابلة نشرتها «جارديان» البريطانية، الإثنين: إن مبادئ الانفتاح وعالمية الاستخدام التي تقوم عليها خدمات الإنترنت منذ تأسيسها قبل ثلاثين عامًا، باتت تواجه أكبر معوقاتها على الإطلاق، مع الجهود المتزايدة للحكومات لفرض الرقابة على الاتصالات وبخاصة الإنترنت.
وحذر «برين» مما سماها «القوي كبيرة النفوذ» التي تسعى لتقييد حرية تداول المعلومات عبر الإنترنت لأغراض اقتصادية وسياسية، ومنها الشركات الكبرى في صناعة الترفيه كالسينما والإنتاج الموسيقي، في إشارة لمشروعي قانونين لإغلاق ومعاقبة مواقع إتاحة الإبداع، والمعروفين بقانوني «السوبا والبيبا».
وامتدادًا لسلسة التصريحات الهجومية المتبادلة بين مؤسسي «جوجل»، ومارك زكربيرج، مؤسس شبكة «فيس بوك» واصل «برين» في حواره مع «جارديان» هجومه على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر، واصفًا إياها بـ«الحديقة المسورة المغلقة».
وعدها سيرجي براين، واحدة من أهم أسباب تقييد حرية الإنترنت، عبر فرضها لبرمجيات محددة من أجل التعامل معها والإضافة إليها، وضم معها شركة «أبل» التي تحدد برمجيات وأجهزة بعينها للتعامل مع خدماتها المقدمة عبر الإنترنت.
ووصفت الجارديان سيرجي برين بـ«القوة الدافعة» خلف انسحاب شركة «جوجل» جزئيًا من الصين قبل عامين، «نظرًا للقيود التي تفرضها الحكومة الصينية على تداول المعلومات على الإنترنت، وتدخلها لحجب المعلومات عن مواطنيها لإبقائهم تحت السيطرة».
واعترف برين لجارديان، أنه كان مخطئًا عندما أعلن قبل خمس سنوات أن الدول التي تقيد حرية الإنترنت مثل الصين لن تتمكن من مواصلة ذلك لمدة طويلة، وقال «ظننت أنه لا يمكن لأي قوة إعادة المارد للزجاجة، ولكن يبدو أن مناطق معينة في العالم تمكنت من إنجاز هذه المهمة بالفعل».
وأعرب سيرجي برين، عن قلقه من القيود التي تفرضها دول مثل السعودية والصين وإيران على حرية مواطنيها في المعرفة واستخدام الإنترنت ووسائل الاتصال المختلفة، مضيفًا أن خدمات مثل «فيس بوك» و«أبل» ستخنق الإبداع و«تبلقن» الإنترنت، أي تحوله إلى بلقان جديدة تميز بين المستخدمين عرقيًا، كما أنها تفرض الكثير من القيود على حرية التصفح.
وأضاف سيرجي، متحدثاً عن «فيس بوك»: «نحن نلعب بقواعدهم، والسبب في نجاح (جوجل) أنها جاءت إلى العالم قبل اختراع (فيس بوك)»، مؤكدًا أن بيئة الإنترنت المفتوحة التي سبقت «فيس بوك» هي ما أدت إلى تطوير الخدمات ومحركات البحث المفتوحة، لكن «فيس بوك» «تلك الشبكة المنغلقة على ذاتها» بدلت قواعد الإبداع والبرمجة على الإنترنت.