خيَّمت أجواء من القلق علي ختام الاجتماعات التي ضمت خبراء ومسؤولين من وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية بمصر والسودان بالعاصمة الخرطوم، الأربعاء والخميس، بعدما سيطرت أجواء الحرب علي العلاقات بين السودان ودولة الجنوب، إثر سيطرة الجنوبيين علي منطقة «هجليج» النفطية التابعة لدولة السودان.
وأكدت مصادر سودانية رفيعة المستوي، أن مصر لديها فرصة تاريخية للوساطة بين طرفي النزاع، لتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث، محذرين من أن انشغال مصر عن الأحداث الجارية بدول حوض النيل يشكل تهديدًا للمصالح المصرية والمائية.
ترأس الوفد المصري المهندس محمد رضا إسماعيل، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وعن الجانب السوداني وزيري الزراعة والثروة الحيوانية، وعقد إسماعيل محادثات مكثفة ولقاءات ثنائية بالعاصمة السودانية الخرطوم مع وزراء التجارة والصناعة والتعاون الدولي والثروة الحيوانية، بالإضافة إلي لقائه وزير الزراعة والري، أعقبها غذاء عمل بمنزل السفير المصري بالسودان.
وأكد رضا أن مصر ستتعرض لأزمة نقص في المعروض من اللحوم خلال الفترة المقبلة ما لم يتم الإسراع بزيادة الصادرات السودانية من اللحوم، خاصة مع اقتراب موسم ذروة استهلاك اللحوم خلال شهر رمضان والعيدين، وتعرض 50% من صغار الجاموس والأبقار المصرية للنفوق بسبب الحمي القلاعية.
وأضاف أن مافيا اللحوم تعارض استيراد الدولة، ممثلة في وزارة الزراعة، اللحوم من السودان، مشيرًا إلي أن الوزارة تستهدف استيراد 36 ألف رأس من الأبقار كحد أدني سنويًا، مقارنة بـ23 ألف رأس هي إجمالي ما استورده القطاع الخاص من الحيوانات الحية من السودان.
وشدد علي أن الدولة تستهدف طرح اللحوم السودانية بأسعار مناسبة للمستهلك، وأن مستوردي اللحوم يشترون الكيلو القائم من اللحوم بـ8 جنيهات ويصل إلي 23 جنيهًا بعد النقل والشحن والذبح والتعبئة، للحصول علي أرباح خيالية، بينما تعمل الدولة علي طرحها بأسعار رخيصة من خلال المنافذ التابعة للوزارة بالقاهرة والجيزة.
وقال إسماعيل في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «لا يمكن لأحد أن ينل من العلاقات بين مصر والسودان خاصة في المجال الزراعي، فالبلدان عبر عقود طويلة شهدتا عمليات الاستيراد المستمرة للماشية السودانية ذات الجودة العالية والتي لا يُنكرها أحد، في حين أن الترابط العائلي بين العديد من العائلات المصرية والسودانية يؤكد حتمية زيادة معدلات التبادل التجاري وتقديم الخبرات الزراعية لمصر إلي شقيقتها السودان».
وأضاف الوزير: «نعاني عجزًا في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي من اللحوم بكميات تصل إلي نحو 400 ألف طن من اللحوم الحمراء، وهو ما يعني أننا سنعتمد علي أشقائنا في السودان للمساهمة في تغطية هذه الاحتياجات، بما يحقق المنفعة للبلدين، وباعتبارها إحدي الأولويات القصوي للسياسة المصرية تجاه السودان ودول حوض النيل».
واختتمت اللقاءات بالتوقيع، مساء الخميس، علي إنشاء مزرعة بحثية تجريبية علي مساحة 10 آلاف فدان خلال 4 سنوات، لتشجيع المستثمرين المصريين علي الزراعة في السودان تمهيدًا للبدء في خطة مصرية سودانية تم الاتفاق عليها في أبريل من العام الماضي، لزراعة مليون و750 ألف فدان بمشاركة القطاع الخاص.