x

المفكر الإسلامي حمدي زقزوق.. فقيد العلم والحوار الهادئ (بروفايل)

الخميس 02-04-2020 05:49 | كتب: وكالات |
الندوة التحضيرية لمؤتمر «التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية»،  22 أبريل 2015 - صورة أرشيفية الندوة التحضيرية لمؤتمر «التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية»، 22 أبريل 2015 - صورة أرشيفية تصوير : إسلام فاروق

فقدت مصر والعالم الإسلامي واحدًا من كبار العلماء الذين وهبوا حياتهم للعلم وقضاء حاجات الناس ومن كان له باع كبير في الحوار بين الأديان ومحاولة إنقاذ العالم من براثن الحروب والخراب والدمار بفكره الوسطي المعتدل، كما كان من الذين ساهموا بإخلاص في بيت العائلة المصرية ومحاولات الصلح التي يقوم بها الأزهر الشريف بين أبناء الوطن بنسيجه الاجتماعي الواحد.

وسوف تترك وفاة العالم الجليل والمفكر الإسلامي الكبير فضيلة الدكتور الراحل محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجلس حكماء المسلمين، ووزير الأوقاف الأسبق عن عمر ناهز 87 عامًا، فراغًا كبيرًا في العلم والمجامع العلمية والبحثية والفقهية في ما تحتاجه من سكينة وهدوء وبحث وتحليل وتمحيص بعقلية وسطية مستنيرة تجمع بين الأصالة والحداثة مما أحدث نوعًا من الفكر الديني المستنير، وهو ما انعكس جيدًا على مكتبة الأوقاف التي جعلها مقصدًا ومنهلًا مهمًا لطلاب العلم والعلماء سواء خلال فترة توليه إدارتها والإشراف عليها أو وهو في منصبه وزيرًا للأوقاف.

ولد الراحل الدكتور محمود حمدي زقزوق في ديسمبر عام 1933، بقرية الضهرية التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وبدأ نبوغه الفكري في سن 17 عامًا، وتطوع للدفاع عن الوطن ضد العدوان الثلاثي وهو في عامه الجامعي الأول، ثم كان الأول في مسابقة إيفاد أعلنها الأزهر، وسافر منها إلى ألمانيا في عام 1962م، وأثبت نبوغه ورقي فكره، فعاد إلى مصر مدرسًا في أصول الدين بالأزهر، ثم نائبًا لرئيس الجامعة، ثم وزيرا للأوقاف 15 عامًا، كما شغل العديد من المناصب، فظل بعلمه وقلمه مفكرًا وفقيهًا ومتكلمًا وفيلسوفًا.

واستطاع زقزوق خلال رحلة عمره نيل العديد من الدرجات العلمية هي: الإجازة العالمية من كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1959، والشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1960.

ثم حصل الراحل على دكتوراه الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا عام 1968، ثم عين مدرسا للفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1969، وعمل أستاذ مساعد- عام 1974، كما عمل أستاذا عام 1979، وبعدها عمل وكيلاً لكلية أصول الدين بالقاهرة ورئيس قسم الفلسفة والعقيدة (1978- 1980)، وعميداً لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في الفترة من عام (1987وحتى 1989)، ومن عام (1991حتى 1995) ثم نائبا لرئيس جامعة الأزهر عام 1995، إلى أن تم اختياره وزيرا للأوقاف عام 1996، كما تم اختياره عضوا بهيئة كبار العلماء، ورئيسا للجنة الحوار بالأزهر وأمينا عاما لبيت العائلة المصرية.

كما شارك الراحل في العديد من المؤتمرات الدولية الهامة منها المؤتمر الدولي للعلاقات الثقافية في مدينة بون بألمانيا عام 1980، والمؤتمر السنوي للجمعية الدولية لتاريخ الأديان بجامعة هامبورغ بألمانيا عام 1988، مؤتمر دار حضارات العالم في برلين بألمانيا عن الاتجاهات الإسلامية المعاصرة عام 1991، ومؤتمر مركز أبحاث الحوار(حريصا)- لبنان عام 1995.

واختير الراحل في العديد من الهيئات الكبرى في مصر؛ ومنها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، وعضو المجلس الأعلى للأزهر، وعضو اتحاد الكتاب، كما تم اختياره رئيسا لمجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية، ومقررا للجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة في قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس الأمناء بالجامعة الألمانية بمصر، وله العديد من المؤلفات الهامة؛ منها المنهج الفلسفي بين الغزالى وديكارت، الكويت، عام 1983، والإسلام في تصورات الغرب، القاهرة، عام 1987، ومقدمة في علم الأخلاق، القاهرة، عام 1993، ودراسات في الفلسفة الحديثة، القاهرة، عام 1993، تمهيد للفلسفة، القاهرة، عام 1994، ومقدمة في الفلسفة الإسلامية، والإسلام في مرآة الفكر الغربي، القاهرة، عام 1994، والدين والحضارة، القاهرة، عام 1996، والدين والفلسفة والتنوير، القاهرة، عام 1996.

وحصل الراحل على عدة جوائز والأوسمة؛ منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة- عام 1997، كما قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في نهاية يناير الماضي، بتكريمه في مؤتمر تجديد الفكر الديني الذي عقده الأزهر الشريف، تقديرًا لجهوده في تجديد الفكر الإسلامي، وتعزيز السِّلم، ونشر سماحة الإسلام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية