x

في منزلنا كورونا.. أم مصرية تروي كيفية محاصرة الفيروس مع ابنها المصاب

من مرسى علم إلى غرفة داخل منطقة السلخانة بالفيوم.. قصة عزل منزلي
الأربعاء 01-04-2020 12:35 | كتب: محمد فرغلى |
حجر صحي داخل إحدى القرى - صورة أرشيفية حجر صحي داخل إحدى القرى - صورة أرشيفية تصوير : محمد السعيد

سجلت محافظة الفيوم أول إصابة بفيروس «كورونا» المستجد بعدما ثبتت إيجابية التحاليل المعملية للفيروس بالعينة المسحوبة من أحد العائدين من العمل بقطاع السياحة بمرسى علم.

أكد الدكتور أحمد رشوان، أخصائي العناية المركزة بمستشفى الفيوم العام، أحد المشاركين في الفريق الطبي لمتابعة كورونا، أن الفيوم سجلت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لشخص يدعى «محمود.أ»، مشيرًا إلى أنه «توجه إلى مستشفى الحميات في 19 مارس، وتبين أنه كان مخالطًا لحالة إيجابية أثناء عمله في قطاع السياحة بمرسى علم قبل عودته إلى منزله بمنطقة السلخانة مدينة الفيوم.

وردت نتائج الفحوصات المعملية للعينة المسحوبة منه بتاريخ 24 مارس الثلاثاء الماضي، وأكدت إيجابية الإصابة بالفيروس، وتم نقله للعلاج بمستشفى 15 مايو.

بكلمات بسيطة تروي أم المصاب الأول بفيروس كورونا في الفيوم معايشتها أيام الحجر المنزلي الخمس، ورعاية أكبر أبنائها داخل غرفة في منزل بنهاية شارع برج العرب بمنطقة السلخانة إحدى أكبر المناطق الشعبية في مدينة الفيوم.

تقول الأم «نادية» لـ«المصري اليوم»، إن «ابني عمل التحاليل في مستشفى الحميات في نفس اليوم اللي وصل فيه، ورجع البيت وعزل نفسه في غرفة جوه في الداخل»، واصفة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها للنجاة بأفراد أسرتها من العدوى قائلة: «الله أكبر.. ابني كان عازل نفسه وقاعد في غرفته جوه وقافل الباب على نفسه مبيخرجش منها.. كنت أقوم بتجهيز الطعام وتوصيله حتى باب غرفته، وبعد الأكل كان يقوم بغسل الأطباق وتعقيمها وتعقيم الغرفة».

الأسرة التي تعيش بمنطقة شعبية لها عادات وتقاليد في حياتها اليومية، يتبادل المقيمين فيها الزيارات ويشارك كل منهم الآخر المناسبات، ويتصافحون بالأيدي ويتعانقوا في كل لقاء، فرضت على نفسها نظام مخالف لهذه العادات داخل وخارج المنزل التزم أفرادها العزل وتعقيم غرف معيشتهم والغسل بالماء والصابون حتى تمكنوا من محاصرة الفيروس وتجنب نقل العدوى إليهم.

وتابعت الأم: «النظافة والغسيل بالماء والصابون والتطهير والتعقيم، والواحد يكون في حاله ميتخلطش بحد، يبقى إن شاء الله مفيش غير السلامة، واحنا عملنا كده، والحمد لله أصل احنا بابنا مقفول علينا كده وفي حالنا تمامًا».

كان الحرص متبادل بين أفراد الأسرة، كل منهم حريص على الآخرين حرصه على نفسه، حيث ظل الابن المصاب يُطبّق الحجر المنزلي بحرص شديد، ملتزمًا بعدم الخروج من غرفة الحجر الخاصة به، لم يختلط بأفراد أسرته، نفس الإجراء اتبعه أفراد الأسرة مع بعضهم، وتجنبوا الاختلاط مع الجيران «طول فترة العزل ابني جوه، وباب غرفته مقفول عليه، وإحنا بابنا مقفول علينا لا نروح عند حد ولا حد ييجي عندنا»، بحسب كلام الأم.

تُضيف الأم قائلة: «الحمد الله إحنا كويسين، ونتائج التحاليل اللي عملوها لينا بتوع الصحة جاءت سلبية، بلغونا إمبارح، ومحمود الحمد لله كويس بفضل الله، وإن شاء الله يجي بالسلامة، ونشوف له عروسة ونفرح بيه بإذن الله«.

«مفيش عدو للبني آدم إلا المرض».. هكذا قالت «أم محمود» مبتهلة إلى الله بالدعاء: «ربنا يشيل الغمة دي عن الناس كلها يا رب.. وربنا يرفع عنا في الأيام المفترجة دي شهر شعبان وشهر رمضان».

وصلت أسرة المصاب الأول إلى بر النجاة، فاستطاعوا محاصرة الفيروس، وتجنب العدوى التي لم يفصلها عن غرف معيشتهم سوى أمتار قليلة من غرفة عزل المصاب، فجاءت نتائج الفحوصات المعملية للمسحات المسحوبة منهم جميعها سلبية، وفق الدكتور أحمد رشوان، أحد أفراد الطاقم الطبي المتابع لحالات فيروس كورونا.

من جانبها، قالت الدكتورة آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، لـ«المصري اليوم»، إن «المصاب كويس، وأسرته بخير، وكله تحت السيطرة«، مشيرة إلى أن»الأسرة والمخالطين تعاملنا معهم، وأخذنا منهم عينات، وعملنا لهم عزل ذاتي داخل المنزل، لعدم وجود أي أعراض عليهم وكلهم كويسين».

وطالبت «هاشم» مديرية الصحة بالتعاون في رصد العائدين من دول أوروبا أو من العمرة أو من العاملين في قطاع السياحة وكل من له اختلط مع الأجانب، مضيفة: «إحنا معانا أسماء الناس اللي بتيجي من بره مصر، إنما الأسماء اللي بتيجي من المحافظات التانية احنا منعرفهمش«، حسب قولها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية